1

بطاركة ورؤساء الكنائس في القُدس يجتمعون من أجل السّلام في غزة

القدس، الأراضي المقدسة

18 ديسمبر 2023

 

في اجتماع بالغ الأهمية في بطريركية الروم الأرثوذكس في وقت سابق من اليوم، اجتمع بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس لمعالجة المسائل المُلّحة المتعلقة بالحرب في غزة وموسم الأعياد. ابتدأ الاجتماع بصلاة جماعية تؤكد على الوحدة الروحية، وأعرب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة، عن امتنانه لكل من حضر من ممثلي الكنائس المختلفة في القدس، مؤكداً على أهمية الحكمة الجماعية.

كانت إحدى النقاط المحورية للنقاش خلال الاجتماع هي صياغة وإقرار رسالة موحدة لعيد الميلاد، وخصص رؤساء الكنائس وقتًا لصياغة رسالة تجسد الأمل والسلام والوحدة الروحية، بهدف إيصال صوت مشترك موحد خلال موسم عيد الميلاد المقبل.

وظهر قرار محوري عندما قرر رؤساء الكنائس الاجتماع بشكل جماعي مع رئيس إسرائيل، وهدفهم هو تكرار نداءهم بجدية من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة والدعوة إلى استعادة السلام وسط الوضع المضطرب الذي يسود المنطقة.

وانطلاقاََ من الواقع الصعب والمُؤلم المتمثل في تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، توصل رؤساء الكنائس لقرارِِ بخفض المستوى الاحتفالي السائد على تقليد زيارات تبادل المعايدات والتهنئة الميلادية بين الكنائس وابقائها أكثر هدوءًا. يعكس هذا التعديل موقف الكنائس من ضرورة تخفيف المظاهر الاحتفالية والحداد على الخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع خلال الأيام والأشهر السابقة.

وتمت مناقشة الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم والمواكب الموقرة لرؤساء الكنائس مع المؤمنين إلى كنيسة المهد. ومن النقاط البارزة التي أثيرت هي الطلب المقدم إلى الحكومة الإسرائيلية للسماح بدخول رؤساء الكنائس والكهنة والمؤمنيين عبر نقطة التفتيش عند قبر راحيل. وأكد روساء الكنائس مجدداََ التزامهم باحتفالاتِِ ميلادية متواضعة، تأكيداََ واحتراماََ لمشاعر المتألمين والفاقدين من هذه الحرب.

ولم يؤكد هذا الاجتماع على الأهمية الروحية لموسم الميلاد المجيد فحسب، بل وأظهر أيضًا التزامًا عميقًا وحقيقياََ للدعوة إلى السلام وتسليط الضوء على خطورة وتأزم الوضع الإنساني الذي يتكشف يوماََ بعد يوم في غزة.

 

 




لقاء الجمعيات النسائية الأورثوذكسية في بيت جالا

أقيمت في صباح يوم الخميس الموافق 27 تموز 2023 (14 تموز شرقي) خدمة القداس الإله في كنيسة ميلاد السيدة العذراء للرعية الأورثوذكسية في بيت جالا, ترأسها الرئيس الروحي قدس الأرشمندريت إغناطيوس يشاركه آباء الرعية. حضر خدمة القداس كهنة وسيدات (قرابة 300) من إحدى عشرة رعية للبطريركية في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية.

صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بارك هذا اللقاء بكلمة القاها: 

هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! “(مز ١٣٣ ، ١) ، يعلن صاحب المزمور. “لأنه حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي ، أكون أنا في وسطهم” (متى 18 ، 20) يقول الرب

أيها الأبناء الأحباء في المسيح أيها الإخوة والأخوات،

اجتماعنا باسم ربنا يسوع المسيح في هذه المدينة التاريخية والمقدسة في بيت جالا هو بالفعل حسنٌ وممتع، وهذا لأن يسوع المسيح في صلاته الهرمية ، يصلي إلى إلهه وأبيه من أجل نفسه ، وتلاميذه الرسل ، وجميع الذين سيؤمنون به ، قائلاً: ” قدسهم في حقك. كلامك هو حق. كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم، ولاجلهم اقدس انا ذاتي، ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق.

ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني.”(يوحنا 17 ، 17 – 21)

يقول القديس كيرلس الإسكندري، في تفسيره لكلمات الرب: “المسيح يطلب رباط المحبة والوحدة والسلام ليجمع المؤمنين به في وحدة الروح القدس”. ويقول زيغافينوس: “كنقطة انطلاق كمرجع للحب والوحدة ، يختتم المسيح في هذا مرة أخرى، ويظهر أن المحبة ترضي الله”.

من الجدير بالذكر أن هذا لا يشير إلى وحدة الجوهر، كما في حالة أقانيم الثالوث القدوس، بل إلى وحدة المحبة. يتعلق الأمر بوحدة الروح التي ستنجم عن حقيقة أنهم سيكونون “جسد واحد، وروح واحد، كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد، ايمان واحد، معمودية واحدة، اله واب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم. “(أف 4 ، 4 – 6) ، كما يكرز القديس بولس. ووفقًا للقديس يوحنا اللاهوتي ، مات يسوع “لكي يجمع في واحد أبناء الله المشتتين” (يوحنا 11 ، 52)

  خلال آلام المسيح على الصليب ، ظهرت هذه المحبة، محبة الأم من قبل والدته، والدة الإله المباركة مريم العذراء، وثانيًا من قبل النساء حاملات الطيب. عبرت أختا لعازر مارثا ومريم عن هذا الحب عندما استقبلوا المسيح في منزلهم في بيت عنيا، حيث انتهز يسوع الفرصة لتوبيخ مرثا بالكلمات ، “مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة 42 ولكن الحاجة الى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها” (لوقا 10 ، 41-42).

في تفسير كلمات الرب هذه، يلاحظ ثيوفيلاكتوس: “عظيم هو نفع الضيافة ، الذي أظهرته مارثا، ولا يمكن تجاهله ؛ ومع ذلك، فمن الأفضل أن ننتبه للكلمات الروحية ”. ويقول زيغافينوس: “قال يسوع ” النصيب الصالح، لا يعني أن النصيب الآخر كان شريرًا، لكنه دعا النصيب الصالح الذي كان متفوقًا. هناك نصيبان جيدان ، لكن أحدهما أفضل من الآخر.

بعبارة أخرى أبنائي الأحباء في المسيح ، تتميز خدمة الأختين مارثا ومريم في جزأين ؛ – العناية بالجسد والاحتياجات اليومية، والعناية بالروح والاعتناء بالاحتياجات الروحية. كلا النوعين من الخدمة من قبل أولئك الذين يحبون الكنيسة، يجب أن يستهدفوا مجد الرب، حسب دعوة كل شخص. ” لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والاخر هكذا” (1 كو 7 ، 7).

“” فانواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد. وانواع خدم موجودة، ولكن الرب واحد. وانواع اعمال موجودة، ولكن الله واحد، الذي يعمل الكل في الكل “(1 كورنثوس 12 ، 4 – 6)، يكرز بولس الرسول.

هذا يعني أن المرأة ليست أقل في جهاد الإيمان ، كما يعلم القديس الذهبي الفم: “لا يوجد جنس ذكر أو أنثى للمسيح ، ولا طبيعة الرجل ، ولا ضعف الجسد، ولا العمر ولا أي شيء آخر من هذا القبيل. الذي من شأنه أن يمنع أولئك الذين يسيرون في طريق التبجيل إذا كان هناك إرادة شجاعة وعقلية يقظة وخوف شديد ومتأصل من الله في نفوسنا”.

إن كلمات القديس الذهبي الفم هذه أكدها عدد كبير من النساء القديسات والنبيبات والمعادلات للرسل والشهداء والمعترفين العظماء الصالحين الذين تم إحياء ذكراهم في العهدين القديم والجديد من الكتاب المقدس، وكذلك في التاريخ. ومرة أخرى يشدد القديس الذهبي الفم على حقيقة أنه فيما يتعلق بالجهاد الروحي من أجل الله والكدح من أجل الكنيسة ، فإن المرأة هي التي تنخرط في الجهود الحسنة والعمل بجرأة أكثر من الرجل.

من الواضح أن رسالة المرأة المسيحية اليوم ، “تمامًا مثل رسالة النساء القدامى” (بطرس الأولى 3 ، 5)، في عالم الارتباك والارتداد والخروج على القانون و في يوم التجربة في العالم”  (راجع عبرانيين 3 ، 8)، هي ضرورية أكثر من أي وقت مضى. لذلك ، نحن مدعوون للاستماع إلى الرسول بطرس قائلاً: ” فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه، ملقين كل همكم عليه، لانه هو يعتني بكم. اصحوا واسهروا. لان ابليس خصمكم كاسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو”  (بطرس الأولى 5).

تواصل كنيستنا المقدّسة في أورشليم التي تأسست على دم المسيح القائم من بين الأموات، رسالتها الخلاصية، وفقًا للتقليد الرسولي وتقليد الآباء القديسين، معززة ومُشجعة بكلمة الرب: “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”(متى 16، 18).

أخيرًا، نود أن نشكر كل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء الذي يرضي الله لجمعيات الرعية الأورثوذكسية النسائية، وخاصة قدس الأب إلياس الذي بادر بهذه المبادرة، وكذلك قدس الآباء الأعزاء بطرس ويوسف.

نعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين

مكتب السكرتارية العامة




بيان صادر عن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس حول الاستيلاء غير القانوني على فندق البتراء الصغير

2 نيسان 2022 
 
“اسألوا سلامة أورشليم: ليسترح محبوك، ليكن سلام في أبراجك، راحة في قصورك” (مزمور 122: 6-7)
 
يشكل استيلاء الجماعة المتطرفة عطيرت كوهانيم على فندق “البتراء الصغيرة” تهديدًا لاستمرار وجود الحي المسيحي في القدس، وبالتالي خطراً على التعايش السلمي بين مجتمعات هذه المدينة. وقد حذر رؤساء الكنائس مرارًا وتكرارًا من الأعمال غير المشروعة للمتطرفين، الذين اتبعوا نمطًا من الترهيب والعنف.
 
باحتلالها لممتلكات الكنيسة الرومية الأرثوذكسية، اي فندق بتراء الصغير، ارتكبت عطيرت كوهانيم فعل اقتحام وتعدي إجرامي. إنهم يتصرفون كما لو كانوا فوق القانون، دون خوف من العواقب. هذه القضية لا تتعلق بالممتلكات الفردية فقط، بل تتعلق بالطابع الكامل للقدس، بما في ذلك الحي المسيحي كون فندق “البتراء الصغير” يقع على طريق الحج لملايين المسيحيين الذين يزورون القدس كل عام. إنه يمثل التراث المسيحي، ويتحدث عن وجودنا ذاته في هذا المكان.
 
الجماعات المتطرفة الإسرائيلية مثل عطيرت كوهانيم تستهدف بالفعل وتخطف مدينتنا القديمة الحبيبة في القدس، وتفرض أجندتها غير الشرعية والخطيرة على جميع الأطراف. نرفض هذا ونقول: هذا سيؤدي إلى عدم الاستقرار والتوتر في الوقت الذي يحاول فيه الجميع التهدئة، وبناء الثقة، والمسير نحو العدل والسلام، مع تأكيدنا بانه لا يمكن أن تؤدي أعمال الإجبار والعنف إلى السلام.



البطريرك ثيوفيلوس يكلف المطران خريستوفوروس رسمياً بإدارة شؤون مؤسسات البطريركية التربوية

وجه صاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدّسة الشكر لسيادة المطران خريستوفوروس عطالله على جهوده المبذولة في خدمة أبناء رعيتنا الأرثوذكسية في الأردن متمنياً له التوفيق في مساعيه حسب ما جاء في كتابه رقم ٥١٧ الصادر بتاريخ 22.08.2020.
 
مؤكداً غبطته خلال الكتاب على إهتمامه الخاص بشأن المؤسسات التربوية والسعي الدائم لتطويرها وتحسين خدماتها ونشر المحبة والعلم والثقافة للأجيال القادمة وترسيخ روح الإنتماء للكنيسة والوطن.
ولرغبة غبطته بتفعيل دور المؤسسات بشكل أكبر في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة والتحديات التي تمر بها المنطقة وتبعيات جائحة كورونا قرر غبطته بمحبة أبوية ما يلي :
 
١. تكليف سيادة المطران خريستوفوروس رسمياً بإدارة شؤون كافة المؤسسات التربوية التابعة لبطريركيتنا المقدسية في الأردن من مدارس ورياض أطفال وحضانات اعتبارا من ١-٩-٢٠٢٠ الذي يصادف بدء العام الدراسي الجديد.
 
٢. الموافقة على تشكيل مجلس أمناء لتلك المؤسسات يتكون من ٩ أعضاء وتعيين سيادته رئيساً للمجلس ومنحه كامل الصلاحيات المالية والإدارية والقانونية.
 
٣ الموافقة على تعيين أعضاء مجلس الأمناء الذين تم تنسيبهم من قبل سيادته، وفيما يلي أسمائهم مع حفظ الألقاب:
 
السيدة هيفاء يوسف حجار نجار / نائب رئيس مجلس الأمناء
السيد غسان ایلیا قسطندي نقل / رئيس اللجنة المالية
السيدة رهام حبيب اسكندر قعوار / عضو
السيدة شرين يعقوب سلطي أيوب / عضو
السيدة ماري قسطنطين باسيل قرمش / عضو
السيد جورج نقولا جورج ابو خضر / عضو
السيد كريم توفیق امین قعوار / عضو
السيد حازم مروان يعقوب الزريقات / عضو
 
وتضرغ غبطته في نهاية كتابه إلى الرب الإله أن يوفقهم في مهامهم الجديدة الموكلة إليهم بكفاءة وإقتدار على مثال العبد الأمين صاحب الوزنات الذي نال إحسان السيد المسيح، ويمنح سيادته النعمة والبركة لترسيخ رؤية المؤسسات التربوية التابعة للبطريركية وتعزيز رسالتها وأهدافها .
 
 
مطرانية الروم الأرثوذكس / المركز الإعلامي

 

 



الكنيسة الأرثوذكسية في الأردن تحتفل بمئوية الدولة الأردنية

مطرانية الروم الأرثوذكس/المركز الإعلامي

عمان، 11 نيسان 2021 

على وقع أجراس الكنائس في كافة محافظات المملكة المبتهجة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية أقامت الكنيسة الأرثوذكسية اليوم ١١ نيسان ٢٠٢١ خدمة صلاة المجدلة الكبرى إحتفالاً بالمناسبة الوطنية التاريخية. حيث ترأس صاحب السيادة المطران خريستوفوروس عطالله مطران الأردن للروم الأرثوذكس خدمة الصلاة في كنيسة الصعود الإلهي – خلدا.

وتُقام هذه الخدمة بحسب تقليد البطريركية المقدسية في الأعياد الوطنية وذلك شُكرًا لله على نعمة الأمن والإستقرار الذي يحظى به وطننا الحبيب وتضرعًا لله لكي يحفظ قيادتنا الهاشمية الحكيمة.

وفي هذه المناسبة العزيزة ألقى صاحب السيادة كلمة تاليا نصها:

إنها لبركةٌ عَظيمَة، فقد شاءت الإرادةُ الإلهية أن نجتمعَ في هذا اليوم مُحتفلين بِالذكرى المِئويَّة لتَأسيس الدَولةِ الأردنية، مستذكرينَ إنجازاتِ آبائنا وأجدادِنا الذين أسّسوا دَولتَنا الأردنيةَ قَبلَ عَشَرةِ عقود، فما هذهِ اللحظات الآن إلا لَحظاتٍ تاريخيةٌ لأبناءِ وبناتِ جِيلنا تَمرُّ أمَامَنا مَرةً واحدة في هذا العُمر، تُشعِلُ قُلوبَنا بأحاسيسِ الفخرِ والاعتزاز ، كأبناء وأحفاد الأردنيين الذين سَبقونا، لِما بَذَلُوه خلال المئة عامَ الماضية من أجل رفعة هذا البلد، من دماءٍ زَكيَّة روَّت تُرابه وأرواحٍ طاهرةٍ عطَّرت سماءه.

إن احتفالَنَا اليومَ يأتي شَاهِدًا على أُردُنِّنا الراسخِ والثابتِ في مبادِئِهِ والمُستَقرِّ في حُكمِهِ مُنذُ تأسيسهِ عامَ ألفٍ وتِسعِمائةٍ وواحدٍ وعشرين (١٩٢١) ، فَرَغمَ مُرُورهِ بتاريخٍ حافلٍ مَملُوءٍ بظروفٍ إقليميَّةٍ وسياسيةٍ صَعبة، إلا أَنَّهُ طَوَاها وتَقدَّمَ، بإصرارِ شَعبِهِ الوَفيِّ نحوَ المزيدِ من الازدهار والاستقرار.

ولا نُجاملُ أحدًا عِندما نقولُ بأنَّ الفَضلَ بعدَ الله يَعودُ لِمُلُوكِ بني هَاشم وحِكمَتِهم وحُكمِهم الرَشيد، الذي به سَطَّرُوا بصمَّاتٍ خالدةٍ في التاريخ، فنتذكَّرُ اليومَ المَغفورَ له المَلك المؤسِّس عبدالله الأول، رحمه الله، إبنُ ملكِ العَرب الشريفِ الحُسين بن علي، طيب الله ثراه، حين كان أميرًا آنذاك، وأعلنَ ولادةَ إمارةَ شرقِ الأردن مُشبَعًا (ومَن إلتفَ حَولهُ من زَعاماتِ الوطن وأحرارِ العرب) بِروحِ الثَورةِ العَربية الكُبرى، روحِ النهضة، مُترجِمًا إياها من ثَورةٍ الى دَولةٍ، قَامَت بالمَشورةِ والتوافقِ مُعلنَةً بِدء العمل بأولِ حكومةٍ عربية،

ترأَّسَهَا دولة ُالمرحوم رشيد طليع يومَ الحادي عشر من شهر نيسان لعام ألفٍ وتِسعِمائةٍ وواحدٍ وعشرين (١١\٤\١٩٢١) تمامًا في مثلِ هذا اليوم. ولا ننسى المَغفورَ لهُ المَلكُ طلال بن عبدالله، رحمه الله، مطور الدُستورِ وباني قَواعدَ التَعليمِ والحُرياتِ والاعتِدال، والمَلك البَانيّ المَغفورَ لهُ الحُسين بن طلال، رحمه الله، الذي في عَهدهِ قامت مُعظمُ مؤسساتِ الدولةِ الأردنية وقِطاعاتُها، والمَلكَ المُعَزّز عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، أطالَ اللهُ في عمرهِ وأعزَّ مُلكَهُ والذي نعيشُ في ظلِّ قيادتهِ بأَمنٍ وسَلام.

نحن اليومَ ومن الكنيسةِ الرُوميَّةِ الأرثوذكسيةِ في الأردن إكليروسًا وشعبًا نَستَذكِرُ الأجدادَ والآباء قَبلَ مِئة عَام وفي مُقدِّمَتِهم المُثلَّثِ الرحمات بَطريرك القُدس ذِميانوس، الذي بايعَ الأمير الهَاشمي أمينًا على نفوسِ العِباد وعلى مُقدساتِ وأوقافِ المَسيحيينَ والمُسلمين، ومن قَبلهِ المَغفورِ له الشريفُ الحُسين بن علي مَلك العرب، وهو الذي أَنشأَ العَلاقة الهَاشمية التاريخيَّة الوطيدَةَ بالكنيسةِ الأمّ صَاحبةِ الأرض، بَطريركيَّة الرُوم الأرثوذكس المَقدسيَّة والتي هي أقدم مُؤسسة في بلادِنَا المُقدّسَة، حيث كان أَوَّل أُسقفٍ عليها القديس يعقوب أخو الرب سنةَ ثلاثةً وثلاثون ميلادي (٣٣ م)، وتوالى على كُرسيِّها المَقدسيّ مِئَةً وواحدَ واربعون ( ١٤١) بَطريركًا حتى يومنا هذا.

إننا نَقِفُ اليَوم على مَشارِفِ المِئويةِ الثانية مِن عُمرِ دَولتنا مُفتخرينَ بِما قدَّمَ المَسيحيُّونَ في هذا البلد مع إخوَتِهم المُسلمين في مُعظمِ مُؤسساتِ الدَولةِ العَسكريةِ مِنها والمَدنيَّة وفي القطاعاتِ كُلِّها بِلا إ

ستثناء، مُعمِّرينَ يَدًا بيد بناءَ دَولةِ الدِيمقراطية والتَعدّديّة والمُساواة، مُحافظينَ على وحدةِ مُجتمعِنا الأردنيّ بِقيَّمِهِ ومَبَادِئهِ التي قَامَ عليها وتَسَلَّمنَاهَا مِنَ الآباءِ والأجداد، مُستَبشِرينَ الخيرَ ونَاظرينَ مُستَقبَلًا مُشرِقًا لدوَّلَتنَا بمعونةِ الله، الذي نَضرعُ إليهِ أن يُظلِّلَ بِعِنَايتِهِ الإلهيَّة بِلادَنَا المُقدَّسَة ويَحمِيها مِن جَميعِ الاعداء المنظورين وغير المنظورين.

وهُنا ندعو جميعَ أبناءِ الوطن ومُؤسساتِهِ الرَّسميةِ والشَّعبيَّة في القِطاعَين العام والخاص لمُراجعة وتقييم الآداء بمخافة الله، والعمل على تَصويبِ الأخطاءِ لتفاديها في المستقبل برُوح ِالفريقِ الواحدِ لرِف

عَةِ شأنِهِ مُلتَفين حول قيادَتِنا الهاشميَّة المُباركة.

نُصلي اليومَ لأجلِ أُردُنِنَا الحبيب ولأجلِ حِفظِ جَلالةِ مَليكِنا المُفدى وتأييدهِ ونُصرَةِ جَيشهِ وحِفظِ شَعبِه، ولأجلِ ما يَمرُّ بهِ من صُعوباتٍ مُختلفة. ونَحنُ في مُطرانيةِ الرومِ الأرثوذكس في الاردن مع بطريركيَّتِنا في القُدس نُقدِّرُ حَجمَ الضغوطات التي تُمارسُ عَلى الأردن لأجلِ مَواقِفهِ الثابِتة والصَلبةِ تِجاه القُدس الشريف، ونَقِفُ خلفَ غِبطةِ بَطريركِنا ثيوفيلوس الثالث بَطريرك المَدينة المُقدسة مُؤيّدينَ مَعهُ وِصايةَ ورِعاية آل هاشم للأوقافِ والمُقدسات المَسيحية والاسلامية في القدس مُمَثلَةً بِحضرَةِ صَاحب الجَلالة الهاشمية المَلك عبدالله الثاني ابن الحُسين المعظم حفظه الله ورعاه. وبِكُلِّ فَخرٍ واعتزازٍ ننتهزُ هذه المُناسبةِ لتجديدِ مُبايَعَتِنا وولائنا والتِفَافِنا حول قِيادَتِه الحكيمةِ ليستمر الأردن أُنمُوذجًا يُحتذى في وحدتِهِ وأَمنِه وإنجازاتِه الحضارية ومواقِفِه الإنسانيَّةِ الكبيرة.

ولا يَسَعُنَا في الختامِ إلا أَنّ نَرفع الى مقام حَضرةِ صاحبِ الجلالةِ الهاشميَّةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ووليَّ عهدِهِ الأمين صاحِبَ السُّمُوِّ الملكيِّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المُعظم والعائِلة الهاشمية الكريمة والأسرة الأردنيَّة الواحدة أسمى آياتِ التهنئةِ والتبريك بهذه المناسبة التاريخية الوطنية الكبيرة والتي تأتي متزامنة مع صوم عيد الفصح المجيد وبدء شهر رمضان الكريم ، مَقرُونَةً بالدعاءِ والتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجل أن يبقى الأردنُ دائِمًا وأبدا آمنًا، قويًا، ومُزدَهِرًا، وكلَّ عامٍ وأردنُنا الحبيبُ بألفِ خيرٍ وسلامٍ وبركة.

شارك في الصلاة عدد من الآباء الكهنة والشمامسة دون حضور المؤمنين وذلك التزاماً بقرارت الحكومة وتنفيذاً لأمر الدفاع حفاظاً منهم على سلامة الجميع.