1

الأحتفال بتذكار القديس ثيوفيلوس أحد الاربعين شهيداً وبعيد اسم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث

أحتفلت اخوية القبر المقدس يوم الأحد 24 آذار 2019 بتذكار القديس ثيوفيلوس أحد الاربعين شهيداً الذين استشهدوا في بحيرة سبسطية في قيساريا سنة 320 ميلادية في عهد الإمبراطور ليكينيوس وبعيد اسم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث

صباح يوم الأحد توجه غبطة البطريرك الى كنيسة القيامة من دار البطريركية في موكب رسمي حسب بروتوكول البطريركية. وبعد سجود غبطتة يليه الاساقفة والكهنة في موضع انزال الجسد المقدس توجهوا الى القبر المقدس للسجود ثم الدخول الى كنيسة الكاثوليكون للبدء بخدمة القداس الالهي الذي ترأسه غبطة البطريرك يشاركه جميع أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس ووكلاء البطريركية في الاراضي المقدسة وخارجها مع مرتلي كنيسة القيامة. وشارك ايضاً ممثلون عن كنائس ألاورثوذكسية أخرى, وحضر القنصل اليوناني في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس وعدد كبير من المصلين والزوار.

بعد صلاة المجدلة الكبرى توجه غبطته مع موكب ألاساقفة والكهنة الى دار البطريركية لتقبُّل التهاني بعيد صاحب الغبطة. وألقى سكرتير البطريركية العام سيادة المطران أريسترخوس كلمةَ تهنئةٍ لصاحب الغبطة باسم أخوية القبر المقدس. تلاه القنصل اليوناني بكلمة عن الحكومة اليونانية, وكلمات تهنئة من ألاساقفة ووكلاء البطريركية والكهنة وممثلي الكنائس ألاورثوذكسية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد شفيعه القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين

    يقول مرنم الكنيسة:” لقد احتسب الشهداء الشُجعان البُحيرَة فردوسا ً. والبرد حراً أيها المسيح الإله. فلم يرتاعوا ولا تزعزعت أفكارهم من وعيد الحكَّام المَرَدة. ولا جُبنوا مُحجمين بإزاء صدمات العذابات. بل اتَّخذوا الصليب سلاحاً إلهياً. فتأيَّدوا به وهزموا العدوَّ. فنالوا أكاليل النعمة.

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد خريستوس سُفيَنوبولس المحترم

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،

 أيها الزوار المسيحيون الحسني العبادة،

تهتف كنيسة المسيح بفم داود النبي قائلةً: هللي لله يا جميع الأرض رتلوا لاسمه. مجدوا تسبحته(مزمور 65: 1-2)في ذكرى قديسي المسيح المجاهدين الأربعين شهيداً الذين استشهدوا في مدينة سبسطية.

   لقد كان هؤلاء القديسون من أوطانٍ مختلفة، فتجنّدوا كلّهم في طغمةٍ واحدة فلم يرتاعوا ولا تزعزعت أفكارهم ولا جُبنوا مُحجمين بإزاء صدمات العذابات. بل اتَّخذوا الصليب سلاحاً إلهياً. فتأيَّدوا به وهزموا العدوَّ. فنالوا أكاليل النعمة.

      إن كنيسة آوروشليم المقدسة تُكرم ذكرى الأربعين شهيداً وبالأخص القديس الشهيد ثيوفيلوس المستشهد معهم والذي تحمل اسمه الجليل حقارتنا فذهبنا اليوم برفقة أخوية القبر المقدس الأجلاء وأبناء رعيتنا المسيحيين الأتقياء والحجاج والزوار حيث موضع دفن وقيامة مخلصنا المسيح أي إلى كنيسة القيامة المقدسة واحتفلنا مصلّينَ هناك معاً بتتميم الذبيحة الإلهية غير الدموية أي سر الشكر الإلهي من جهة ومن الجهة الأخرى رفعنا الحمد والشكر والتمجيد للإله القدوس الواحد المثلث الأقانيم وذلك للذكرى السنوية لعيد القديس ثيوفيلوس الشهيد الذي صرت أنا حاملاً لاسمه.

    وقد صنعنا هذا لأننا سمعنا أقوال القديس بولس الرسول التي تقول شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، للهِ وَالآبِ. (أفسس 20:5)

    إن الذكرى السنوية لذكرى القديسين الأربعين شهيداً ولا سيما القديس ثيوفيلوس المستشهد معهم والذي تحتفل اليوم به كنيسة آوروشليم المقدسة بابتهاج وحبور لا يخص حقارتنا فقط بل أولاً وقبل كل شيء لهذه المؤسسة البطريركية والتي تظهر من خلالها كنيسة المسيح المؤسسة على الدماء الخلاصية لصليب المسيح والقديسين الذين شاركوه في الشهادة وفي سفك دمائهم من أجل محبتهم له، لهذا فإن الحكيم بولس الرسول يقول: لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. (عب 12: 1-2)

     لهذا فإن القديسين شهداء محبة المسيح هم أولئك الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحقيقة ومن أجل الإيمان بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات لهذا فإن القديس بولس الإلهي يوصي تلميذه تيموثاوس قائلاً له: فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا. لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ. (2تيم 1: 7-8)

    إن القديسين الأربعين شهيداً الذين نكرمهم اليوم مع القديس ثيوفيلوس المستشهد الذي أحمل اسمه، قد جازوا بالماء والنار وهكذا نالوا المجد الإلهي فصاروا معجباً بهم من الإله القدوس المثلث الأقانيم لذلك قد امتلكوا الدالة وهم يتشفعون لأجلنا، فالنفوس التي ضحت من أجل الشهادة للمسيح تخدم في المذبح السماوي متضرعة من أجل أولئك الذين يطلبون غفران خطاياهم كما يقول أوريجانوس.

     إن القديسين الشهداء يُعرضوا لنا كمثال ونموذج لكي نقتدي بهم وبجهادهم الذين ضحوا في حياتهم هذه الأرضية الوقتية ليفوزوا في ميراث ملكوت السماوات. وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. (أعمال 14: 22). فالحياة الحاضرة يقول القديس إيكومينيوس هي حياة جهاد ضد الخطيئة والشهوات وضد الذين يُصارعوننا عقلياً. فلهذا الجهاد نحن نسعى ونَغلب وننتصر.

ولهذا الجهاد نحن مدعوون أيها الإخوة الأحبة، جهاد شهادة محبة إنجيل إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح وبالأخص في ميدان هذا الصوم الأربعيني المبارك وإذ لنا معينينَ وساترينَ إيانا القديسين الأربعين شهيداً والقديس ثيوفيلوس أبينا المستشهد معهم وسيدتنا الفائقة على كل البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم أم الله متضرعين لهم لكي نستحق أن نبلغ بسلامٍ لقيامة إلهنا يسوع المسيح الثلاثية الأيام مخلص نفوسنا.

وختاماً أتضرع إلى العلي القدير أن يمنح الذين شاركونا في هذا العيد الاحتفالي وهذه المناسبة العطرة كل قوة وبركة وصبر من الله ونعمة من القبر المقدس القابل للحياة.

أشكر بحفاوةٍ الذين تحدثوا…..    

مكتب السكرتارية العام