1

دير جبل ألاربعين أو جبل التجربة

                                                

هذا الدير موجود على جبل ألاربعين غربي مدينة أريحا. مُكون من الكنيسة الرئيسية المُكرسة للبشارة, كنيسة المزار, مغارة طبيعية في الصخر, وممر ضيق مع غرف علوية عن اليمين واليسار. في هذا الجبل نجد الكثير من المُغر المحفورة في الصخور التي سكنها النساك ويبدو الدير وكـأنه معلق في الهواء.

حسب إنجيل العهد الجديد قضى السيد المسيح مدة أربعين يوماً على هذا الجبل صائماً حتى جاع أخيراً وجاءه الشيطان ليجربه كما ذكر ألانجيلي البشير لوقا, ومن هنا أُطلق هلى هذا الجبل أسم جبل التجربة. تمَّ بناء الدير فوق الكهف الذي أقام فيه المسيح  واْول من فكر في المحافظة على قدسية المكان كانت الملكة هيلانة حيث قامت عليه تشييدًا قديمًا منذ عام 325 للميلاد.

أريحا

تُعتبر أريحا أقدم مدينة في فلسطين ومن أقدم المدن في التاريخ حيث  يعود تاريخها إلى 10,000 سنة قبل الميلاد, وتقع على الضفة الغربية بالقرب من نهر الأردن وعند شمال البحر الميت وتُعتبر أخفض منطقة بالعالم وتُعرف أيضاً بإسم مدينة القمر, ولها موقع أستراتيجي هام.

يذكر ألانجيل أن السيد المسيح جاء الى أريحا عدة مرات عند قدومه من الجليل الى أورشليم, ويذكر أيضاً بعض ألاحداث مثل مقابلة السيد المسيح مع زكا العشَار والعشاء في بيته, وشفاء ألاعمى خلال صعوده ألاخير الى أورشليم.

في القرن الرابع ميلادي أصبحت أريحا أسقفية, وفي القرنين الخامس والسادس شغلت مركزاً هاماً للرهبنة والتعبُّد, وخلال الفترة البيزنطية بُنيت فيها الكثير من الكنائس. ومن أهم الأماكن  المقدسة نجد نبع النبي أليشع, مغارة النبي ايليا (مار الياس), وجميزة زكا العشار التي تسلقها لكي يرى السيد المسيح.

دير النبي أليشع

في أريحا يقع دير النبي أليشع حيث قام  أبرأ اليشع المياه في نبع وجعل المياة صالحة للشرب, وسُمي النبع ” ماء اليشع النبي” وبالعربية ” عين السلطان”.

“و قال رجال المدينة لاليشع هوذا موقع المدينة حسن كما يرى سيدي و اما المياه فردية و الارض مجدبه فقال ائتوني بصحن جديد و ضعوا فيه ملحا فأتوه فخرج الى نبع الماء و طرح فيه الملح و قال هكذا قال الرب قد ابرات هذه المياه لا يكون فيها ايضا موت و لا جدب فبرئت المياه الى هذا اليوم حسب قول اليشع الذي نطق به”. (سفر الملوك الثاني 2: 19-22).

في ساحة الدير موجوده جمّيزة زكا التي تسلق عليها زكا العشار لكي يرى السيد المسيح لأنه كان قصير القيامة كما يروي لنا ألانجيل المقدس. هذه الجميزة مُحاطة بكنيسة صغيرة سقفها مفتوح وتخرج منه قمة الجميزة.

دير القديس السابق المجيد يوحنا المعمدان

هذا الدير موجود شرقي مدنية أريحا على مشافة قصيرة من ضفة نهر ألاردن, وُيعتقد أنه من هذا المكان  عبر شعب إسرائيل ضفة النهر ليدخلوا الى أرض الميعاد.

حسب التقليد الكنسي بُني الدير بالقرب من الموضع الذي فيه تعمّد السيد المسيح وفوق المغارة التي عاش فيها القديس يوحنا المعمدان.

الكاتب التاريخي بروكوبيوس ذكر أن يوستينياونوس الذي بنى دير القديس بنديلايمون في صحراء ألاردن بنى أيضاً هذا الدير.  في القرن السادس ميلادي عُرف الدير بغرفه الكبيرة التي كانت تستضيف والرهبان  الذي كان عملهم الوحيد تعميد الحجاج والزائرين في نهر ألاردن.

في القرن الثاني عشر ميلادي ذكر المؤرخ يوحنا فوكاس أن الدير تهدم بسبب زلزال وتم إعادة إصلاحه على زمن  الملك البيزنطي عيمانوئيل وسكنه الرهبان حتى بداية القرن الخامس عشر ميلادي. لكن بعدها وبسبب غزو العرب إضطر الرهبان لترك الدير وتحول الى مغارة للصوص وقُطاع الطرق لذا أخدت الحكومة في ذلك الوقت قراراً بهدم الدير.

في مكان الكنيسة على الجدران نجد أيقونات أثرية ومنقوش عليها باليونانية عبارة ” هذا هو حمل الله, هلمّوا وجدنا المُتَمَنّى”.

البناء الحالي للدير بُني في القرن التاسع عشر ميلادي من البطريركية الرومية.