1

كلمة صاحب الغبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الاحترام في حفل الاستقبال الذي اقيم بمناسبة تدشين كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة مرج الحمام عمان الجمعة 11 آب 2006

“لقد ظهرت الكنيسة سماءً كثيرة الأنوار تنير كل المؤمنين . ونحن في وقوفنا الآن فيها نصرخ قائلين ثبت يارب هذا البيت”

بنعمة الله تم اليوم تدشين كنيسة جديدة في المملكة الاردنية الهاشمية والكنيسة عندنا هي مكان ينبعث منه النور الذي ينير طريق كل انسانٍ يتطلع الى الحياة الأبدية ، وان كنيسة القدس المعروفة ببطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تعبر عن افتخارها واعتزازها مسيحياً لانها كانت في كل آنٍ وزمان القوة الناقلة والمانحة للنور ، انها المحافظة على نور محبة المسيح ونور محبة الانسان ونور الاحترام المتبادل ونور محبة الوطن .

وان الينبوع الحقيقي لهذا النور هو الاماكن المقدسة التي مركزها اورشليم الباقية دائماً وابداً مدينة للنور الذي لا يغرب الذي يرتبط بقيامة المسيح المجيدة ، وإن كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة المدشنة اليوم لهي تأكيد واشارة الى ما تقوم به بطريركيتنا من أعمال ونشاطات روحية خلاقة ترسيخاً للقيم الروحية والدينية والانسانية في كل الأزمنة والاوقات وانها بهذا انما تؤكد أهمية احترام الانسان وتبرز العلاقة الوثيقة بين الاكليروس والشعب وبين الراعي والرعية وبين الكنيسة وأبناءها الذين يظهرون ارتباطهم وولائهم لكنيستهم الام ويعبرون عن هذه المحبة بوسائل عدة من بينها المساعدة على بناء وتشييد الكنائس وتشيد هذه الكنيسة هو خير مثال على ما نقول .

اننا نتوجه بشكرنا الى السيد الفاضل سعيد خوري الذي قدم مشكوراً تبرعه السخي من أجل بناء هذه الكنيسة وعن أولئك الذين يحبون بيت الرب ويسعون لاظهار الكنيسة بشكل لائق نقول في دعائنا في نهاية القداس الالهي : “بارك يارب الذي يحبون بهاء بيتك” .

ان كافة الضعفات البشرية والتحديات والعثرات لن تقف حائلاً أمام الكنيسة في تأدية رسالتها ولن تنتقص من مكانتها واهميتها كمؤسسة عريقة داعية الى الوحدة والسلام ، انها مؤسسة مبنية على المحبة لانها ترى الناس كافةً دون تمييز على انهم مخلوقون على صورة الله ومثاله وانها تعلم وتنادي بأن الهنا واحد هو وهو الاله المثلث الاقانيم ، وانها مؤسسة تدعو للسلم لان رسالتها نابعة من سلام المسيح وليس من سلام الناس والمسيح هو ذاته الذي صلب وقام من أجل خلاص البشرية ، وبإسم المسيح أخذ العالم السلام في عهد الاباطرة العظماء والملكين المحفوظين من الله القديسين العظيمين قسطنطين وهيلانة شفعي هذه الكنيسة المقدسة .

اننا نرفع نخب حضرة صاحب الجلالة الهاشمية مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله والعائلة الهاشمية الماجدة سائلين لجلالته الصحة والعافية والقوة وطول العمر .

كما نرفع نخب كافة الذين تبرعوا وساهموا ودعموا من أجل بناء هذه الكنيسة ونذكر الوكلاء وجميع من مد يد العون والمساعدة شاكرين إياكم على حضوركم احتفال التدشين الذي أقمناه اليوم وهو حدث تاريخي بإمتياز .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون