1

خطاب صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جاورجيوس اللابس الظفر في مدينة عكا 6-5-2017

اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو. مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فِي دِيَارِ إِلهِنَا يُزْهِرُونَ. أَيْضًا يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَامًا وَخُضْرًا، لِيُخْبِرُوا بِأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقِيمٌ. صَخْرَتِي هُوَ وَلاَ ظُلْمَ فِيهِ. (مزمور 91: 13-16) هذا ما يقوله النبي داود،

أيها الإخوة المحبوبون المسيحيون،

السادة رئيس وأعضاء لجنة الوكلاء المحترمين،

الحضور الكريم، كل مع حفظ الألقاب.

اليوم كصديّقٍ آخر كالنخلة، وكَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ أزهَرَ، مَغْرُوسٌ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي دِيَارِ إِلهِنَا ألا وهو العظيم في الشهداء، شهيد البر ومحبة الله القديس جاورجيوس اللابس حلة الظفر.

حقاً إن القديس جاورجيوس هو “صِّدِّيقُ الله” لذلك فإن تذكارهُ الشريف السنويّ لا يتمُ فقط في كنيستنا الشرقية الأرثوذكسية فقط، بل يُكرَّمُ أيضاً من جميع المؤمنين من الديانات السماوية الأخرى.

فقد تميز جاورجيوس بمحبتهِ الحارة “لبرِ الله” أي المسيح حتى الدم، الأمر الذي جعلهُ لا يُكرِزُ فقط بإنجيل البر والمحبة والحرية بل أيضاً بالاحترام المطلق لشخص الإنسان.

إنّ شخصية القديس جاورجيوس تنتمي وتخُص أجواقَ القديسين الأنبياء وأصدقاء الله الذين بأقوالهم وأفعالهم وبالأخص استشهادهم حتى الدم، أدانوا ورفضوا عبادات الناس النافلة أي عبادة الأوثان ومزدرين بغرور وكبرياء حكاّم وولاة عصرهم وقد نجحَوا في هذا بسبب إيمانهِم النقيّ لربنا وإلهنا المحب البشر ومخلصنا يسوع المسيح الذي صُلِب وقام من بين الأموات لأجل جميع البشر.

إن قيامة المسيح هي انتصار الحياة على الموت والفساد والخطيئة، هي انتصار النور الحقيقي الذي لا يعروه مساءٌ على الظلمة، وهي انتصار البر والعدل على الظلم، وانتصار المحبة على الكراهية، لهذا أصبح جاورجيوس الشاب مُشاركاً لآلام المُنزه عن التألم في آلامه، كما يقول المرنم:” لقد حرثت بذار الوصايا الإلهية معتنياً بهِ. يا جاورجيوس الشهيد المجيد. وبدَّدت غناك كلَّهُ على الفقراء عن حسن عبادةٍ. واقتنيت عوضاً عنهُ مجد المسيح. فإنك أقدمت على

الجهادات والمشاق الطويلة عن ثقةٍ. وشاركت المنزَّه عن التألُم في آلامِه وقيامتهِ. فساهمتهُ في ملكهِ تبتهل من أجلنا”.

لقد كرّمنا اليوم في هذه الكنيسة التي تحمل اسم هذا الشهيد العظيم، شهيد المحبة والبر الإلهي القديس جاورجيوس، في هذه المدينة العريقة الحضارية والتاريخية ذو القوميات والديانات المتعددة في مدينتكم عكا، طالبين ومتضرعين إلى الله من أجل نفوسنا ومن أجل أن يسود السلام في منطقتنا وفي العالم أجمع.

وأيضاً نودُّ أنّ نعبرَ عن عظيم شكرنا وامتناننا إلى ممثلنا والرئيس الروحي قدس الأب الأرشمندريت فيلوثيوس ومعاونيه لضيافتهم واستقبالهم لنا بحفاوةٍ.

وأيضاً الشكر موصول إلى السلطات المحلية والشرطة وجميع ممثلي الطوائف الدينية من المسيحيين والمسلمين والدروز والبهائيين لمشاركتهم لنا في هذا العيد والفرح الفصحيّ عيد القديس جاورجيوس. آمين

المسيح قام وكل عامٍ وأنتم بألف خير