1

برحمته تعالى بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن

إلى كافة أبناء كنيسة الروم الأرثوذكس نعمة ورحمة وسلاماً من قبر المسيح القائم من بين الأموات وقابل الحياة
قال لهن لا تندهشنَ أنتنَ تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام. ليس هو ههنا. هو ذا الموضع الذي وضعوه فيه. ( مرقس 16/6).

باكراً جداً ، قبل بزوغ شمس احد السبوت وفي أيام الزعيم بيلاطس البنطي، أتت نساء حاملات طيباً إلى هذا القبر الذي نقيم عليه اليوم الخدمة الإلهية القيامية كي يدهن بالطيب يسوع الناصري المصلوب الموضوع فيه، فرأين مشهداً عجيباً وسمعن صوتاً غريباً ولكنه حقيقي.

رأين باب القبر قد دحرج وملاكاً لابساً حلة بيضاء جالساً على الحجر يخاطبهن قائلاً: ” لا تندهشن. انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام . ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه( مرقس 16، -7) ” قلن لتلاميذه انه قد قام من الأموات ( متى 7،28).

حقاً إن هؤلاء النساء حاملات الطيب اللواتي مزجن الطيوب سابقاً بالدموع. سمعن بشرى فرح وأصبحن مبشرات لسر المحبة الذي لا يوصف ومحبة الله للبشر وقوته، اعني سر قيامة ابنه الوحيد الذي اتخذ جسداً من الروح القدس ومريم العذراء، وصبر بجسده هذا على موت الصليب في الرمس الجديد هذا وقام من بين الأموات.
نزل ابن الله الوحيد بواسطة الصليب إلى الجحيم بقوة أبيه وبقوته الإلهية وانتصر على الموت وداس على القوات المضادة ولم ير جسده الطاهر فساداً في القبر، بل قام من بين الأموات بجسده وأقام معه ادم. لقد اقامنا معه، وجددنا ومجدنا ورفعنا وأعادنا الى الجمال الأول القديم.
بهذه القوة التي أشعلها الإله المتأنس المصلوب والقائم من بين الأموات ربنا يسوع المسيح في طبيعتنا البشرية، أصبح الإنسان منذ ذلك الحين مرهبا للشيطان والموت ويعيش منذ ذلك الدهر حياة قيامية، حياة الثمانية أيام، وحياة يدوس فيها على الأفاعي والعقارب، ويتحمل الموت بواسطة العذابات ، يصلب مع المصلوب لأجله وصبر على كل شيء بفرح وسرور، يستسلم للموت دائماً كي يربح الحياة الأبدية، لكي يعيش في يسوع المسيح القائم من بين الأموات.
تعيش هذه الحياة القيامة قبل قيامة الأموات. إنها حياة أعضاء الكنيسة التي أسسها الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على الصليب بدمه الكريم. إنها الحياة المنتصرة بالخير على الشر، الصانعة الخير والمحسنة كرئيسها، وتعيش السلام في ذاتها وتنشره بلا إكراه وبغزارة.
تعلن الكنيسة هذه الحياة إلى العالم. تدعوه إليها للاشتراك والتخلص من الآلام العابرة في الإنسانية، بسبب خطايا وآثام وطرق حياة مضللة.
وبصفتنا خلفاء متواضعين للشهود الأولين المشاهدين بأم أعينهم والسامعين للكلمة، وحراساً لهذا القبر الثري مع الكوفوكليون القائم عليه “ملك الأرثوذكسيين الروميين المكرس للمسيح”، نعلن للقريبين والبعدين من رعيتنا المؤتمنين عليها، والزوار محبي الله من أقاصي الأرض الحياة والقوة والفرح والسرور والتأكيد والرجاء والبناء الروحي، حياة أبدية خلاصية.

ولتشمل الجميع ادعيتنا الأبوية وبركاتنا البطريركية

الداعي لكم بكل خير

ثيوفيلوس الثالث

بطريرك المدينة المقدسة

القدس الشريف عيد الفصح المجيد 2009