1

الصلوات الكنسية المقدسة حسب قانون الخدمة الكنسي لسنة ١١٢٢

                        

عدا عن “القانون الكنسي الاورشليمي” الذي يسمى باللغة اليونانية “التيبيكون” للقرن السادس, و” قانون الاعياد الكنسية ألمسيحية القديمة في اورشليم” المُتّبعان في الحياة الكنسية  في البطريركية الاورشليمية, يوجد أيضاً ” القانون الكنسي البطريركي لكنيسة القيامة” الذي يُنظم صلوات عيد الشعانين, اسبوع الآلام المقدس, وصلوات الاسبوع بعد عيد الفصح المجيد حتى أحد الرسول توما والذي يشمل أيضاً صلوات السنة الكنسية. هذه الكتب القيمة للقوانين الليتورجية محفوظة في المكتبة الرئيسية لكنيسة القبر المقدس تحت الرقم التسلسلي ٤٣١ , والتي نُشرت من قِبل أ.ب كيراميوس تحت عنوان ” تيبيكون الكنيسة الاورشليمية. قانون خدمة صلوات أسبوع آلام ربنا يسوع المسيح في كنيسة القيامة..”. مُقدمة هذا القانون أو التيبيكون غير موجودة, وفي نهايته مكتوبة هذه الكلمات ” أُنجز هذا العمل التذكاري تحت رغبة قائد وحاكم المدينة المقدسة جوارجيوس, وحارس الأواني المقدسة في كنيسة قيامة ربنا يسوع المسيح, لمغرفة الخطايا. كُتِب على يد باسيليوس الآغيوبوليتي الكاتب في المدينة المقدسة اورشليم. أُكمل هذا العمل في اليوم الثاني في الساعة الثالثة في العاشر من شهر شباط لسنة ٦٦٣٠ للعالم, سنة ١١٢٢ للخلاص (ميلادية)………”.

هذا النص المكتوب  يوضح أن سنة ١١٢٢ هي سنة كتابة هذا التيبيكون التي يحمل أيضاً مؤشرات لنِصاب عديدة تذكارية كانت موجودة والتي لم يتم تدميرها على يد الخليفة الحاكم بأمر الله الذي قام بتدمير كنائس وأماكن أخرى.

هذه النصوص التاريخية للتيبيكون في غاية الاهمية لعالمي التاريخ والاثار المتخصصين في منطقة فلسطين, والتي تُحدد الزمن الذي من خلاله تم العمل به وتطبيقه في الكنيسة أورشليمية, ومتى توقف العمل به ولأي أسباب.

البطريرك الاورشليمي نيقولاوس الاول ذُكر اسمه بالتفصيل في التيبيكون ” من أجل قداسة البطريرك نيقولاوس….”, الذي جلس على الكرسي الاورشليمي من سنة ٩٣٢ حتى سنة ٩٤٧.

تيبيكون ١١٢٢ يحتوي على معلومات قيّمة عن بناء الكنائس والمعابد في المدينة المقدسة أورشليم, وعن الوضع الكنسي والثقافي اليوناني الذي كان سائداً أيام الحكم العربي. عند مقارنة هذا التيبيكون مع سابقيه من كتب النظام الكنسي وترتيب الطقوس الكنسية في كنيسة أورشليم, يبدو واضحاً التطور الذي ساهمت به بعض الشخصيات الكنسية البارزة الذين عاشوا في فلسطين من واضعي الاناشيد الكنسية الذين بزغوا في القرن السادس حتى القرن التاسع ميلادي, كالبطريرك صفرونيوس, اندراوس اسقف كريت, القديس يوحنا الدمشقي, القديس قزماس أسقف مايوما وغيرهم.  ايضاً يشرح هذا التيبيكون الحياة الرهبانية في كنيسة أورشليم, وعن الرهبان المتألقين الذين واظبوا على على إقامة الصلوات والسهرانيات الليلية في كنيسة القيامة تماماً كما كان مُتّبعاً أيام الامبراطورية البيزنطية. هؤلاء الرهبان كانوا من اليونانين الاورثوذكس وهم جزء لا يتجزأ من إكليروس كنيسة صهيون أي الكنيسة الاورشليمية, وإتبعوا قانون الصلوات في كنيسة القيامة خاصةً في الوقت الذي لم يكن هناك قداسٌ بطريركي.

أهمية كل كتب الترتيب الكنسي البطريركي في بالغ ألاهمية, لانها لا تُوضح فقط أن أم الكنائس حافطت على الطقوس والترتيبات الكنيسة من القرن الرابع للميلاد, بل لانها تُسلط الضوء على الفترة “السوداء” زمن الحكم العربي.

كتلخيص نلاحظ أن بطاركة ورهبان كنيسة أورشليم هم ممثلو “المملكة الرومية” في ألاراضي المقدسة, في فلسطين, وحارسي ألاراضي المقدسة بإعتراف العهدة العمرية زمن الخليفة عمر بن الخطاب.

حراس ألاراضي المقدسة حافظوا على المراسم الكنسية البيزنطية من القرن الرايع للميلاد وأيضاً على اللغة اليونانية في الصلوات,  وجاهدوا روحياً وأنسانياً في جميع الظروف للحفاظ على مقدسات ألايمان المستقيم  كموروث أبوي قيّم. جميع بطاركة ورهبان كنيسة أورشليم خاضوا نضالاً كبيراً من أجل الحفاظ على الايمان المسيحي والحفاظ على المسيحيين في فلسطين خلال هذه الفترة, إي فترة الحكم العربي الاسلامي.