1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار القديس نيقولاوس العجائبي

يا انسان الله العبد الامين, وخادم الرب, رجل الغيرة, والاناء المختار, عمود الكنيسة وقاعدتها, وريث اللملكوت لا تصمت عن الهتاف للرب من اجلنا, (الذكصا على اللحن السادس – صلاة الغروب)
ايها الابناء المحبوبون بالرب الفادي يسوع المسيح
ايها المسيحيون الحسني العبادة
بهذا الكلام العسجدي يبسط امامنا مرنم الكنيسة, شخصية القديس نيقولاوس رئيس اساقفة ميراليكيا الصانع العجائب الذي نحتفل في هذا اليوم بتذكاره, حيث نعيد له باكرام ونحتفل به بابتهاج.
عاش قديسنا في فترة تملك مؤسس الرومية الامبراطور العظيم المعادل الرسل قسطنطين الملك, وقد كان احد الاباء ال 318 الذين تمت دعوتهم ليشتركوا في المجمع المسكوني الاول في مدينة نيقية سنة 325 م, والذي رقد بالرب سنة 330 م.
كان حبه للمسيح حبا عظيما, حتى دعي كدنيال اخر رجل الغيرة المقدسة, رجل العزيز على الله ومحبوب, كذلك اعتبر كبولس اخر اناءا مختارا, وشبه بتلميذ الرسول العظيم ليكون كتيموثوس اخر انسان الله, بكلام اخر فان القديس نيقولاوس تمثل بالمسيح نتيجة لايمانه الكامل التي فاحت شذاه فاصبح اناءا لنعمة الروح القدس. هذه النعمة المستقره في جسده المقدس, حيث رفاته مسجاة في مدينة باري الايطالية, والتي مازالت تفيض الاشفية حتى يومنا هذا اثر مفاعيل القوى الالهية الكامنة فيها.
ان القديس نيقولاوس ايها الاخوة الاحباء وهو في عداد قديسي الكنيسة جمعاء رجالا ونساءا الذين يعتبرون الكنيسة المنتصرة, ومعنا نحن ايضا حاملي ختم موهبة الروح القدس من خلال المعمودية المقدسة الذين يشكلون الكنيسة المجاهدة, بحسب القديس يوحنا الذهبي الفم, لذلك هنالك الكنيسة السماوية والكنيسه الارضية.
سر الكنيسة هذا يبقى غير مفهوم وغير مدرك لدى العديد من الناس, حتى الذين يدعون بالمسيحين, كذلك فان سر عيد الميلاد المجيد يبقى هو ايضا غير مفهوم للكثيرين منا, ويعود السبب في ذلك الى الحالة المتردية الثي وصلنا اليها, لان هذا يحدث نتيجة للايمان الفاتر نحو المسيح الاله, كما يذكر ذلك رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي : “هكذا لانك فاتر ولست باردا او حارا انا مزمع ان اتقياك من فمي” (رؤيا 16:3) , وحسب القديس يعقوب اخي الرب اول اسقف لمدينة اورشليم. “لانه كما ان الهسد بدون روح ميت هكذا الايمان ايضا بدون اعمال ميت” (يعقوب 26:2).
القديس نيقولاوس ايها الاخوة الحباء, وكما يذكر المرنم : يعتبر عمودا وقاعدة للكنيسة, وفعلا هو وارث لملكوت الله, هكدا لان اسقف مدينة ميرا في مقاطعة ليكيا كان عبدا امينا وخادما لكرمة الرب (أي الكنيسة) قولا وفعلا.
لماذا القديس غرغوريوس اللاهوتي بكل الحق والواجب ان يتم تعييدا حسب المشيئه الالهية, وليس حسب المشيئة الدنيوية, ليس بحسب الطريق العالمية, بينما بطريقة ما فوق العالمية, بينما بطريقة ما فوق العالمية, ليس بطريقة عليلة مريضة, لا بل بطريقة مواكبة للعلاج والشفاء. “يا تيموثاوس احفظ الوديعة معرضا عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم, الذي اذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الايمان” (1 تيمو 21:20).
فعلا ايها الاخوة الاحباء كثيرون من المسيحين زاغوا من جهة الايمان, كونهم وضعوا انفسهم فوق الكنيسة, وبدل ان يكونوا محامين عن سر التقوى والايمان والورع, اضحوا محامين لطرق الالحاد والجحود والنكران. لذلك اتخذوا لهم موقعا مغايرا خارج الكنيسة. وبكلام اخر لقد تمسكوا بمشورة هذا العالم. “نعلم اننا نحن من الله والعالم كله قد وضع في الشرير” (رسالة يوحنا الاولى 19:5)
في عيدنا المزدوج, نقول عيد مزدوج لاننا نعيد تذكار القديس نيقولاوس العجائبي من ناحية, ومن ناحية اخرى نعيد لتقدمة عيد الميلاد البهج, بهذا النهج الروحي يستبان لنا ان كنيسة المسيح المقدسة, وخاصة الكنيسة الاورشليمية هي ليست من هذا العالم, اي لا تتفاعل ومفاهيم العالم (المامون) المادية, لكنها امينة في رسالتها فهي تهتم بما يهتم بامور تتعلق بهيرودوس, لا بل في امور تتعلق بالمسيح فقط.
الانسان الاله, رجل الغيرة, والناء المختار, وفي النهاية دستورا للايمان اي القديس نيقولاوس هو ليس بما يدعونه ب سانتاكلاوس الذي يحتل مكانا وحيزا في الاسواق التجارية في هذه العولمه, لكن القديس نيقولاوس هو الشاهد الحي والصادق لرجاء السيد, وشمس العدل اي ابن الله الاب ربنا يسوع المسيح الذي ولد في مغارة بيت لحم من دماء العذراء مريم في زمن الامبراطور اغسطس قيصر, وكما يعلن بولس الحكيم: ” فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ايضا ننتظر مخلصنا هو الرب يسوع المسيح” (فيلبي 20:3).
لقد طفت بفكرك حول جمال الامور التي لا تعاين ايها القديس الفائق الشرف. فادركت به ذلك المجد الرهيب. مجد القديسين. ومن ثم اخبرتنا باقوالك السمارية عن تلك المناظر الحية على الدوام.
لذلك ايها الاخوه الاحباء بالمسيح نحن مدعوون لان نهيئ انفسنا بالطهارة والتقاوه, فنسلك مسلكا كنائسيا, تاركين لغير رجعة المسلك العالمي, لنستطيع بشوق وغيرة مقدسة ان نستقبل ملاك السلام, رسول رايك العظيم. ومخلص نفوسنا ربنا يسوع المسيح الذي له المجد الى الابد امين.
وكل عام وانتم بخير