1

قرار بطريركي ومجمعي لإدراج احد أعضاء أخوية القبر المقدس الشهيد الجديد القديس فيلومينوس

قرار بطريركي ومجمعي لبطريركية الروم الأرثوذكس في أورشليم لإدراج احد أعضاء أخوية القبر المقدس الشهيد الجديد القديس فيلومينوس

رئيس بئر يعقوب في سنكسار قديسي

الكنيسة الأرثوذكسية

جلسة 50 الموافق 11/9/2009

إن كنيسة المسيح الأرثوذكسية في القدس ، مؤسسة على دم ربنا يسوع المسيح الإلهي الذي سال على الجلجلة الرهيبة من اجل مغفرة الجنس البشري وخلاصه، فقد أثمرت في أحضانها شهداء سكبوا دمهم كتقدمة وردّ جميل ومحبة للمصلوب لأجلهم والقائم من بين الأموات إرادياً.

لقد صدف أن يكون أول الشهداء رئيس الشمامسة استفانوس، الذي مات مُقلداً المخلص مصلياً من اجل راجميه بالحجارة ( أعمال الرسل 60:7). وتبعه القديس يعقوب بن زبدي شفيق الإنجيلي البشير يوحنا الذي ” قتله الملك هيرودس بالسيف”( أعمال الرسل 2:12). وبعده ألقي بالقديس يعقوب أخي الرب أول رؤساء كهنة كنيسة القدس من قبل ناكري الرب عن جناح هيكل سليمان ومات، مصلياً من أجل مضطهديه. وسار على أثاره هذه قريبه وخليفته على العرش سيمون أسقف القدس، الذي عُذب في ترايانو في بيلا ( مدينة الفحل ) الواقعة شرقي نهر الأردن حيث ُصلب وهو في المائة وعشرين من عمره.

تفتخر وتتباهى الفترة الرسولية لكنيسة القدس بهؤلاء الماسات الأربع الروحية اللامعة. ولكنه تفتخر أيضا فيما بعد الرسل وفي عهد اضطهاد ذيوكلتيانوس القاسي بقطع رأس الشهيد بروكوبيرس من القدس، والمستشهدين في غزة، وتيموتاوس وأغابيوس وتقلا، ومؤسس المكتبة في القيصرية بامفيلوس الذي ُقطع رأسه، والمقطوعي الرؤوس برومن وايليا في عسقلان، وبولس في يامنيا، وآخرين كثيرين حقاً عُذبوا بلا رحمة وماتوا مستشهدين في سائر مدن الأرض المقدسة تقريباً الذين، ” يضيق بنا الوقت عن ذكرهم ( عبرانيين 33،11).

ينتمي إلى جوقة شهداء القرون الأولى لحياة الكنيسة أولئك الذين رفضوا إنكار المسيح وأيضا أولئك الذين اضطهدوا في القرون اللاحقة لأجل المسيح والحقيقة وكمال إيماننا الأرثوذكسي مثل مثلث الرحمات بطريرك القدس زخريا الذي سيق أسيرا إلى بلاد فارس مع الصليب المكرم، والآباء الذين ذُبحوا من الفارسيين في دير القديس سابا المتقدس.

ويُصنف في هذه المجموعة أيضا المنتمون لأخوية القبر المقدس الذين ناضلوا وضحوا بأنفسهم من اجل المزارات المقدسة التي هي شهادة ملموسة وبرهان على مسكن مخلصنا يسوع المسيح على الأرض مثل المشهور في الفضيلة والقداسة بطريرك القدس ليونديوس.

ويُصادف أن احدهم قد عاش في أيامنا ألا وهو الارشمندريت فيلومينوس رئيس دير بئر يعقوب أحد أعضاء أخوية القبر المقدس.

وصل هذا إلى القدس من قريته المدعوة اوروندة في جزيرة قبرص مُولّدة القديسين وهو في ريعان شبابه حاملاً في ذاته تربية ونُصح الرب تلقاها من والدين ورعين كثيري الأولاد من تجربته النسكية في دير ستافروفونيون. وعندما كان يدرس في مدرسة البطريركية كان مميزاً باجتهاده وأخلاقه العالية. وإذ تخرج منها ، لبس الاسكيم الرهباني منضماً إلى طغمة المتوحدين الهامين ، حراس قبر ربنا يسوع المسيح بالقدس. وبصفته متوحداً كان بغار من طرق آباء الكنيسة القديسين المتوشحين بالله، اعني كان دقيقاً في المواظبة عل الصلوات على انفراد وعلى المراسيم في الكنيسة، والعفة والصوم والفقر. وإذ دُعي إلى رتبة الكهنوت من قبل ام الكنائس اقتبل ذلك وظهر نفسه مدبراً اميناً لأسرار المسيح في مختلف الخدمات المزارية والرعوية الموكلة إليه كرئيس لدير الرسل القديسين في طبريا ورئيس لدير رؤساء الملائكة ميخائيل في يافا ورئيس لدير رؤساء الملائكة بالقدس ومديراً للمدرسة الداخلية لبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس ورئيس لدير القديس ثيوذوسيوس رئيس الرهبان ودير النبي ايليا والمسؤول عن التبيكون في كنيسة القديسين قسطنطين وهلانة الديرية، ورئيس لدير تجلي المخلص في رام الله وأخيرا رئيساً لدير يعقوب في نابلس السامرية.

قام بخدمة ” ينبوع يعقوب ” ( يوحنا 6:4 ) ” بروح وحقيقة ” ( يوحنا 23:4 )، مسترشداً هنا بأمر الرب القائل: ” روخٌ هو الله ويجب على الساجدين أن يسجدوا بالروح والحقيقة ( يوحنا 24:4 ) مهدداً من زائر متعصب دينياً كان يظهر أحيانا، كي يهجر المزار ولكنه لم يخضع مطلقاً.

ففيما كان يقوم بخدمة صلاة العصر المعتادة ويتواجد في كنيسة البئر في عصر السادس عشر شرقي الموافق التاسع والعشرين غربي من شهر تشرين الثاني من السنة الميلادية 1979،اقتبل هجوماً عنيفاً وغادراً من الرجل الظالم الذي كان يهدده وذلك بسبب كراهية الشيطان للخير. هذا الرجل فتح شقاً عميقاً في جبهته ببلطة وقطع أصابع يده اليمنى. وإذ هرب القى قنبلة يدوية وقضى عليه.

وقد تركت جراح القنبلة اليدوية كشوطاً ، كما تركت دماءه آثارا وبقعاً منظورة حتى اليوم على جدران كنيسة البئر لذكرى أبدية لاستشهاده، مُكللّة حياته البارة. فكما كانت حياته كان موته اعتراف إيمان، واعتراف دم في المكان الذي عليه قالت السامرية للرب: ” اعلم أن مسيّا الذي يقال له المسيح يأتي”( يوحنا 25:4 ) ، فأظهر ذاته قائلاً لها بوضوح : ” أنا الذي أكلمك هو” ( يوحنا 26:4 ). لقد أصبح هذا باستشهاده شهيداً زميلاً لفوتيني السامرية وأبنائها وأخوانها. لذلك كُرٍست له كنيسة صغيرة على اسمه نُقل إليها رفاته الطاهرة حيث يستريح كَينبوع قوة وشفاء للساجدين إليه بإيمان وورع جنوبي الكنيسة المركزية لفوتيني. وأصبح زميلاً في الشهادة للقديس يوستينوس الشهيد الفيلسوف المتحدر من هذه المدينة وكُرّم بكنيسة صغيرة على شمالي الكنيسة المركزية.

فهذا بعد موته الاستشهادي وبعلامات صادرة من الله للناس أُصبح مقبولاً كشهيد وبار في معظم ضمائر أعضاء الكنيسة الكرام، نرتبه اليوم رسمياً بعد تمامه مدة ثلاثين عاما من يوم استشهاده طبقاً لقرار مجمعنا المقدس الخمسين الذي عقد في 11/9/2009 في صفحات سنكسارها كي يُحتفى به كشهيد جديد في يوم استشهاده هذا أي السادس عشر من شهر تشرين الثاني الموافق 29 تشرين الثاني غربي كل عام، فائدة للنفوس ومجداً لألهنا المثلث الاقانيم.

نعلن اليوم هذا الحدث في الكنيسة إلى كل ملء كنيستنا أم الكنائس والكنائس الأرثوذكسية الشقيقة في العالم وذلك للاحتفال دائماً منذ الآن فصاعداً بذكرى الشهيد الجديد فيلومينوس، الذي سنجد بشفاعاته نعمة ورحمة كي نرسل مجداً وتسبيحاً بفمٍ واحدٍ لإلهنا الثلاثي الاقانيم الممجد في قدسيه.

في مدينة القدس:-29 /11/2009

ثيوفيلوس الثالث

بطريرك المدينة المقدسة

متروبوليت قيصرية السيد باسيليوس

مترويوليت عكا السيد بلاذيوس

متروبوليت كابيتوليا السيد ايسيخيوس

متروبوليت اليفثيروبولس السيد خريستوذولس الترجمان الكبير

متروبوليت فيلادلفيا السيد فنذيكتوس

رئيس اساقفة أبيلا السيد ذوروثيوس

رئيس اساقفة جبل ثابور السيد مثوذيوس

الارشمندريت كيلاذيون الكماراسيس

الارشمندريت ايوستنوس

الارشمندريت ثيوذريتوس

الارشمندريت ايلاريون

الارشمندريت تيموتاوس

الارشمندريت افذوكيموس

الارشمندريت ديمتريوس كاتب المجمع المقدس

رئيس اساقفة قسطنطيني السيد اريسترخوس السكرتير العام