1

دير رؤساء الملائكة في يافا

                             

منذ القِدم يطل هذا الدير على البحر الابيض المتوسط وبسبب موقعه في ميناء مدينة يافا يستضيف الدير كل سنة العديد من الزوار وحجاج ألاراضي المقدسة من جميع البلاد ألاورثوذكسية, من اليونان, قبرص, صربيا, رومانيا, بلغاريا وأكثرهم من روسيا. أُصلح هذا الدير وأُعيد تنظيمه من قِبل البطريرك ألاورشليمي كيرلس الثاني سنة  1852 لِيُلبي متطلبات وإحتياجات الزوار.

كما جرت العادة عندما يصل الزوار الى ميناء مدينة يافا يتجهون للإقامة في دير رؤساء الملائكة بعد أن يقابلوا أولاً رئيس الدير الذي يُعتبر الرئيس الروحي ألاول في البطريركية ألاورشليمية بسبب الرعية ألاورثوذكسية الكبيرة الموجودة في يافا وبسبب رسالته في هذا الدير في إستقبال ورعاية الزوار الذين يأتون للدير وللأراضي المقدسة بكل ورعٍ وأيمانٍ لمعاينة حياة السيد الرب يسوع المسيح على ألارض وألاماكن التي أقام فيها وعمل المعجزات.

في القِدم كان الحجاج يأتون الى ألاراضي المقدسة في سفن عن طريق البحر في رحلة طويلة, وبعد ألاستراحة في الدير كانوا يُؤخذون في مجموعات بمرافقة حراسِ الدولة العثمانية لبدء رحلة زيارة ألاماكن المقدسة مشياً على ألاقدام التي كانت تستغرق قرابة الستة أشهر, وبعد إنتهاء رحلة الحج يعودون للدير ليأخذوا طريق العودة بالسفن التي كانت ترسوا في ميناء يافا مُباركين من بركة القبر المقدس وباقي المقدسات ومن مذاق ألاورثوذكسية في فلسطين.

بالإضافة الى أهمية الدير في رعاية وإستقبال الحجاج, كانت له أهمية روحية لطائفة أورثوذكسية كبيرة في ذلك الوقت والتي كان يُقدر عددها آنذاك حوالي 35000 مسيحي أورثوذكسي, وفجأة وبعد قيام دولة إسرائيل في سنة 1948 تقلص عدد المسيحيين ألاورثوذكسيين بشكل كبير جداً بسبب الهجرة والحروب, كذلك تقلصت أهمية ميناء يافا بسبب بناء ميناء أكبر في مدينة حيفا وبناء المطار الدولي فيما بعد في تل أبيب.

سنة 1961 وفي ليلة عيد الميلاد تعرض الدير العريق للحريق لأسباب مجهولة وّدُمر بالكامل وكان بناء الدير في حالة لا يُرثى لها وأصبح من الخارج كالبناء المهجور, وكان يقيم وقتها في دير رؤساء الملائكة فقط رئيس الدير الذي كان يخدم الرعية ويقيم الصلوات في كنيسة القديس جوارجيوس في يافا.

بقي الدير على هذا الحال حتى سنة 1994, عندها بدأت أعمال الترميم وألاصلاح في الدير من قِبل الرئيس الروحي الحالي للدير سيادة رئيس أساقفة يافا دماسكينوس (آنذاك كان أرشمندريتاً), الذي عمل بكل جهد لأعادة ترميم الدير وواصل رسالة رهبان أخوية القبر المقدس الذين يبنون ويرممون مراتٍ عديدة المزارات بعرقهم وجهدهم. أرادت العناية ألالهية أن يقوم ألاب دماسكينوس أنذاك بترميم الدير على نفقته الخاصة بمبلغ وقدره 500.000 دولار من ورثته الشخصية التي ورثها عن والدته بالتبني السيدة ماتينا ذاريفا وأصلها من منطقة كيفيسيا في أثينا.

الجدير بالذكر أن كنيسة رؤساء الملائكة رُممت في مدة ستة أشهر وبعدها أنتقلت أعمال الترميم لتشمل جميع أرجاء الدير من غرف, قاعة الدير, قاعة المحكمة الكنائسية وغيرها, ويوجد في الدير أيضاً كنيسة القديس نيقولاوس وهي أقدم كنيستي الدير.

قبر طابيثا (ضبيتا)

رافقت مدينة يافا أيضاً الرسل الاطهار في مسيرتهم التبشيرية وذُكرت في سفر أعمال الرسل في العهد الجديد عندما أقام الرب على يد القديس بطرس الرسول معجزة إقامة طابيثا (إسم آرامي معناه غزالة) من ألاموات (اع 9: 36-40) , وأيضاً في يافا شاهد القديس بطرس رؤيا الحيوانات النجسة والنظيفة  (اع 10: 9-16), وشهدت بداية تبشير الامميين (الوثنيين) بالمسيحية (بيت قائد المئة الروماني كورنيليوس, أع إصحاح 10).

في يافا يوجد أيضاً دير روسي دير القديس بطرس وقبر طابيثا والكنيسة (الدير) وهي من أقدم الكنائس في يافا ويخدم في هذا الدير راهبات من قبرص وروسيا.