1

ألاسبوع العظيم وأحد الفصح المجيد

                                                                                                         

أحد الشعانين

في مساء برامون العيد ينزل البطريرك ألاورشليمي مع موكب الى كنيسة القيامة, عند دخوله يسجد في موضع إنزال الجسد المقدس وفي القبر المقدس, بعدها يدخل الى كنيسة الكاثوليكون المقابلة للقبر المقدس وتبدأ خدمة صلاة الغروب. في يوم أحد عيد الشعانين ينزل البطريرك الى كنيسة القيامة مع أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وهناك يلبسون اللباس الكهنوتي ألكامل وتبدأ خدمة القداس الالهي للعيد.  بعد خدمة القداس يدور الاساقفة والكهنة وعلى رأسهم غبطة البطريرك وهم يحملون سعف النخيل والزيتون  حول القبر المقدس ثلاث مرات, في مراسيم مهيبة ومقدسة.

 

الخميس العظيم

في صباح يوم الخميس العظيم وبعد خدمة القداس الالهي لباسيليوس الكبير التي تُقام في كنيسة القديس يعقوب اخو الرب, تبدأ مراسيم صلاة غسل ألارجل في الساحة المقدسة (ساحة كنيسة القيامة) التي يترأسها غبطة البطريرك ألاورشليمي. وحسب طقوس الكنيسة ألاورشليمية يقوم البطريرك بغسل أرجل إثني عشر أرشمندريتاً كتذكارٍ لغسل السيد المسيح أرجل تلاميذة ليلة العشاء السري. ويجتمع المصلون في كل عام في ساحة كنيسة القيامة للمشاركة ولمشاهدة هذه الطقوس المقدسة. تٌقرأ في هذه المراسيم الإصحاحات الخاصة بحدث العشاء السري وغسل ألارجل  من ألانجيل المقدس. وفي المساء يترأس غبطة البطريرك  صلوات الخميس العظيم أي صلوات ألالام الطاهرة بمشاركة آباء أخوية القبر المقدس وحشد كبير من المؤمنين والزائرين.

 

الجمعة العظيمة

صلاة الساعات الكبرى

يوم الجمعة العظيمة هو يوم تذكار آلام وصلب ربنا يسوع المسيح بالجسد ويُعيد له في البطريركية ألاورشليمية بكل خشوع وحداد, وكذلك الحال في جميع الكنائس ألاورثوذكسية في ألاراضي المقدسة. في صباح هذا اليوم تبدأ المسيرة من مكان محاكمة السيد المسيح من قِبل بيلاطس البنطي ويشترك فيها آلاف  المصلين, وتعبر المسيرة في درب الآلام حتى الوصول الى موضع الجلجلة إي موضع الصلب وهناك تٌقرأ صلاة الساعات الكبرى للجمعة العظيمة وهي عبارة عن صلوات وقراءات من المزامير والنبوءات.

صلاة إنزال الجسد المقدس

خدمة صلاة غروب إنزال الجسد المقدس تُقام في كنيسة الكاثوليكون في كنيسة القيامة. بعد قراءة الساعة التاسعة إي ساعة موت السيد المسيح على الصليب في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة, ينزل البطريرك ألاورشليمي من على درج كنيسة القديس يعقوب أخو الرب يرافقه آباء أخوية القبر المقدس الى كنيسة القيامة حيث يسجد في موضع الجلجلة ويتجه بهدها الى داخل كنيسة الكاثوليكون المقابلة للقبر المقدس. بعدها تُقام صلاة إنزال الجسد المتواضعة بكل خشوع وورع ويرتل الرهبان طروبارية إنزال الجسد والدفن. بعد إنتهاء صلاة الغروب يتجه البطريرك مع آباء أخوية القبر المقدس الى دار البطريركية على وقع أجراس الحزن.

خدمة صلاة الجناز

في الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة العظيمة ينزل غبطة البطريرك ألاورشليمي من دار البطريركية متجهاً الى كنيسة القيامة يرافقة جميع اساقفة وآباء أخوية القبر المقدس من أرشمندريتيين ورهبان, وأيضاً ممثلو الكنائس ألاورثوذكسية الأخرى مع حشود المصلين.

يدخل الموكب البطريركي الى كنيسة الكاثوليكون ثم يلبس ألاساقفة والكهنة اللباس الكهنوتي ألاسود الخاص بهذا اليوم. بعدها وحسب طقوس الكنيسة ألاورشليمية يقوم البطريرك وباقي ألاساقفة والكهنة حاملين أناجيل صغيرة بالطواف على المزارات المقدسة داخل كنيسة القيامة إبتداءً من كنيسة “لا تلمسيني” , كنيسة ال”كلابيس”, كنيسة القديس لونجينوس, “كنيسة تمزيق الثوب”, “كنيسة إكليل الشوك”, “كنيسة آدم”, ثم الى موضع الجلجلة, ويوضع السرير على المائدة المقدسة في الجلجلة  ويُقرأ ألانجيل المقدس.

من موضع الجلجلة ينزل ألآباء الى موضع إنزال الجسد المقدس ويضعون السرير المزين بالورود على الحجر وبعدها يتجهون الى القبر المقدس ويدورون ثلاث مرات حوله, وبعد الدورة الثالثة يوضع السرير على حجر القبر المقدس ويبخر البطريرك ثم إثنين من ألاساقفة وتُرتل تقاريظ الجمعة العظيمة الابيات ألاولى “في قبر وُضعت”, ألابيات الثانية “إن بإستحقاق” وألابيات الثالثة “إن ألاجيال كلها”.

هذه الأناشيد الكنيسة الشعرية تُرتل حسب ألالحان البيزنطية ألاصلية التي تُطغي على المؤمن المستمع إليها  جواً من الخشوع والورع وتدخل في نفوس المصلين لتعطيهم شعور المشاركة بآلام وصلب وقيامة الرب يسوع المسيح.

بعد ألانتهاء من تراتيل الجناز والمجدلة الكبرى يدخل البطريرك والآباء مع السرير الى كنيسة الكاثوليكون وتُقرأ النبوءات ثم الرسائل وألانجيل الالهي ويختم البطريرك خدمة الجمعة العظيمة. كما هي العادة يبقى فقط الرهبان بعد الخدمة في كنيسة القيامة لتجهيزها لمراسيم النور المقدس يوم السبت العظيم.

 

السبت العظيم (سبت النور)

في الصباح الباكر في يوم السبت العظيم يستطيع كل شخص متواجد في المدينة المقدسة أورشليم أن يلاحظ حركة غير عادية في المنطقة المجاورة لكنيسة القيامة خصوصاُ في القسم المسيحي أو كما يُدعى حارة النصارى, حيث يبدأ المصلون المحليون والحجاج من جميع أنحاء العالم بالتوجه الى كنيسة القيامة بعد العبور من حواجز الشرطة وينتظرون لساعات في ساحة القيامة قبل فتحها والدخول اليها  للمشاركة في خدمة القداس الالهي. كثير من الحجاج يستطيعون متابعة القداس الالهي من ألاديرة المحيطة بكنيسة القيامة, كنيسة القديس ثيوذوروس, كنيسة عذراء صدنايا, كنيسة القديسة كاترينا, كنيسة القديس بنديلايمون وغيرها.

السبت العظيم في اللغات المحلية يدعى “سبت النور” بالعربية, و”شابات هئور” باللغة العبرية.

في هذه ألاثناء يكون غبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم وسائر فلسطين متواجداً في دار البطريركية لأستقبال مبعوثي الكنائس ألاورثوذكسية من جميع البطريركيات الذين سينقلون النور المقدس الى جميع الكنائس في بلادهم.

في الساعة الثانية عشر ظهراُ يبدأ غبطة البطريرك بالتوجه الى كنيسة القيامة عابراً من كنيسة القديس يعقوب أخو الرب, وبعد الدخول الى الكنيسة والسجود في موضع إنزال الجسد المقدس يتجه الى كنيسة الكاثوليكون (كنيسة نصف الدنيا كما تسمى أيضاً) ويقف في الباب الملوكي, وفي هذه ألاثناء يدخل الكنيسة أيضاُ ممثلو الكنيسة ألارمنية, القبطية والسريانية ليأخذوا بركة البطريرك ألاورشليمي لأخذ النور المقدس. بعد ذلك يلبس البطريرك اللباس البطريركي أمام المائدة المقدسة في الهيكل وتبدأ الدورة حول القبر المقدس ثلاث مرات ويبارك باب الدخول. عند باب القبر المقدس الذي يكون مختوماً بالشمع من كافة المذاهب ألاورثوذكسية بعد تفتيش القبر من الداخل, يخلع البطريرك اللباس البطريركي ويبقى فقط لابساً ألاستيخارة (اللباس ألابيض من الداخل) والبطرشيل تحت رقابة ممثلي الطوائف المسيحية والشرطة ألاسرائيلية, ثم يدخل الى القبر المقدس حاملاً حزمتين من الشموع (كل حزمة ٣٣ شمعة صغيرة ترمز الى عمر السيد المسيح على ألارض), ويبدأ بقراءة الصلاة الخاصة بفيض النور. عند فيض النور المقدس يخرج البطريرك الاورشليمي حاملاً الشموع المضاءة ويبدأ الشعب بأخذ النور المقدس  بدموع الفرح والرجاء والترتيل, وخلال دقائق يصل النور الى كل مؤمن متواجد داخل الكنيسة وخارجها مع وقع أجراس كنيسة القيامة. ثم يدخل البطريرك الى كنيسة الكاثوليكون ويقف على الباب الملوكي محاطاً بالمصلين والآباء. بعدها يتجه البطريرك مع ألاباء والبعثة اليونانية الى دار البطريركية.

 

ليلة القيامة

قداس عيد الفصح المجيد يبدأ مساء يوم السبت العظيم حتى بعد ساعات منتصف الليل, حيث يترأس البطريرك ألاورشليمي خدمة صلاة العيد ألاحتفالي التي تقام في القبر المقدس بمشاركة أساقفة وكهنة أخوية القبر المقدس وممثلي الكنائس ألاورثوذكسية ألاخرى وحشد كبير من جموع المصلين من كل منطقة في ألاراضي المقدسة والدول ألاوثوذكسية من اليونان, قبرص, روسيا, رومانيا, بلغريا, صربيا ودول أخرى. يشترك المؤمنون في سر ألافخارستيا المقدس (سر المناولة) بكل فرح وغبطة وبه يشتركون مع السيد المسيح بآلامه ودفنه وقيامته المجيدة من بين ألاموات الذي بقيامته المجيدة منح العالم الغلبة على الموت.

 

خدمة صلاة “المحبة”

في صباح أحد الفصح المجيد تُقام خدمة صلاة المحبة أو القيامة الثانية في كنيسة القيامة. يجتمع آباء أخوية القبر المقدس في دار البطريركية, يهنئون بعضهم البعض ثم يلبسون اللباس الكهنوتي الكامل ويرتلون طروبارية العيد “المسيح قام من بين ألاموات..” و “اليوم يوم القيامة..”, بعدها يبدأ الموكب البطريركي بالتوجه من البطريركية الى كنيسة القيامة وفي مقدمة الموكب تُحمل أيقونة القيامة المجيدة ويتواجد في ساحة كنيسة القيامة حشد كبير من المصلين . يدخل البطريرك الى كنيسة القيامة ويسجد في موضع إنزال الجسد ومن بعدة ألآباء ثم يتجه الى القبر المقدس للسجود ويدخل بعدها الى كنيسة الكاثوليكون وتبدأ الخدمة. ويُقرأ في هذا اليوم فصل من بشارة القديس يوحنا ألانجيلي عن ظهور الرب يسوع المسيح لتلاميذه بعد قيامته المجيدة وألابواب مغلقة عندما كانوا مختبئين خوفاً من اليهود, وعندها لم يكن توما معهم. (يو ٢٠ عدد ٢٥),  ويُقرأ ألانجيل بعدة لغات.

مع إنتهاء هذه الخدمة تنتهي خدمة الصلوات ألاحتفالي لأسبوع ألآلام المقدس وتبدأ دورة الصلوات الفصحية وما بعد الفصحية في البطريركية ألاورشليمية.