1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عرس قانا الجليل 2011/05/01

” هلموا بنا نشرب مشروباً جديداً ليس مستخرجاً بأية باهرة من صخرة صماء. لكنه ينبوع عدم الفساد . بفيضان المسيح من القبر. الذي به نتشدد ” (كاطافسيات العيد).
يقول لنا مرنم الكنيسة : تعالوا لنشرب مشروباً غير نابع من صخرة من خلال عجيبة أو أية باهرة! لكنه مشروب الينبوع عديم الفساد . فالمسيح الناهض من القبر هو المشروب الذي به نتقوى.

ايها الاخوة الاحباء بالمسيح يسوع
ان كنيستنا المقدسة تدعونا بفم القديس يوحنا الدمشقي . لنشرب مشروباً جديداً. هذا المشروب الجديد هو المسيح الناهض من القبر.
إن النبي موسى قد سد ظمأ شعبه فيصحراء سيناء بإروائه إياه من ماءٍ قد نبع إثر ضربه بالعصاة كما أوحى له الله:”خروج 17: 1-7 ).
ان المسيح قد أروانا ليس من صخرة صماء لكن من قبره المعطي الحياة. من الينبوع الذي لا ينضب عديم الفساد. أي الينبوع المجدد ايانا ، منعماً علينا بالخلود وعدم الفساد. أي الحياة الابدية.

نسأل أنفسنا بدقة: ما هو هذا المشروب الجديد؟
أيها الاحباء هذا المشروب الذي خرج من جنب المخلص ربنا يسوع المسيح المصلوب والناهض من الرمس ألا وهو الدم المحيي.
هذا هو دم المسيح ” الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (متى 26: 28) وبنفس الوقت أيضا هو جسد المسيح الذي يكسر من أجلنا لمغفرة الخطايا. ” أيها المسيح الكلمة أنت بذلت جسدك ودمك عن الكل لمل صلبت. فجسدك منحته لكي تعيد به جبلتي. ودمك لترحضني به، وأسلمت روحك لكي تدخلني إلى والدك” (القانون الكبير).
ان الجبلة في المسيح فعالة للطبيعة البشرية كلها ، أي لجميع البشر على حد سواء.
بالنسبة للرحض والتنقية، فإن فاعليتها تكون فقط لأولئك الذين يقبلون ختم وموهبة الروح القدس من خلال المعمودية المقدسة . بسكب الروح القدس، روح المسيح.مجتذباً إيانا لأبيه الله الآب. أي إلى ملكوت السموات.
لهذه الخبرة نتذوق مسبقاً، ونستلم بدلالة منذرة ، من خلال مشاركتنا لعشاء الرباني، أي الإفخارستيا المقدسة. ومن خاله نشارك في مأكل الجسد ومشروب الدم للمسيح القائم من القبر. ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنا 6: 54).

أيها الأخوة الأحباء
عند قدوم يوم الرب الأخير ، سوف نجلس في عشاء ملكوت الله : ” وأقول لكم إني من الأن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي”(متى 26: 29 ).

إن الشركة مع المسيح ، في عشاء الزواج الذي حدث في هذا المكان المقدس في بلدة قانا الجليل بحضور والدة الإله مريم من الناصرة وتلاميذه الأطهار هي شهادة تاريخية دامغة، لظهور مجده . ” هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده ، فآمن به تلاميذه” (يوحنا 2: 11).