1

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الاستقلال القومي 2017/10/28

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام السيد خريستوس سوفيَنوبولس الاخوة والآباء الأجلاء أيها المؤمنون، والزوار الحسنو العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظ الألقاب،

إنَّ الذكرى السنويّة للمَلحمةِ الوطنية في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 تشكل عملاً تاريخياً عظيماً يستحقٌ منّاكلَّ تقديرٍ ومديح وذلك لأن يمين الربِ إلهنا هي التي عملت في أيامنا تلك، لهذا فقد توجهنا إكليروساً وشعباً إلى كنيسة القيامة المُقدسة لنرفع صلوات الشكر والتمجيد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

وأيضاً صنعنا تذكاراً وتضرعاً من أجل راحة نفوس الأبطال من آبائنا وإخوتنا الذين سقطوا بعزةٍ وكرامة من أجل حماية الوطن وأرضه وسلامتهِ، وَ روَوا بدمائهم ثراهُ العطر من أجل الخير الأسمى والحرية المُقدسة.

ومن المتعارف عليه بأن تضحية اليونانيين وجهادهم قد كان دفاعاً عن مبادئهم وأخلاقهم الطبيعية المقدسة، تلك المبادئ التي تقود وتحكم الفكر المسيحي اليوناني والنفس اليونانية.

لذلك فإن ذكرى هذا العيد السنوي للثامن والعشرين من أكتوبر عام1940 يُجسدُ ويعرض لنا الفكر المسيحي اليوناني فلا يجب أنّ نتغاضى عن أهمية هذه الملحمة الوطنية ل 1940 ولا يجب أن يُقلَل من شأنها في ذاكرة تاريخ اليونان المجيد بشكل عام واليونانيين بشكلٍ خاص.

ومن الجدير بالذكر أن تطبيق مبدأ العنصرية القومية للفاشيّة والنازيّة إبان الحرب العالمية الثانية عام 1940 قد شكل الغطرسة والازدراء والانتهاك الأكبر في عصرنا الحالي ضد الإنسان وضد الخالق أي الله.

إن عنجهية وغطرسة الفاشية تظهر في أيامنا الحالية في شكل جديد ألا وهي العولمة والتي يُشار إليها أيضاً بالنظام الجديد أو العصر الجديد كالحروب والاضطرابات والصراعات الإقليمية والنزاعات والتعصب الديني الذي يزرع العنف والاضطهاد وتأليه المال والثروات بحجة القوة الاقتصادية وتعارض تعايش الشعوب السلمي ودولها. وإزاء كل هذا فإن زعماء هذا العالم قد أُعميت عيونهم وأصبحوا لامباليين إزاء كل هذه الأحداث.

إن ذكرى هذا العيد السنوي للثامن والعشرين من أكتوبر عام1940 يدعونا جميعاً لليقظة والانتباه من أجل الدفاع والحفاظ على القيم الأخلاقية التي ضحى من أجلها آبائنا وإخوتنا.

لهذا فلنهتف سويةً

عاش الثامن والعشرون من أكتوبر عام 1940،

عاش الجنس الروميّ الأرثوذكسي التقي

عاشت اليونان

عاشت أخوية القبر المُقدس.