1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد رفع الصليب الكريم المحيي

إحتفلت البطريركية الاورثوذكسية وسائر الكنائس الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة يوم الخميس 27 أيلول 2018 بعيد رفع الصليب الكريم صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح, الذي وجدته الملكة هيلانه سنة 326 ميلادية في اورشليم وقام البطريرك الاورشليمي آنذاك مكاريوس برفعه بجانب القبر المقدس أمام الجموع الذين صرخوا: يا رب ارحم.

صلاة غروب العيد

ترأس خدمة صلاة غروب عيد الصليب غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث, بداية في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة حيث تمت قراءة صلوات الساعة التاسعة حسب طقس البطريركية, ثم توجه غبطته مع السادة الاساقفة والآباء الى كنيسة القيامة للبدء بخدمة صلاة الغروب.
بعد السجود في موضع أنزال الجسد المقدس وفي القبر المقدس دخل غبطة البطريرك مع ألاساقفة والكهنة الى كنيسة الكاثوليكون, بعدها الى موضع الجلجلة حيث رُتل قنداق العيد “خلص يا رب شعبك ومبارك ميراثك…”.

يوم العيد

صباح يوم الاحد توجه غبطة البطريرك مع أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس الى كنيسة القيامة لتراُس صلاة العيد حيث شارك غبطته بالقداس الالهي أساقفة أخوية القبر المقدس واساقفة من الكنيسة اليونانية والروسية , وآباء اخوية القبر المقدس من ارشمندريتين وشمامسة ورهبان.
حضر القداس ايضاً سعادة القنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس مع معاونيه من القنصلية اليونانية ومصلين محليين وزوار من اليونان, قبرص, روسيا, رومانيا, صربيا وبلغاريا.
بعدها وحسب الطقس البطريركي حمل غبطة البطريرك قطعة خشبة الصليب المُكرم المحفوظة في صليب , حيث يقوم البطريرك والكهنة بالتتابع بوضع هذا الصليب الموجود بداخلة خشبة صليب المخلص يسوع المسيح على رؤوسهم تشبُهاً بالامبراطور هرقل عندما استرجع خشبة الصليب ودخل اورشليم بهذا الشكل منتصراً, ويقومون بالطواف حول القبر المقدس وفي موضع الجلجله ثلاث مرات.
بعد الانتهاء من خدمة القداس الالهي توجه غبطة البطريرك مع أخوية القبر المقدس الى دار البطريركية للمعايدة حيث هنأ غبطة البطريرك المصلين بكلمة القاها بهذه المناسبة:

  إن الموت الذي أصاب جنس البشر بواسطة الأكل من العود قد اضمحلَّ اليوم بالصليب. فإن لعنة ألام الاولى التي لحقت بكل ذُريّتها قد نُقضت مُنحلّة بالفرع الذي نَبت من أم الله النيقة. التي كل القوّات السماوية تعظّمها هذا ما يُصرِحُ بهِ مُرَنِمُ الكنيسة،

سعادة قنصل اليونان العام السيد خريستوس سُوفيَنُوبولس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحبوبون،

أيها الزوار الحسنو العبادة،

رَفَعنا اليومَ المجدَ والشكرَ للإلهِ القدوس المثلث الأقانيم الذي أهلنّا اليوم بدالةٍ أنّ نُتَمِمَ في اجتماع الشكر أي “القداس الإلهيّ” هذا العيدِ المقدس عيدُ رفعِ الصليب الكريم المحيي، في المكان الذي وُجِدَ وَ رُفِعَ فيهِ أيّ في موضعِ الجمجمةُ أيّ الجلجلة.

إنّ صليبِ رَبَنا وَإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح يُشَكِلُ لنا عَلامةً عظيمةً بحسب القديس كيرلس الإسكندري، ويقول القديس يوحنا الدمشقي: إنّ كلّ أعمالِ المسيح ومعجزاته عظيمةٌ جداً وإلهية وعجيبة. بيدَ أنّ أعجبَها كلها صَليبه الكريم فلولاهُ لما بَطُل الموت أبداً ولا انحلّت خطيئةُ أبينا الأول ولا سُلِبَ الجحيم ولا مُنِحت القيامة. فكل هذا كانَ بصليبِ ربنا يسوع المسيح، لأنّ كلّ شيءٍ قد اصطلحَ بالصليب.

وبكلامٍ آخر إنّ الصليب الكريم هو الوسيلةُ الذي بهِ نَسجدُ للهِ وَمُخلصنا يسوع المسيح الذي:” أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ “(أفس 5: 2). لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا. (تي 2: 14) كما يكرز القديس بولس الرسول.

وبحسب القديس بطرس الرسول: “إنَّ الشعبَ الخاص بهِ ليس هو إلا “الأُمَّةٌ المُقَدَّسَةٌ”. (1بط 2: 9) أي المؤمنين أعضاءَ جسدِ المسيح السريَّ الذي هو الكنيسة” لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. (1بط 2: 9).

إنّ صليب مُخلصنا يسوع المسيح الكريم قد أشرق لنا ” هذا النور العجيب” لهذا فإن المسيح يوصينا قائلاً: «سِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ». (يوحنا 12: 35-36)

إن هذه الوصية الربانية كم تنُاسِبُ وَاقعنا المعاصِرُ بشكلٍ كبير كأنّها لم تحدثُ من قبل وذلك لأنّ الناس الذين تُسيطرُ عليهم الأرواح العالمية تُعزِزُ من جَهلِهم وإلحادهم بالله وبالعقيدة أيضاً، لهذا فإنهم يشبهون ما يقوله صاحب المزمور:

لما كان الإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ ولم يعتبر. قِيْسَ بالْبَهَائِمَ الَّتِي لا عقل لها (مز 48: 13)

 

إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ (1كور 1: 18) أي أن الكرازة بالصليب لأولئك الذين يَسلُكونَ طريقَ الضياعِ تظهرَ لهم (كلمةُ الصليب) بأنَها جَهلٌ وغَباوة وأما نحن الذين نسلكُ في طريق الخلاص فهي قوة الله المحيية المخلصة كما يقول القديس بولس الرسول.

إن قوة الصليب المخلصة أي القوة الإلهية للفِرع الذي نَبت من أم الله النيقة هو السلاحُ ضد الشيطان لهذا أيها الإخوة الأحبة فإننا نُصلي مُتضرعين ومع المرتلُ نهتفُ ونقول: خلِّصنا أيها الصليب بقوتكَ وقدِّسنا ببهائكَ أيها الصليب الكريم وشددنا في ارتفاعك وامنحنا نوركَ والخلاص لنفوسنا والسلام للعالم ولهذه المنطقة أجمع.

آمين

كل عام وأنتم بألف خير

 

مكتب السكرتارية العام