1

كلمه غبطه بطريرك المدينه المقدسه اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبه احد حاملات الطيب – الرمله- 8/5/2011

” أيها المسيح إن يوسف لف جسدك بالسباني ووضعك يا مخلصنا في قبر جديد فبما انك اله أقمت الأموات منهضا ” . “إن النسوة قد سابقن سحرا مشاهده المسيح وهتفن إلى التلاميذ الإلهيين : حقا لقد قام المسيح فهلموا لتسبيحه معنا” (اوذيات سحر العيد).
أيها الاخوه الأحباء بالمسيح يسوع
المرنم الإلهي لكنيستنا ألمقدسه , يسبح الأشخاص الذين أصبحوا شهودا صادقين لدفن وقيامة مخلصنا يسوع المسيح .
من هم هؤلاء الأشخاص؟
أول هؤلاء الأشخاص يوسف من اريماثيا , ونيقوديموس , وكذلك النسوة حاملات الطيب تلميذات المسيح.
يقول القديس مرقس الانجيلي : ” جاء يوسف من اريماثيا أي مدينتكم (الرملة), وكان مشيرا شريفا , وكان هو منتظرا ملكوت الله .فتجاسر ودخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع”.(مرقس 43:15). وكذالك : ” وبعدما انقضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومه حنوطا ليأتين ويدهن يسوع .”(مرقس 1:16).
من ناحية أخرى فان النساء وكما يذكر سنكسار الكنيسة هن : (شاهدات صادقات , وأول مباشرات بالقيامة.), ويوسف ونيقوديموس هما أيضا شاهدين وصادقين للدفن .
لهذا السبب , وخاصة في هذا اليوم يوم الأحد الثالث من الفصح , فان كنيستنا تعيد باحتفال كبير للنساء اللواتي كنا حاملات الطيب , وكذالك أيضا تقيم تذكار القديس يوسف من اريماثيا الذي كان تلميذا مستترا . ومعه نيقوديموس التلميذ السحري( الذي كان يختلي ليلا خفيه) والذي طرد لأجل ذلك من المجمع .
يقول مرنم الكنيسة : هلم يا معشر المؤمنين لنمدح يوسف العجيب مع نيقوديموس الفاضل, والنسوة المؤمنات حاملات الطيب والكارزات بقيامة المسيح .
إن حدث الخلاص العظيم لجميع العالم , هو قيامة كلمه الله المتجسد ربنا وإلهنا يسوع المسيح من الأموات. ومن ناحية أخرى فقد اظهر النور الحقيقي لجميع الناس , وكذلك أعطانا وبحسب ما يذكره لنا مرنم الكنيسة هبات جليلة أخرى : “قد قام المسيح إلهنا من الأموات بما انه قادر على كل شيء المانح للكل الحياة وعدم الفساد والتنوير والرحمة العظمى”.
أيها الأحباء
قيامة المسيح عارضت وكشفت الخطيئة والضلالة للكذاب وأبو الكذاب أي الشيطان . قيامة المسيح هي التي دانت العالم لأنها أوقفت قوه الموت وإبادته”(عبرانيين 14:2). وفتحت لنا أبواب الفردوس , أي خلاص الإنسان من خلال التوبة والاعتراف بصلب وقيامة المسيح تماما كما يذكر مرنم الكنيسة :
” إن يوسف ابتغى جسد يسوع وجعله في قبر له جديد لأنه لاق به أن يجوز نافذا من القبر كأنه من خدر فيا من سحق اقتدار الموت وفتح للبشر أبواب الفردوس, يا رب المجد لك “.
امتداد دفن وقيامة المسيح يعود كعمل خلاصي عبر جميع الدهور , داخل الكنيسة كونها جسد المسيح . لهذا فان حدث الدفن والقيامة من بين الأموات يتم وبشكل حاسم من خلال التكريس والاستحالة لقيامتنا بواسطة المسيح القائم . ذلك بمناوله الأسرار الالهيه ألمقدسه الطاهرة الغير المائته السماوية المحيية الرهيبة .
وكما يقول القديس يوحنا الدمشقي :
جسد الرب حقيقه وليس رمزا :- ليس الخبز والخمر رمزين لجسد المسيح ودمه – حاشا – بل هو جسد الرب نفسه متالها, جسد الرب الذي يقول هو نفسه :” هذا ليس رمز جسدي, ولا رمز دمي , بل دمي “. وكان قبلا قد قال لليهود :” إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه, فلا حياه في أنفسكم….. لان جسدي مأكل حقيقي ودمي مشرب حقيقي ” (يوحنا 57-53:6) وأيضا “من ياكلني يحي”.
وكذلك يقول القديس يوحنا الدمشقي :
” فقد أبصر اشعياء جمره . والجمرة ليست مجرد عود , بل هي عود متحد بالنار . كذلك أيضا خبز الشركة فهو ليس مجرد خبز بل هو خبز متحد باللاهوت . والجسد المتحد باللاهوت ليس طبيعة واحده , بل هو طبيعة الجسد وطبيعة اللاهوت المتحد هو به , حتى أن كليهما ليسا طبيعة واحده , بل هما اثنتان .
ايها الاخوه الاحباء
المسيح الذي قام من بين الأموات إلهنا الحقيقي . هو موجود سريا وألهيا في القبر الجديد أي المائدة ألمقدسه . لذا فالمسيح يدعونا لكي نصير شركاء فرح قيامته . وبتدقيق نقول هذا هو الفرح الذي تناوله التلاميذ الأطهار الذي نكرمهم اليوم : يوسف ونيقوديموس فقد تذوقوا ذات الفرح فرح قيامة مخلصنا يسوع , وكذلك حاملات الطيب اللواتي أصبحن شركاء هذا الفرح إذ أسرعوا إلى قبر المسيح بخوف ورعده , لكن بشعور كله حميه وتوق ورغبه شديدة لرؤية جسد المسيح .
هلموا نحن أيضا نأتي بخوف ورعده منضمين لهؤلاء, ولكن بشوق كبير , لكي نقتدي بهم ,أي بالقديسين يوسف ونيقوديموس , وحاملات الطيب , ساجدين لقيامة المسيح الظافر , صافحين بعضنا لبعض عن كل شيء في القيامة , ومع المرنم هاتفين :
إن فصحنا الذي هو فصح الرب . قد أشرق لنا فصحنا مطربا فصحا جليل الاعتبار فصحا نصافح فيه بعضنا بعضا بفرح. فيا له من فصح منقذ من الحزن . وذلك فان المسيح قد بزغ اليوم من القبر كالبازغ من الخدر . واوعب النسوة فرحا بقوله انذرن الرسل بذلك .
المسيح قام – حقا قام