1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية مدينة نابلس الأحد 21/5/2006

أبناءنا الأحباء بالرب

إحتفلنا في الأسبوع الماضي بنصف الخمسين وها نحن اليوم إستأهلنا من قبل الرب ان نتواجد في المكان المقدس الذي سار عليه الرب ، هذا المكان الاستشهادي الذي عطرته دماء القديس الشهيد فيلومينوس وأن نقوم بذكرى مقابلة الإمرأة السامرية القديسة فوتويني وربنا يسوع المسيح التي كتب عنها القديس يوحنا في انجيله الشريف. يرتبط هذان العيدان بلا انفصال بعيد نصف الخمسين حيث دعانا الرب أن نأخذ “ماء الخلود” أي الروح القدس معدين انفسنا لعيد الخمسين أي لاتمام عمل الرب الخلاصي ورسالة الروح القدس للعالم . نرى في هذا العيد محبة الرب لنا نحن البشر وهو يتكلم حول الروح القدس مع المرأة السامرية ، ويعلم بأن الروح القدس هو الماء الذي يرضي العطش الحقيقي للانسان الذي منه “من يشرب لن يعطش الى الأبد” .

فلنفكر بمحبة ربنا يسوع المسيح التي لا توصف فالمسيح المساوي للآب في الجوهر خالق كل الخليقة المنظورة منها وغير المنظورة الملائكة والبشر بصفته انساناً جلس في هذا المكان قبل ألفي سنة تقريباً عَطشاً ليس للماء الأرضي الصادر من البئر بل لخلاص نفس السامرية . وكلمها حول اسس الايمان وعن مجيء مسيا وعبادة الله الروحية ونيل الروح القدس . إن خلاصنا بواسطة معرفة الله الحقيقي هي طعام يرغب به المسيح والذي لم يعرف عنه التلاميذ بعد كما سمعنا اليوم من القراءة الانجيلية . لقد أهلتنا نحن المسيحيين الارثوذكسيين محبة الرب لنا جميعاً أن نكون مالكين ليس لهذا المكان الشريف فحسب أي بئر يعقوب بل لايمان البطاركة القديسين والتقليد الكنسي الشريف بابن الله . لقد نُقل الحجر الذي جلس عليه الرب الى القطسنطينية لمباركة المؤمنين هناك . يرجع تاريخ هذا المكان الى أربعة آلاف سنة تقريباً عندما عاش البطريرك يعقوب في هذا المكان لكن الايمان بالمسيح أعظم بركة بالنسبة لنا لانه كما يقول الرب : “إنه منذ القدم هو المسيح مسيا المنتظر” .

علينا أن نعير انتباهنا الى ما يلي : الرغم من ان السامرية سلكت سلوكاً مشيناً وكانت تعيش مع رجل بدون زواج إذ وصفها الآباء القديسون وكاتبو التسابيح كزانية ومع ذلك استحقت أن تعرف من فم الله ذاته الحقائق الاساسية للايمان الصحيح وأن تتحول الى رسول الرب مع اسرتها وأن تموت موت الشهادة أخيراً كما نعرف في عهد نيرون . حدث هذا لانها كانت تملك نفساً صالحةً بالرغم من خطاياها كانت تهتم بعبادة الله الحقيقية لذلك سألت المسيح عن ذلك ولم تخجل أن تكرز في السامرة بأن الرب قد كشف لها عن خطاياها وأعلن أنه هو مسيا المنتظر .

إن مسيا هذا ايها الابناء الاحباء بالرب هو شوق قلوبنا والناس الذين لا يقبلونه كمسيا الوحيد والمخلص سيضلون بعيداً عن الحقيقة سائرين في الخطيئة وواصلين الى التجديف عليه لانه “حجر عثرة وصخرة سقوط” (روما 9-33) هذا ما نراه خاصة في ايامنا التي وصلت فيها الانسانية لان تُرجع الى الله اي للمسيح أهواءً بشرية ورغبات تمثلاً بعبادة القدماء الوثنية . نحن سنعبد المسيح كإله الى الابد في ملكوته وسنكرمه على الأرض كما كرمه حقاً من تعب وشقي مثل قدس الارشمندريت يوستينوس باني هذه الكنيسة العجيبة الكنيسة المستحقة لهذا المكان الرهيب .

إن حياتنا قصيرة ولا اهمية لها فلنصل بحرارة أن يظهر لنا ربنا يسوع المسيح الذي قابلنا أيضاً كما قابل السامرية في نقطة من حياتنا واهتماماتنا بالرغم من خطايانا كنز معرفة الله وأن يُأهلنا أن نتوب توبة صادقة كما تابت القديسة فوتويني السامرية وأن يجعلنا بواسطة اسراره المقدسة وحفظ وصاياه شركاء للروح القدس “كي لا نعطش الى الأبد” .

فبشفاعات القديسة فوتويني والقديس فيلومينوس أيها المسيح الاله إرحمنا ، أمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون