1

المدرسة البطريركية صهيون

                                      

أخوية القبر المقدس ومنذ القرون ألاولى للمسيحية كان لها الشرف والبركة أن تنقل تعاليم المسيحية والأيمان ألاورثوذكسي المستقيم الرأي في ألاراضي المقدسة, هذه التعاليم المرتبطة بشكل مباشر بحدث وجود الرب الخلاصي.  للحفاظ على هذا الايمان المستقيم وهذه التعاليم  كان يجب أن تمر ألاخوية بالكثير من النضال والسهر وخوض المعارك ضد ألاضطهادات, وقد لعبت المؤسسات التعليمية التابعة للبطريركية ألاورشليمية دوراً رئيسياً كبيراً.

منذ تأسيس أخوية القبر ألمقدس إهتمت ببناء المؤسسات التعليمية لكل المراحل والحفاظ عليها, وكان الهدف تعليم وتثقيف الاكليروس أي الكهنة والرهبان لكي يستطيعوا ان يباشروا بالعمل الروحي ورسالتهم الروحية. في نصف القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين كانت مدرسة الصليب التابعة للبطريركية مؤسسةً تعليميةً كبيرة ومنها تخرج كبارعلماء اللاهوت ومنهم أساتذة في جامعة أثينا اللاهوتية. ويُذكر ان غبطة البطريرك ألاورشليمي كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث تخرج من مدرسة القبر المقدس سنة ١٩٧٠.

اليوم توجد في أخوية القبر المقدس المدرسة البطريركية (مدرسة صهيون) التي تشمل المراحل ألاعدادية والثانوية وهي تساوي من ناحية المستوى التعليمي المدارس الحكومية اليونانية  للمراحل المتوسطة ومعترف بها منذ سنة ١٩١١. المدرسة البطريركية تتبع منهاجَ وزارة التعليم بالإضافة الى مواضيع خاصة تُناسب دور المدرسة. الهيئة التدريسية هي نخبة من المدرسين والمتخصصين من اليونان وكهنة من البطريركية من حاملي الشهادات اللاهوتية.

المدرسة هي عبارة عن بناية تابعة للبطريركية ألاورشليمية وموجودة على تلّة صهيون المقدسة على بعد أمتار من العليةّ التي أكل فيها السيد المسيح العشاء ألاخير مع تلاميذة وفيها أيضاً نزل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين.

البطريركية تهتم بكل إحتياجات الطلاب وتتكفل بكل مصاريف تعليمهم وحياتهم اليومية خلال إقامتهم في المدرسة.

طلاب المدرسة بالاضافة الى برنامجهم الدراسي الصباحي لديهم أيضاً برنامجاً دراسياً ليلياً ويشاركون كذلك بالطقوس الكنيسة. المدرسة ألبطريركية تُعتبر عامود التعليم لأخوية القبر المقدس التي منها  سيخرج في المستقبل آباء ألاخوية. هدفها إعداد شباب واعد قادر على الخوض في المسيرة الروحية الصعبة لأخوية القبر المقدس.

خريجي المدرسة البطريركية لهم حرية الخيار الشخصي بالانضمام لاخوية القبر المقدس بعد تخرجهم وبرعاية البطريركية يُكملون دراستهم في الجامعات اليونانية أو ألاجنبية. في حال عدم أنتسابهم للأخوية يحق لهم تقديم إمتحانات القبول للجامعات بشرط إكمال أربع سنوات تعليمية في المدرسة البطريركية.

المدرسة البطريركية تقبل كل طالب صاحب المبادئ المسيحية إذا وُجدت عنده الرغبة بالانضمام اليها  من ألاراضي المقدسة, اليونان, قبرص وحتى من الجاليات اليونانية المُغتربة, وهذا يدل على إهتمام البطريركية ألاورشليمية بالتعليم كأساس للتربية المسيحية لأن المسيحية تعيش, تُجدد, تكشف أبواباُ جديدة  وتُكوّن أُناساً جديرين ومستحقين أصحاب قيم روحية وأدبية عالية.

البطريركية ألاورشليمية كانت وما زالت خلال مسيرتها الروحية تاريخها الرسولي تهتم بالحياة التعليمية وتجمع ألايمان مع المعرفة. وواجب علينا أن ندعم عمل  البطريركية ألاورثوذكسية الذي يعتمد على التعليم وخاصة التربية الكنيسة التي تُعطي ألانسان قيماً أدبية وتجعل منه إنساناً حراً يملك المقدرة لمواجهة تحديات هذا العصر. هذه التربية أيضاً تزرع ألانسانية, المحبة, الصدق وإحترام ألانسان لأخيه الإنسان ويضع قدم ألشخص في الطريق التي تقربه الى الله وتسمو به الى القيم الروحية التي معها يعيش ألابدية.

الكنيسة ألاورثوذكسية كمؤسسة روحانية إهتمت منذ خطواتها ألاولى بتربية الجيل الجديد ولعبت دوراً رئيسياً في بلورة شخصيته. الآباء الثلاثة معلمو المسكونية, باسيليوس الكبير, غريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم كانوا أهم معلمي التربية المسيحية وأعطونا لغاية اليوم تعاليماً مسيحيةً قيمةً ذات روحانيات عالية  تحمينا من اضطرابات عديدة في هذه الحياة وتعطينا رؤية ووجهة نظر لأمور كثيرة. فلنتقلد بتعاليم وبسيرة حياة هؤلاء الآباء القديسين.