1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الإحترام القداس الالهي الاحتفالي مدينة الحصن الأحد 30 تموز 2006

أيها الابناء الروحيون المحبوبون بالرب ،

إن المسيح الرب يحث تلاميذه قائلاً لهم : “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليشاهدوا أعملكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات” (متى 16:5) .

إن هذا النور الذي يتحدث عنه ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح في مخاطبته لتلاميذه الاطهار هو نور الثالوث الاقدس ، وهو نور الاله الواحد وهو نور الروح القدس أي روح المسيح وهذا النور ايها الاحبة هو الذي جمعنا اليوم اكليروساً وشعباً في هذا اللقاء الافخارستي (أي لقاء سر الشكر الالهي) وذلك في هذه الارض المباركة العزيزة على قلوبنا ارض الاردن الحبيب وخاصةً مدينتكم الحصن ، وهذا النور الالهي انبلج وظهر بفضل سر التدبير الالهي وسر التجسد الالهي أي بواسطة ظهور وتجسد وتأنس المسيح الذي به استنارت المسكونة حيث أن مجيئه هو الذي اباد الظلمة وازالها والظلام مصدره الشيطان أما نور المسيح فهو الذي ازال هذا الظلام .

إن كنيستنا المقدسة وهي كنيسة المسيح الرب حجر الاساس بالنسبة اليها هو المسيح ذاته الاله الانسان الرب يسوع المسيح وكذلك الدعامة الحقيقة لهذه الكنيسة هم تلاميذه ورسله الاطهار الذين بهم استنارت المسكونة بأسرها في كافة الدهور والازمان وهذا النور الساطع الذي ينير العالم انما ينطلق وينتشر من الكنيسة المقدسة الواحدة الجامعة الرسولية التي هي جسد المسيح أما نحن فبنعمة الله نعتبر اعضاءً في هذا الجسد المقدس .

وبصفتنا أعضاءً مؤمنين في جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح وبصفتنا أيضاً من تلاميذ المعلم الاوحد مسيحنا وفادينا فاننا مدعوون ان نجعل من انفسنا ابناءً للنور أي ابناء نور المسيح وذلك لكي يرى اخوتنا في الانتماء الى الانسانية اعمال الكنيسة الصالحة ويمجدوا ويسبحوا أبانا الذي في السماوات .

ابناءنا الروحيين بالرب ،
إن نور المسيح هو نور الحقيقة الايمانية ذلك لان مصدره هو المسيح ذاته وهذا النور هو ينبوع بركات لا ينضب وهذا النور الالهي قد منح بواسطة كنيسة اورشليم المقدسة التي تجمعنا كافةً تحت كنفها مقدمةً كل مساندة ومساعدة روحية وإن حضورنا تحت حماية هذه الكنيسة لهو ابلغ شهادة على استمرارية بقاء هذا النور الالهي ساطعاً في هذه الارض المباركة .

إن كنيستنا المقدسة وهي التي نعرفها ببطريركية الروم الارثوذكس المقدسية ام الكنائس كافةً ترفع التمجيد والتسبيح للاله الواحد المثلث الاقانيم ذلك لانها حافظة وما زالت تحافظ على هذا النور الذي هو نور مجد الله الاله الواحد بدون ان ينطفء ابداً وهذا النور أيضاً انما يقدس ويشفي ويخلص وهو نور مليء بمحبة الانسان ذلك لانه نور الهي والهنا هو عظيم الرحمة ومحبته للانسان لا حدود لها ، والله يريد لكل انسان ان ينال الخلاص وكنيستنا الارثوذكسية المقدسة انما تعتبر هذا النور تعبيراً عن محبة المسيح لها وتعتبر أيضاً بان هذه الكنيسة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الارض فهي كنيسة محلية وهذا النور هو الذي يقدس ويبارك هذه البلاد التي به تستنير وتتبارك وخاصةً هذا الوطن العزيز الذي يفتخر بان قائده هو حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله .

أيها الاحبة ان الاعمال الصالحة التي يدعونا الله لكي نقوم بها لكي يراها الناس هي اعمال محبة الله ومحبة الله تعني أيضاً محبة واحترام اخينا الانسان الذي هو مخلوق على صورة الله ومثاله ، والاعمال الصالحة الخيرة هي أعمال التضامن والشعور مع الاخرين في السراء والضراء والعطاء المتواصل ومحبة الوطن والوقوف الى جانب المستضعفين ومساندة كل انسان بدون اي تميز بين صالح وطالح وبين ديانة واخرى او اتنماء قومي او مرتبة اجتماعية .

إن اباءنا القديسين المتوشحين بالله الذين تذكرهم الكنيسة بكل وقار وتقدير لدورهم الريادي في حياة الكنيسة اصبحوا شركاء في نور المسيح واباءنا القديسون يحملون نور المسيح هذا حيث حافظوا بمساندة المسيح الرب على الايمان القويم بعيداً عن البدع والهرطقات واظهروا الكنيسة بشكل لائق حيث ان كنيستنا هي كنيسة الايمان المستقيم ونحن نعتقد أيضاً بان الاستقامة في الايمان تعني الاستقامة في الحياة وفي التعامل مع الاخرين ايضاً ، لاجل هذا تسمى كنيستنا كنيسة ارثوذكسية أي مستقيمة الرأي لانها حافظت على التعاليم الحقيقية وتعلم كيف يجب ان يكون الانسان في حياته مستقيماً وعائشاً في مجد الرب الحقيقي .

النور الذي قال المسيح عنه أنه يجب أن يضيء لكي يمجد أبانا السماوي هو اسلوب الحياة المستقيم ، والى المسيح الرب يليق كل مجد وتسبيح الى الابد ، أمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون