1

بطريركية اورشليم تقطع علاقاتها واتصلاتها مع بطريركية رومانيا

لقد اجتمع المجمع المقدس اليوم الاثنين, 9 أيار 2011, كعادته وتم مناقشة مواضيع عديدة أهمها المشكلة التي نتجت بعد بناء الكنيسة في أريحا من قبل بطريركية رومانيا. لقد قام المجمع المقددس بفحص ودراسة هذا الموضوع بشكل أساسي وبعمق, وبموافقة جميع أعضاءه قرر إيقاف النصب التذكاري الذي يقام لإكرام غبطة بطريرك رومانيا كيريوس كيريوس دانييل وعزل ممثل بطريرك رومانيا في القدس الارشمندريت يرونيموس كريتسو.
إن الأسباب التي أدت إلى اخذ مثل هذه القرارات الحاسمة كانت نتيجة أعمال بناء الكنيسة في أريحا في السنوات الأخيرة (سنوات أل- 1990) بدون اخذ موافقة واعتماد البطريركية الأرثوذكسية التي تملك هذا الحق والمسؤولية في الأراضي المقدسة. إن البطريركية الأورشليمية ترى نفسها في موقف صعب بعد هذه الأحداث وتشعر بان هذه الأعمال والتصرف تهدد بشكل غير مسؤول وعلني حدود وحقوق بطريركيتنا الأورشليمية.
لقد قامت البطريركية الارشليمية بإيضاح أسباب عدم موافقتها ببناء هذه الكنيسة, إذ أشارت أن بناء هذه الكنيسة هو بمثابة تحويل حقوق البطريركية في الأراضي المقدسة إلى حقل مفتوح أمام جميع الكنائس الأرثوذكسية لبناء كنائسهم الخاصة, وهذا بالفعل ما قد حصل اذ قام البعض بتقديم طلب لبناء كنيسة…
وبالرغم من هذا كله لم يظهر بطريرك رومانيا اهتماما بهذه الحساسية الكنسية, مما جعل البطريركية الأورشليمية بالقيام بعزل ممثل بطريركية رومانيا في الأراضي المقدسة.
وفي وقت لاحق ولإعطاء نهاية لهذه المشكلة قام غبطة بطريرك المدينة ألمقدسه كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بارسال رسالة لغبطة بطريرك رومانيا دانييل مفسرا وشارحا فيها أسباب المشكلة وموقف البطريركية الارثوذكسية في هذه المشكلة, وكانت رسالته كالتالي:
“اخي بالمسيح غبطة بطريرك رومانيا,
في عهد بطريرك اورشليم ذيوديروس وعهد بطريرك رومانيا ثيوكتستو, اخذ بطريرك رومانيا على عاتقه بناية كنيسة في اريها وغرف حولها بدون موافقه واذن البطريركية الاورشليمية التي تملك هذا الحق في الاراضي المقدسة.
وكل احتجات واعتراضات البطريركية الاورشليمية لم تستطيع ايقاف بناء الكنيسة, اما انتم فقد تجاهلتم وعملتم بعكس ارادتنا وهكذا اتممتم اعمال بناء الكنيسة. ونحن نرى ان هذه مخالفة واضحة لقوانين الانجيل, وكما قال رسول الشعوب بولس “لا اود ان ابني حيث وضع اخر اساسا (رو 15,20)” وان الحقيقة بان كنيسة رومانيا تود وتريد ان تبني كنيسة في الاراضي المقدسة لا يولد لنا اي حساسية لانها كما هو معروف لها كنيسة في القدس, وان الاراضي المقدسة وبعد قرار من المؤتمر المسكوني الاول والرابع هي تحت حماية البطريركية الارشليمية.
وكما تدورن انه اذا قامت الكنائس الارثوذكسيه الاخرى باتباع هذا المسار التي قامت به البطريركية الرومانية, فاننا بلا شك سوف نحصل على ممثلات للثلاثه عشر كنيسة ارثوذكسيه, وهذا الشيئ قد يؤذي الى اراء عديدة ومختلفة ويصعب علينا ادارة الامور في الاراضي المقدسه وهذا الشيئ يناقض الاتفاق الذي اتخذ في اجتماع جنيف عام 2009.
إن بطريركية أورشليم قد واجهت هذا الموضوع بألم من جهة وبتسامح ومنطق كبير من جهه اخرى وهكذا تحدد موقفنا في عزل الممثل الارشمندريت يرونيموس كيتسو بدون ان نقطع النصب التذكاري الذي يقام لكنيسة رومانيا. وقد اعطينا الوقت الكافي لغبطة البطريرك الحالي (اكثر من 4 سنوات من يوم انتخابه وتسلمه العرش المقدس) بان يقوم بتصحيح الامور ولكن للاسف لم يظهر غبطته الاهتمام اللازم ولم يمشي حسب القوانين والدستور المتبع في الاراضي المقدسة وهكذا راينا ان من علينا القيام بواجبنا واتخاذ الاجراءات التي قد راناها مناسبة في مثل هذه الاحوال.
اخاك في المسيح المحب
ثيفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة ارشليم. ”

وردا على هذه الرسالة قام بطريرك رومانيا بارسال ممثله المطران كيبراينون, محب الرب, يوم الجمعة الموافق 2 نيسان 2011 وبعث معه رسالته التي لم يظهر بها نيته لحل المشكلة وللحفاظ على الاتحاد المسيحي في الاراضي المقدسة, وقد قام بتقديم تصريحات ليس لها اي اساس من اجل الاستمرار في محاولة جعل بناء الكنيسة في اريحا قانوني ومن اجل تجميد الوضع الحالي.
وعلى عقب هذه الرسالة ومن اجل الحفاظ على حقوق الرعية والمزارات المقدسة التي بحوزت البطريركية الارشليمية في الاراضي المقدسة قام المجمع المقدس باخذ القرار المؤلم من ناحية والاجباري من ناحية اخرى, املا بان تعود النظام الكنسي وان ترجع العلاقات بين الكنستين كما كانت عليه.
من الجدير بالذكر توضيح بان انقطاع العلاقات الكنسية لا تاثر ولا باي حال على وضع الزوار الرومان واسقبالهم في المزارات المقدسة التابعة للبطريركية الارشليمية ويبقى الوضع كما هو بالسابق ويستطيعون زيارة المزارات المقدسة في كل وقت.