1

“طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن . نعم ، يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعون” (رؤيا يوحنا اللاهوتي 13:14)

تصحب أخوية القبر المقدس بأسرها وكافة رعية البطريركية المقدسية ، وخاصة في الأردن متأثرة تأثراً بالغاً إمّا شعورياً أو عقلياً رفات أخينا الدائم الذكر والمساهم معنا في الخدمة الإلهية رئيس أساقفة كيرياكوبولس السيد سلسفستروس .

الآن يسير أخونا الغالي ، جسد من جسد جسم المسيح ، جسم البطريركية المقدسية المتألمة، نحو الديار الأبدية ، لكي إذا ما واجه وسجد لسيد الجميع وربهم ، يتخذ القرار لترتيبه في مصاف الأبرار والقديسين . وفيما نشيع نحن الإناء الخزفي (كورنتوس الثانية 7:4) للجسد البشري للأخ سلفستروس إلى مسكنه الأرضي الأخير ، ملائكة الرب تصحب السيد رئيس الكهنة ، لتعينه في اللحظة الحرجة ، لحظة ما بعد الموت ، والتي بها تدان نفس جميع الراقدين مواجهة في المستوى الروحي كل ما فعلته في الحياة المواقته . لذلك إذ نأتي نحن إلى المراسيم النهائية نرغب في إظهار مشاعر المحبة بالمسيح الروحية والإحترام نحو المائت . كي نبرهن فعلياً الشهادة الحسنة التي نقلها سلفستروس بالنيابة عن الكنيسة وكل الذين عرفوه بتواضعه وحشمته .

إن السيد سلفستروس المعروف عالمياً بإسم سيمون جبرا الفار ، إبن بيروت المسيحية ، إذ إشترك حسناً بالتربية اللاهوتية في كلية البلمند وتعلم اللغة اليونانية في أثينا ، إنضم إلى أخوية القبر المقدس سنة 1988 ، وإذ أصبح كاهناً في السنة ذاتها ، إرتقى بسرعة إلى عرش رئاسة الكهنوت السامي ، كأسقف ليامنيا سنة 1993 . إن ظهوره المحتشم ، الذي جعله دائماً محبوباً ممن عرفوه لأول مرة ، قاده للإرتقاء إلى أن يصبح رئيس أساقفة كيرياكوبولس قبل عشر سنوات في صيف سنة 1996 . وبكل أسف نحرم الآن من رئيس أساقفة كيرياكوبولس الذي عندما كان في أوج إمكاناته إستطاع أن يقدم الكثير إلى الكنيسة المقدسية ، المفتقرة إلى مثل هؤلاء الرجال . لكن “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” إن ربنا وملكنا لا يمكن أن يقع عصفور على الأرض بدون إرادته (متى 29:10) ، أراد أن ينقل أخانا رئيس الكهنة إلى فردوس الراحة ، إلى القدس الأبدية ، أرض الميعاد الوحيدة ، طالما زاره بواسطة عذاب المرض الأليم . ولذلك ، أيها الإخوة الأحباء ، نستطيع جميعاً ونحن حزانى لفقدان المنتقل عنا أن نرى تطاول الفئات البشرية ، طالما لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم ، عارفين بفكر الآباء القديسين بأن المرض اللا إرادي يصبح عذاباً من أجل المسيح لمن يقاسي منه وعلى الرجاء نوجه أقوال الكنيسة إلى أخينا “مغبوطة الطريق ، التي تسلكها اليوم لأنه أعدّ لك مكان الراحة” .

ماذا سنقول أيضاً ؟ إذ نصمت بتميز ومحبة أخوية طيلة صلبه فإنه الآن ينتظر منا تقبلن رفاته بصمت أيضاً وبألم أن ندعو إليه بالقيامة المرغوبة والأبدية مع ملكوت الرب ، حيث سيمجد “المتطلعون إلى الصليب والتابعين له بإيمان” لأنه “يزرع جسماً نفسياً ، ويقوم جسماً روحياً” (كورنتوس الأولى 44:15) ، حيث لا وجع ولا غم ولا تنهد بل حياة أبدية ، “عندما يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم” (متى 43:13) .

ليكن ذكرك مؤبداً يا أخانا المطوب والدائم الذكر .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون