1

رسالة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة

“لانه ولد لنا ولد واعطينا ابناً” (أشعيا 6:9)

ان اله أبائنا بمحبته الواسعة وصلاحه الذي لا حدود له خلق العالم من العدم ووضعه في سلطة ومتعة مجبوله الانسان المخلوق على صورته ومثاله .
لكن الانسان بسلطته الذاتية وقوته هز أركان المجتمع مع باريه وسار في طرق ملتوية لا مخرج منها .
واذ تحنن الله على عمل يديه أي الانسان لم يدعه مهملاً ومظلوماً من الشيطان لكنه ارسل اليه في مختلف الازمان صديقين وأبراراً وأنبياء كي يعيدوه الى طريق مشيئته السوية ويستعد لمجيء ابنه وكلمته ، اذ أرسله “لما جاء ملء الزمان” (غلاطية 4:4) متخذاً شكلنا البشري بدون خطيئة “مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس” (غلاطية 4:4) وذلك في زمان ومكان على عهد القيصر أغسطوس وفي مدينة بيت لحم المقدسة .

لقد جعل شهوداً صادقين لسر ميلاد الاله الانسان العجيب الذي يفوق المكان والزمان ، ومنهم العذراء مريم والدة الاله والملائكة في السماء يرتلون “المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة” (لوقا 14:2) ، والقادمون من قرية الرعاة القريبة الرعاة الساهرون والمجوس القادمون من الشرق البعيد يقودهم النجم ، المجوس والملوك الفارسيون يقدمون هداياهم ذهباً ولباناً ومراً وبالتالي الرسل والشهداء وجميع القديسين وجماهير المؤمنين الغفيرة من المشارق والمغارب ، من الشمال والجنوب ، حتى ايامنا هذه وحتى انقضاء الدهر .

ان الشهادة المفرحة والحاملة الرجاء لولادة الاله الكلمة بالجسد تابعها على مر الدهور الحراس المتوحدون لاخوية القبر المقدس وملء الكنيسة في هذه المغارة القابلة الاله وكنيسة الميلاد الكلية الوقار عمل تقوى أباطرة بيزنطة ، قسطنطين وهيلانة ، ثيوذوسيوس ويوستينيانوس وخلفائهم من بعدهم جيلاً بعد جيل .

اننا نتابع هذه الشهادة نحن أيضاً في عيد الميلاد العالمي المجيد وفي أم الكنائس في مكان ميلاد المسيح نشهد لهذا العمل الخلاصي الفائق البشر والتواضع والارتضاء والمحبة والوداعة للحكم على كل أنواع العنف وازدراء الشخص الانساني والمصالحة مع الله والقريب والسلام المبني على العدالة .

ونعلن الى العالم الضال والمجاهد والقلق والشعوب المعذبة في منطقتنا بأن “الرب قد ارسل فداء” لكافة أبناء البشر (مزامير 9:110) “وان المسيح ولد” ونزل على الارض كي يصعد الانسان الى السماوات ويألهه بالنعمة مع مجتمعه ويعيده الى جماله الاول المشابه للجمال الالهي لان الجرح البشري المسيحي شفاؤه فيه وبه “ننال التبني” (غلاطية 5:4) .

ان انجيل السلام هذا والعدالة والتسامح والاحترام المتبادل الموصى به لرعيتنا الارثوذكسية في كل أنحاء صلاحيات بطريركيتنا الشهيرة وفي كل مكان من الارض . كما ونتمنى لابنائنا الروحيين المقيمين في دولة اسرائيل والمحتفلين بهذه الاعياد المجيدة بأن يباركهم الرب الاله لكي يسيروا في طريق السلام والوئام والامن والتقدم والسعادة .

بيت لحم أعياد ميلاد 2005 .

الداعي لكم بالرب

ثيوفيلوس الثالث

بطريرك المدينة المقدس

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون