1

خدمة الصلاة وفقا لكتاب سيلفيا

                         

الصلوات اليومية الكنسية تبدأ في الساعات الاولى بعد منتصف الليل, بعد صياح الديك تُفتح أبواب كنيسة القيامة, كنيسة الآلام وكنيسة الصليب للرهبان وللعلمانيين ليصلوا صلاة السهرانية طوال الليل. صلاة السهرانية عبارة عن تسابيح من المزامير تُرتل من قِبل الرهبان  والصلوات تُقرأ من قِبل الكهنة المناوبين وفي الفجر يُقيمون صلاة السحر التي بها تُرنم مقتطفات من مزامير داود التي تشير الى النور أو السحر مثل ” يارب، بالغداة تسمع صوتي. بالغداة أوجه صلاتي نحوك وأنتظر…” (المزمور 5), ”  بنورك نرى نورا ” (المزمور 36), ” أرسل نورك وحقك، هما يهديانني ويأتيان بي إلى جبل قدسك وإلى مساكنك ” (مزمور43), ” أنا أستيقظ سحرا ” (مزمور 57), ” في الغداة صلاتي تتقدمك ” (مزمور 88), ” أشبعنا بالغداة من رحمتك، فنبتهج ونفرح كل أيامنا” (مزمور 90), ومقتطفات من مزامير أخرى لها نفس المحتوى ومزامير مختلفة من مزامير داود بالإضافة الى إصحاحات من نبؤات العهد القديم التي تتحدث عن قيامة الرب, شمس العدل مثل ” الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية, هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه ” (مزمور 118). خلال ترنيم المزامير يأتي أسقف أورشليم الى الكنيسة, لكن سيلفيا في كتابها لا تصف إذا كان الأسقف يشارك بخدمة القداس بشكل يومي وليس فقط أيام الأربعاء, الجمعة, السبت والأحد وفي أعياد القديسين, ولا تصف أيضاً جوهر صلاة السحر لخدمة القداس الالهي في الأيام العادية (ليست أعياد).

في برنامج الصلوات اليومي عدا عن صلاة منتصف الليل وصلاة السحر تُقام أيضاً صلاة الساعة السادسة (12 ظهراً), وصلاة الساعة التاسعة (15:00) بحضور الأسقف في كنيسة القيامة الذي يقرأ الصلوات للمؤمنين مع تراتيل الرهبان.في تمام الساعة الرابعة من كل يوم تقام صلاة ال  Lychnikon أي صلاة مع قناديل مشتعلة التي تُضاء من النور المقدس التي يًحتفظ به في القبر المقدس بحضور الأسقف والكهنة. مع إنتهاء التسابيح يقف الكهنة والشعب أمام القبر المقدس ويقرأ الشماس أسماء المؤمنين وترتل جوقة الأولاد “يا رب إرحم”.

بعد ذلك يصلي الأسقف أولاً لجميع المسيحيين, ثم للموعوظين (أي غير المُعتمدين بعد) وأخيراً للمؤمنين (أي المُعتمدين) في الكنيسة, ويتجه الأسقف للصليب في موكب وتكون الكنيسة مُضاءة بالكامل ويصلي أيضاً للموعوظين وللمؤمنين, وكل واحد من الموجودين يأخد بركة الأسقف من يده اليمنى ويغادر الكنيسة. هكذا تُقام الصلوات اليومية على مدار الأسبوع كما تصف سيلفيا في كتابها. مساء السبت كان الناس يجتمعون في ساحة كنيسة القيامة قبل صياح الديك الثالث بقليل, حيث كانت العادة أن لا تُفتح أبواب الكنيسة قبل هذا الوقت. وكان الرهبان مع الشعب يقضون كل الليلة في الصلوات والتسابيح, وعند صياح الديك ألاول يأتي الأسقف الى كنيسة القيامة المُضاءة بالكامل القنديل والشموع. واحد من الكهنة يقرأ أحد المزامير بينما كان الشعب يُصغي للصلاة بخشوع وورع. هذا الترتيب الطقسي يتم مرتين وبعدها تُقرأ أسماء المؤمنين. في هذا الوقت الأسقف يصلي داخل القبر المقدس وتصف سيلفيا الأجواء الخشوعية في الكنيسة خلال الصلاة, كما أوصى القديس كيرلس في تعاليمه. بعد الصلوات يقف الأسقف عند القبر المقدس ويقرأ إنجيل القيامة بكل ورع. بعد قراءة الانجيل يتجه الأسقف مع المصلين الى موضع الصليب ويصلي من أجل جميع المؤمنين ويعطيهم بركته ليغادروا الكنيسة. رهبان القبر المقدس والإكليروس يبقون بالكنيسة حتى ساعات الصباح للصلاة والتسبيح. في حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة من يوم الأحد يذهب الأسقف مع الكهنة الى موضع الجلجلة ليقيم خدمة القداس الإلهي للموعوظين, وبعد قراءة الصلوات من الكُتب والعظة الروحية الكل ما عدا الموعوظين يتجهون من الجلجلة الى موضع القيامة لإقامة خدمة القداس الإلهي للمؤمنين. لا تصف سيليفيا القداس الإلهي لأنه في الشرق والغرب هنالك قداس واحد مع فروق وإختلافات معينة, وتُدوّن فقط الأقسام المختلفة من القداس التي تُطابق قداس كنيسة أورشليم في القرن الرابع, التي كان قد كتب عنها القديس كيرلس وهي أقدم خدمة رسولية للقديس يعقوب.

عيد الظهور الإلهي بسبب أنه لا يشير فقط الى ولادة الرب يسوع المسيح بل الى ظهوره الألهي في نهر الأردن كان يُعيّد مع عيد الميلاد المجيد حتى أواخر القرن الرابع وبعد ذلك تم فصل العيدين. في أورشليم هذا الفصل جاء بعد وقت متاخر قليلاً حسب قوزماس الأندوكوبلوستوس في القرن السادس والذي يقول : “الأباء في أورشليم أقاموا عيد مولد الظهور الإلهي..”, وحقاً بينما سيلفيا كتبت أن عيد الظهور الالهي يتم تعييده مع عيد الميلاد في 6 كانون ثاني, وصفت أيضاً أن الاعياد السيّدية الأخرى كانت مشابهة لعيد الفصح وعيد العنصرة وكانت تمتد الى ثمانية أيامٍ.

عيد الميلاد يُحتفل به في مغارة الميلاد في بيت لحم وتُقام صلوات السهرانية من قِبل أسقف أورشليم (قبل أن يكون هناك أسقف لبيت لحم), ويُحتفل بهذا العيد السيّدي أيضاً في باقي المقسات والكنائس بحضور جموع كبيرة من المؤمنين, في الثلاثة أيام الأولى في موضع الجلجلة, اليوم الرابع في جبل الزيتون, اليوم الخامس في بيت عنيا, اليوم السادس في صهيون, اليوم السابع في كنيسة القيامة وفي اليوم الثامن في دير الصليب.  خلال فترة الثمانية أيام هذه رهبان بيت لحم يُقيمون الزياحات والصلوات الخاصة في مغارة الميلاد. بعد هذه الأيام في 14 شباط يُحتفل بعيد دخول السيد الى الهيكل, هذا اليعد كان يُحتفل به فقط في أورشليم وإعتُمد في الغرب في القرن الخامس وفي الشرق في القرن السادس. في هذا اليوم في كينسة القيامة يقرأ الكهنة مع الأسقف إنجيل هذه المناسبة وتقام خدمة القداس الالهي بعد ذلك مشابهة في ترتيبها الإحتفالي خدمة عيد الفصح.