1

ثيوفيلوس الثالث برحمته تعالى بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين

إلى كافة أعضاء الكنيسة نعمةً ، ورحمةً وسلاماً
من قبر المسيح القائم من بين الأموات المقدس والقابل الحياة

“إن وقعت حبة الحنطة في الأرض وماتت تأتي بثمرٍ كثيرٍ”
(يوحنا 24:12)

اليوم يوم القيامة البهيج الميمون ، تمّ فيه تجديد جنسنا بواسطة قيامة الرب ، ومُنحنا الخلود ، اللانهاية ، ومنظر الثالوث الأقدس صانع الحياة ، الذي جُبل به الإنسان أولاً ، والذي سقط من هدفه مخدوعاً من الشيطان رئيس الشر ، وهارباً إلى موت النفس والجسد . يفرح الأبرار قائمين ثانية من مخبأ الجحيم الحالك السواد ، الناتج عن الإنفصال من النور الإلهي، “وكان ينظر إلى المجازاة التي كان يتطلع إليها، آتياً ليرى وجه الله” .

لكن الأحياء والأموات والخليقة بأسرها يعيدون مبتهجين لقيامة ربنا الإله الإنسان من الأموات . فلقد إمتلأ كل شيءٍ فرحاً ، لأنه أخذ تجربة القيامة وإعادة خلق كل شيء قد أُختزن بالمسيح . أما الأتقياء فإنهم يشتركون بهذا جزئياً في تذوقهم إن اشتركوا في جسد المسيح السري عن استحقاق . هوذا سر الحياة بالمسيح الذي لا يدرك . “إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” (كورنتوس الأول 17:5) . سبق وتذوق الخلود بواسطة جسد ودم المسيح المعطي الحياة عاكساً صورة مجد المسيح بواسطة تطهير مرآة نفسه ، أثناء عمله في كرم الفضائل السري . وبينما كان “الموت رهيباً للإنسان” قبل القيامة ، أصبح “الإنسان مخيفاً للموت” بعد القيامة ، لابساً درع الله ، الحياة الأبدية ، ومتسربلاً سرياً بالمسيح ذاته المنتصر على الموت” (غلاطية 27:3) .

وقليلاً أيضاً تزمع الخليقة أن تتمخض وتتألم ، وملكها المخلوع ، أي الإنسان تحت عنف موت النفس والجسد حتى يخضع كل شيء لله ، الذي “هربت من وجهه السماء والأرض” (رؤيا يوحنا اللاهوتي 11:20) غير جالبة مجده الذي لا يحارب ولا يفسد في مجيئه الثاني المجيد ، حتى يسترد الإنسان مثل الله المتألم في التجلي التام بالمسيح ، في تجديد العالم . حقاً إن الثمر الكثير المعطى إلى الله بواسطة قيامة المسيح المخلص التي حققها إلهنا الثالوث الأقدس والتي بواسطتها كان يهتم بالحياة الأبدية للإنسانية الضالة .

“إذ قام المسيح من بين الأموات لا يموت أيضاً ، ولا يسود عليه الموت بعد”. هكذا أتباعه الأطهار إذ يموتون كل يوم بالجسد ، ويصلبون من التجارب الخارجية ، ويحاربون من الآلام الداخلية ، يصبحون منتصرين على الخطيئة والفساد الحامل الموت ، بواسطة قوة المصلوب طوعاً والمسيح القائم بذات سلطته، والذي يقيم من الخطيئة المصلوبين لأجله ، كي ” ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبهم” (بطرس الثانية 19:1) . كثيرون هم أعداؤه ، ومحاربو قيامته غير متصالحين مع الرمس الخالي ، المفترون على آدم الجديد والمشككون بقيامته. لكن محبة القائم ستنتصر على كل هؤلاء مانحة الطبيعة البشرية بواسطة القيامة رحمة عظمى وفيما بعد ملكوت الله .

إن كنيسة صهيون المقدسة ، مسكن الله ، والقابلة الأولى لمغفرة الخطايا ورسالة القيامة ، تعيش بلا انقطاع بالفرح القيامي الصليبي النابع من القبر قابل الحياة، تُمجد المصلوب لأجلنا ويسوع المسيح القائم بمجد ، مستمدة قوة من الرمس الخالي ومعترفة من أجل قوته إلى زوار القبر المقدس ، ستحل ظلام الباطل العالمي والظلال وظلام ناشري الأرواح الشريرة ، وستقوي المسيح إلى الحقيقة الوحيدة والمتعبين بعيداً عنه وستقوي الجميع في طريق التسامح والمحبة نحوه ونحو القريب .

المسيح قام

ولتشملكم أدعيتنا الأبوية وبركاتنا البطريركية

الداعي لكم بالرب

ثيوفيلوس الثالث

بطريرك المدينة المقدسة

المدينة المقدسة : الفصح المقدس لسنة 2006

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون