1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في حفل تنصيبه بطريركاً كنيسة القيامة 22/11/2005

(دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا الى الخصب)
(مزمور: 65)

مجداً وشكراً نبعث الى الاله الثلاثي الاقانيم الذي أخرج حقاً الكنيسة الرسولية المقدسية الى الرخاء من الازمة الكبرى بالنار والمياه التي هزت كل جسم الكنيسة الارثوذكسية .

مجداً وشكراً نرسل أيضاً الى الاله الثلاثي الاقانيم الذي رفع شخصنا المتواضع على عرش القديس المجيد الرسول يعقوب أخ الرب وأول رئيس كهنة للقدس جاعلاً إيانا من جهة خليفة له ومن جهة أخرى راعياً ومدبراً لكنيسة المسيح المقدسة ، وليس هذا فحسب “بل رئيساً لاخوية القبر المقدس التي لا يكون جهادها وصراعها من لحم ودم بل الى الرئاسات والسلطات والسائدين والمتسلطين على العالم الظالم في هذا القرن” (افسس: 6:12) .

إن كنيسة القدس عندما كانت حزينة في مكان شهادة الصليب بالدم للكلمة المتجسد الهنا ومخلصنا يسوع المسيح إنما اليوم تتابع رسالتها المقدسة المتعلقة بالرمس الفارغ القائم أمام أعيننا والذي أشرق منه النور الجديد لقيامة المسيح الذي به وفيه صار كل شيء جديداً .

لقد أصبحنا نحن شهوداً بصلب وقيامة المسيح وبخوف الله إذ نتسلم بصوت واحد وباجماع أصوات أعضاء المجمع المقدس المسؤولية البطريركية المعهودة إلينا إذ يتطلب منا هذا أن نتجاوب مع هذه الدعوة المقدسة السامية بروح التواضع والتسامح والصلاة من أجل أن نكون عند حسن ظن أبناء كنيستنا الرومية الارثوذكسية أي أبناء رعيتنا وكافة المسيحيين الارثوذكسين المنتشرين في سائر أنحاء المسكونة وأمتنا الورعة ورؤساءها وكذلك المهتمين بنا مباشرةً من سلطات مدنية وخاصةً المملكة الاردنية الهاشمية التي يخضع لها دستورياً وقانونياً قانون بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية .

إننا لواثقون بأننا إذا ما سلكنا عقيدة آباء الكنيسة المتوشحين بالله وقوة الروح القدس التي تقود الكنيسة ، وهي روح المسيح حينئذ سنستطيع قيادة سفينة كنيستنا من مرحلة الفساد والخداع الى مراسي الامان والاخلاق وهكذا نصل الى الميناء الامين ميناء التوبة الخلاصية وذلك ليس لاننا نشعر بثقل الخدمة السامية التي حمّلتنا إياها رحمة الاله العظيم ومخلصنا فحسب بل لاننا نشعر بالرهبة إذ نضع في عقولنا يوم الدينونة الرهيبة .

أعضاء أخوية القبر المقدس الموقرين والكرام وجميع المتواجدين من اخوة بالمسيح وآباء واكليروس وشعب وزوار أتقياء وجميع الذين أدخلتهم نعمة القبر المقدس في هذه الساعة الى كنيسة القيامة صلوا لاجلنا وتضرعوا الى اله الرأفات ومحبة البشر حتى نُأهل لتمجيد عظمة قدرته بالرغم من علتنا وأن يجعل خدمتنا بنعمته خدمة عبد أمين ومخلص لانه ينبغي كل مجد وإكرام وسجود للآب والابن والروح القدس أمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون