دير القديس جاورجيوس الخوزيفي

null
Share

image_pdfimage_print

                        

دير القديس جاورجيوس الخوزيفي هو من اقدم أديرة فلسطين، ومعاصر لدير القديس سابا والقديس ثيودوسيوس (عطا الله) اكبر المراكز التنسكيه الرهبانية. دير الخوزيفي المبني في صحراء يهودا على طريق القدس واريحا، هو عبارة عن دير العذراء الخوزيفيه وموجود على انقاض دير لافرا الخوزيفا. يُعتبر هذا الموقع محميّ تحت حمايه والده الاله. بينما كان والدا والدة الاله  جدّي المسيح بالجسد يواكيم وحنه يقدمان الذبيحه في هيكل سليمان طُردا لسبب أنهما كانا عاقرين، عندها ذهبت القديسه حنه جلست ببيتها متضرعة بدموع وإنسحاقٍ إلى الرب أن يرزقها إبنا لتنذره للهيكل، واما يواكيم فقد لجأ إلى الصحراء، صائماً أربعين يوماً وليلة في المغاره قائلا: “لن أئتي (اجلس) حتى على ماء، حتى يزورني الرب الهي ولتكن لي الصلاة غداءاً وماءا”. فظهر له ملاك الرب بينما كان يصلي وبشّره انه سوف تولد له أبنة. هنا نتكلم عن المغاره التي لجئ إليها بأمر من الله النبي ايليا (مار الياس)، لكي ينجوَ من غضب ايزابل امرأه ملك اسرائيل آخاب.

الدير الحالي مكون من ثلاثة طوابق ويحتوي على كنيسة مركزية، كنائس صغيرة، مغارة النبي ايليا (مار الياس)، صومعات وقلايات، غرف مُعدة للضيوف وأماكن اخرى كالساحات وطوابق تحت الأرض.  الكنيسة الرئيسية مُكرسة لتذكار ولادة والدة الاله “العذراء الخوزيفيه” وهي كنيسه فاسيليكيه الشكل (أي ذات طابع بيزنطي قديم) ولها كليتوس واحد اي الجزء الجانبي للكنيسه مفصول بصف واحدٍ من الاعمدة. في الجزء الشمالي من الارضيه توجد  فسيفساء  مزخرف عليها النسر البيزنطي ذو الرئسين. هذه الارضيه يعود تاريخها الى القرن الثاني عشر ميلادي.

 إزدهر دير الخوزيفي في القرن السادس ميلادي عندما ترأسه القديس جاورجيوس الخوزيفي، حيث في ذلك الحين كان يتجاوز عدد الرهبان ال ٢٠٠٠ راهباً. من الجدير بالذكر أن قبر القديس جاورجيوس الخوريفي موجود في الطابق الثالث. أيضا في الطابق الثالث في الدير توجد مغارة الكنيسة التي تنسب الى النبي الياس، التي حسب التقليد الكنسي إختبأ فيها النبي ايليا وكان يُغذيه الغراب. حسب ما ورد في التقاليد فان الدير بُني في المنطقه التي كانت مُلكٌ لوالدي مريم العذراء، يواكيم وحنه.

نجد أيضاً رسومات بعض الرموز المسيحيه على الجدران ومئات من الكتابات التي تشير الى أسماء وأوطان الآباء الرهبان الراقدين هناك. يعود تاريخ المبنى الحالي الى سنه ١٨٧٨ ميلادي, وهو مبني على انقاض لافرة (لافرا تعني مجموعة صومعات تنسكية صغيرة قديمة) الخوزيفية القديمة. الكنيسة الصغيرة القديمة مُكرسة لتذكار الرهبان الخمسة، أوائل مؤسسي دير الخوزيفي, ومن المحتمل أن كنيسة القديس جاورجيوس الخوريفي الصغيرة الموجودة اليوم تحل مكان هذه الكنيسة الاولى. لقد ازدهر الدير في منتصف القرن السادس وأوائل السابع ميلادي عندما كان رئيس الدير القديس جاورجيوس الخوزيفي، لكن الغزو الفارسي (٦١٤ م.) جلب دمار رهيب في الدير، كما ذبح الفرس اغلبية الرهبان وانتشروا في كل المنطقه. عاش في الدير بعد الدمار عدد قليل من الرهبان حتى القرن الثاني عشر ميلادي، حيث تم ترميمه من الامبراطور البيزنطي عمانوئيل كومنينوس, ليُهجر الدير نهائيا في القرن الثالث عشر ميلادي حتى عام ١٨٧٨ حيث تم ترميمه مجدداً من الراهب المتوحد اليوناني الاصل كالينيكوس.

مغارة النبي ايليا ومكان صلاة القديس يواكيم جد المسيح

فوق كاثوليكون الدير شرقي القبة هنالك المغارة التي فيها عاش النبي اليليا عندما هرب إلى الصحراء خوفا من الملك أخاب وزوجته إيزابيل, اللذان وُبخا كثيراُ من قِبل النبي إيليا على عبادتهما للأوثان, في هذه المغارة أكل النبي إيليا في الصباح الخبز وفي الليل اللحم الذي كان يحضره غراب وكان يشرب من شلال خورات.

ولسوء الحظ في هذه المنطقة لم يهطل مطر ولا طل على الأرض وحل جفاف شديد وجوع في كل تخوم إسرائيل, وأدّى الجفاف هذا الى جفاف مياه النهر الذي كان ايليا النبي مقيماً بجانبه, حينئذ قال له الرب :”قم واذهب إلى صرفت صيدا وهنالك سوف تجد أرملة ستُقيتك”.”.

في نفس المغارة وحسب التقليد الكنسي بقي والد السيدة العذراء يواكيم صائما ضارعاً الى الرب أن يهبه ابناً, ويقال أن يواكيم جاء مرة إلى هيكل الرب ليقدم تقدمة فرفض الكاهن التقدمة لان مُقدمها (عاقر) فعاد يواكيم إلى داره مُغتماً, كسير القلب, مذلولاً وأكثر من البكاء أمام الله, وشاركته في ذلك زوجته حنة, وهكذا ذهب يواكيم إلى الصحراء وصام أربعين يوماً وأربعين ليلة مردداً بنفسه: “لن انزل ولن اشرب ماء حتى يزورني الرب وتكون صلاتي مأكل ومشرب”. بالفعل حصلت المعجزة وسمع الله صلاة يواكيم, واتفق يواكيم مع حنة زوجته بأن الطفل الذي سوف يولد سوف يكرز للهيكل. وهكذا وُلدت الطفلة مريم التي أصبحت فيما بعد والدة ألاله والتي بالفعل كرست حياتها للهيكل. ومن هنا نرى سبب تكريس الكاثوليكون في الدير في وادي قلط إلى والدة الله.