1

موضع الجلجلة

 

عندما قام البطريرك موذيستوس بتجديد الكنيسة, صنع مضلة فوق الجلجلة, استمرت حتى القرن الحادي عشر, حيث اقيم حائط في الجهة الشرقية للجلجلة, وفي الجهة الجنوبية من هذا الحائط قام الصليبيون بفتح مدخل, أصبح اليوم بعد تعديله مجرد نافذة, في ذات العصر تم تقسيم المساحة التي تشكلت فوق قمة التلة الى قسمين مستطيلين متوازنين, ذات سقف مقوس باقبية مصلبة, فأصبحت هنالك كنيستين فرعيتين, الشمالية منهما تابعة للروم الارثوذكس والجنوبية تابعة للاتين.

حول رخام المائدة المقدسة, يوجد النص التالي: بدمك المقدس المسفوك ايها السيد المسيح من جنبك الطاهر وفدائك القابل للحياة, انتهت كافةً الذبائح الى الاوثان, وتسيج لفدائك كل الارض.

توجد بجوار المائدة المقدسة, في القسم الشمالي من الكنيسة الفرعية, مائدة التقديم, التي تاخذ شكل مظلة مفرغة, والتي تستند على اعمدة عليها النص التالي: 1842, يا فاعل الخلاص في وسط الارض, ربنا يسوع المسيح, عندما مددت أيديك الطاهرة على الصليب وجمعت كافة الامم التي تهتف لك, المجد لك يا رب.

يوجد خلف المائدة المقدسة, مشهد يمثل يسوع المصلوب, بالحجم الطبيعي , بينما توجد اسفل الصليب السيدة والدة الاله ويوحنا التلميذ المحبوب. ملابس هذه الوجوه مغطاه بالفضة وتوجد خلفها ايقونات صغيرة تمثل مشاهد من الام السيد المسيح, تتوسطها ايقونة كبيرة للمسيح الذي يسير الى الالام, داخل اطار ذو نهاية مقوسة. جميع هذه المشاهد مغطاه بالفضة, ويوجد على جانبيها عدد من الاسرجة الكبيرة.

توجد مساحة خلف الجدار الجنوبي للكنيسة الفرعية للاتين, حيث ينتهي اليها سلم يصل من الساحة المقدسة, التي تقع على يمين مدخل الكنيسة, وفقا للتقليد, من هذا الدرج صعد الامبراطور ايراكليوس (هيرقل) الى الجلجلة عاري الراس وحافي القدمين, ليرفع الصليب المقدس الذي استعاده من السلب الفارسي, في عام 629, وهو الحدث الذي تحتفل به الكنيسة الارذوكسية سنويا, يوم عيد رفع الصليب المقدس (14 سيبتمبر).

من الجدير بالذكر ايضا هنا الى انه في الفترة ايار حتى اكتوبر 1988, في عهد البطريرك ذيوذوروس, تمت اعمال تتعلق بنزع البلاطات التي تغطي صخرة الجلجلة وتنظيف حشوات الجبس الموجود اسفل البلاطات. هذا العمل اقيم تحت اشراف الاستاذ الجامعي جورج لافاس والمهندس المعماري ميتروبولوس, واثناء هذه الاعمال تم اكتشاف الشق الذي سبق ذكره وقاعدة حجرية مستديرة, خلف مركز المائدة المقدسة, حيث من الواضح انها كانت موضع الصليب المقدس, او ربما تدل على المكان الاصلي للموت على الصليب, حيث كانت توضع هناك في السنوات الاولى نماذج للصليب المقدس, كذلك وجد على يسار المائدة المقدسة طلاء بلون الذهب الابيض عليه صلبان منقوشة, بالاضافة الى اجزاء من ارضيتين متعاقبتين وجزء من جدار مائل ذى اتجاه من الشمال الى الجنوب, مستمر اسفل المائدة المقدسة, جميع ذلك يتطابق مع المعلومات الواردة في المصادر الموجودة اليوم عن تصميم المكان المقدس. على مدار الزمان الذي نتحدث عنه الان, وبالربط بالشهادات التاريخية والتراث الحي لكنيسة أورشليم, لا مجال في التشكيك ان الجلجلة الموجودة داخل الكنيسة هو موضع صلب ربنا يسوع المسيح.