1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس يعقوب أخي الرب

“طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة. لأنه اذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب الإله للذين يحبونه” (يعقوب 12:1)
أيها الإخوة الأحباء والزوار الحسني العبادة:
حقا طوبى لمن تزكى واستحق إكليل حياة مخلصنا يسوع المسيح. هذه الطوبى التي إبانها القديس الذي نحتفل بتذكاره اليوم. القديس يعقوب أخي الرب. في هذا الهيكل الذي يحمل اسمه. وهو أول أسقف لمدينة أورشليم. أم الكنائس قاطبة.
ان محبه القديس يعقوب نحو الرب الإله كانت عظيمة وكبيرة لأعلى درجة ممكنة, إذ كان يصلي باستمرار جاثيا على ركبتيه (كان كثير السجود لله, طالبا منه ومتوسلا إليه من اجل خطايا وجهالات الشعب). (ومن ناحية أخرى فقد كان القديس يعقوب يدعى الصديق لأنه كان عادلا ومنصفا ونزيها). هذا ما يخبرنا به أب التاريخ الكنسي افسافيوس أسقف قيسارية.
ان محبة القديس يعقوب الجياشة نحو الله, والتي عبر عنها من خلال حياته المليئة بالعدل والأنصاف والنزاهة, فقد ختم بموته الاستشهادي من اجل المسيح شمس العدل الحي.
وحسب شهادة ايجيسيوس التاريخي : ان الرسول يعقوب وقبل حصار أورشليم بقليل من قبل الجيش الروماني حوالي سنة 62 ميلادي. تم انتقاله الى الاخدار السماوية, بعد عملية الاعتداء الغاشم عليه, إذ تم إلقائه من على جناح الهيكل أرضا, ثم ضربه بخشبه كبيرة على رأسه, وتم ذلك في عيد الفصح اليهودي… وقد حدث هذا الأمر عندما طلب منه أمام الشعب أن يأتي بشهادته عن يسوع المسيح. أما هو فقد جاهر بإيمانه بجراه وثبات أن يسوع المسيح هو ابن الإنسان الجالس عن يمين مجد الأب.
ان قاتلي الصديق يعقوب كانوا يتساءلون: ما هو الباب (الطريق) ليسوع؟؟. اما هو فاجاب بصوت جهوري, لماذا تسالونني عن ابن الانسان, وهو يجلس في السماء عن يمين المجد العظيم, وهو سياتي من على سحاب السماء… أما هم فتمموا قول الكتاب “لنربط الصديق لأنه غير كفء لنا” ( اشعيا 10:3).
هذه هي الشهادة الصحيحة والعادلة لابن الانسان أي ربنا يسوع المسيح الذي يجلس في السماء عن يمين قوة مجد الاب, وهو المزمع في المجيء الثاني, أي في الدينونة الاخيرة ان يدين الاحياء والاموات, لهذه الشهادة تشهد كنيستنا الالهية المقدسة, وخاصة كنيسة اورشليم من خلال وبواسطة طغمات القبر المقدس وجمهور المؤمنين الحسني العبادة, فهذه الكنيسة الاصلية المؤتمنة على هذه الوديعة المقدسة, تسير بخطى ثابتة. لانها اتخذت لها نبرسا يضي لها معارج القداسة الا وهو القديس يعقوب اول اسقف وراعي ومدبر لهذه الكنيسة المدعوة ام الكنائس كافة “لقد صرت اخا وخليفة للمسيح رئيس الرعاة وشهيرا بين الرسل يا يعقوب المجيد, ثم احببت الموت من اجله, ولم تستنكف عن الاستشهاد في سبيله”.
استشهاد القديس يعقوب أيها الإخوة الأحباء, هو استشهاد المحبة والعدل لذبيحة الصليب الفدائية والكفارية المقدسة للمسيح يسوع, هذا هو الاستشهاد, نعيده ثانية, كتضحية صلب المسيح, فالرسول يعقوب معلم وخليفة المسيح, لا يخجل أبدا من عار الصليب, لا بل اعتبر استشهاده تكملة وتتمة لذبيحة الصليب الفدائية للمسيح يسوع.
استشهاد القديس يعقوب كأول راع, وخليفة, وصديق, ومدبر أمين خدم الأسرار الإلهية, هذا هو حقا الطريق والمنهج الصحيح والثابت. وبكلام أخر, إن حجر (المسيح) الذي رفضه البناءون أصبح رأسا للزاوية, هكذا تمت هذه الآية على القديس يعقوب أيضا, فالذي أدين كأنه غير أهل, وغير مستحق, أصبح فيما بعد المؤتمن على الخلافة, وعلى خدمة التعاليم الرسولية الصحيحة والقويمة, والمسكن الحقيقي أي الكنيسة التي نصبها الرب لا إنسان. (حسب قول بولس العظيم: عبرانيين 2:8).
نحن الذين أصبحنا بالعماد اكليروسا وشعبا, وارثون, وشركاء معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ( 2 كورنثوس 6:4 ). مدعون – في محاولة كل واحد منا – تقديم نفوسنا لله: مجربون وعاملون كل شيء كاملي. هذا يعني ان أعمالنا, يجب ألا تعيبنا, بل تكون مثمره وجيده, ونعملها بطريقة صحيحة مفسرين كلمة الحق باستقامة (هذا ما يأمر به القديس بولس الحكيم تلميذة تيموثاوس) (2 تيمو 15:2).
الرسول يعقوب يقول: “عالمين إن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا” (يعقوب 3:1).
بكلام آخر: انتم ستفرحون عندما تصادفون الأحزان والتجارب, فالذين يملكون المعرفة, عندما يختبر إيمانكم بالضيقات المختلفة تتولد عندهم خاصية تدعى الصبر.
هذا الصبر يصبح احدى ملكات الشخصية. لما فيه من زيادة في قوة الارادة والاحتمال.
واخيرا ايها الاخوة نتضرع ونطلب من اول الجالسين على كرسي اورشليم, القديس, والصديق, ورسول المسيح.
ومع المرنمين نقول:
“هلموا يا حسني العبادة نمتدح كلنا اخا الرب بالاناشيد فرحين. ونغبطه عن صدق ايمان. فانه قام اول متبويء في المسيح لسدة كنيسة الاسقفية الالهية والمواهب وصنع العجائب. فلنهتفن نحوه قائلين يا كاروز المسيح يعقوب, بشفاعة والدة الاله الدائمه البتولية مريم, وشفاعة المسيح الاله نطلب غفران الزلات للمعيدين بلهفة لتذكارك المقدس. امين

وكل عام وانتم بخير