1

الخطاب الترحيبي لصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في مدينة غزة 13-3-2016

اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا )فيل 4 : 4 ).
سيادة رئيس أساقفة طبريا كيريوس أليكسيوس وو كيلنا البطريركي في مدينة غزة الكليّ الإحترام ،
حضرة السيد رئيس الجمعية المُحترم ،
أحبتنا أبناء مدينة غزة والحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب،
إن لقائنا اليوم معكم هنا في مدينة غزة يجلبُ الكثير من الفرح وذلك لأن الراعي و الرعية يشهدان اليوم معاً وسويةً الشهادة الحسنة في المسيح إلهنا(1 تيم 3: 7 ) .
وهذة الشهادة هي أنّ نصنّع أعمالاً حسنةً تُرضي الله. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 5 : 16 )
إنَّ كنيسة آوروشليم المُقدسة أي بطريركية الروم الأرثوذكس الآوروشليميةِ العريقة تفرحُ و تفتخُر بالرب إلهنا، لإنها حافظت على مدى الدهور دون ريبٍ أو غشٍ على هوية المسيحيين الدينية و الثقافية و الوطنية ، الذين يعيشون في هذة الأرض المقدسة والمناطق الأُخرى في هذا الشرق الأوسط الشاسع وإن حضور أبنائنا المسيحيين و تواجدهم في مدينة غزة هو خير دليل و أكبرُ برهان على ما نقول.

و هذا يعود للحفاظ الرسولي الروحي للبطريركية على شواهد إيماننا الحي أي الأماكن و المزارات المقدسة و التي تشكل البرهان والضمان اليقين لحضور المسيحيين البعيد في هذة الأرض المقدسة و من جهةٍ أخرى لرعاية واهتمام البطريريكية الروحيّ غير المنقطع للخدمات الليتورجية و الرعوية المقامة في الكنيسة التي من اختصاصها وتقديم كافة المساعدات الممكنة للجميع دون استثناء.
ولاحاجة لأن نذكر بأن المصدر الأول و منبع رسالتنا الأبوية الروحية البطريركية هي وصية الرب أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ (متى 19 : 19 ) و أيضاً أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ (متى 5 : 43 ) .
إن كنيستنا الرومية الأرثوذوكسية الشرقية لا تعيش و لا تطلب ما لنفسها بل لصالح الخير العام للجميع و لكافة إخوتنا البشر و جيراننا و أبناء بلدنا و هذه الروح نابعةً ومستوحاة من روح محبة المسيح النقية الطاهرة .
و إن الخير للصالح العام يمارس قدر المستطاع بطريقةٍ صحيحةٍ و في انسجامٍ و تعايشٍ سلميٍّ و اخويّ بين المسيحيين والمُسلمين ، وليس أدل على هذا الكلام فعلياً و ليس نظرياً أو مجرّد أقوال ما حدث في أيام الحروبِ و التجارب العصيبة وذلك عندما تحولّ دير و كنيسة القديس بُرفيريوس ملجأً و ملاذاً آمناً و حمايةً و سِتراً لأبناء مدينة غزة في ذلك الوقت.
وقد تضرعنا بحرارةٍ اليوم في ختام القداس الإلهيّ إلى الله ،إله العدل و السلام، بأنّ يعُمّ السلام في ربوع هذه البلاد و هذة المنطقة و بين إخوتنا البشر كافةً أينما كانوا .
ختاماً أودُّ أنّ أشكرَ من صميمِ قلبي أخي الحبيب رئيس أساقفة طبريا أليكسيوس الجزيل الإحترام ولجنة الوكلاء المحترمين و رعيتنا التقية المُحبة لله و الحضور الكريم على إستقبالكم لنا بحفاوةٍ و حرارةٍ ، أسعدتني أنا شخصياً ،و الإخوة الكِرام الذين رافقوني .
كل عامٍ و أنتم بألفِ خير
صوماً أربعينياً مباركاً
آمين