1

رسالة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة سنة 2010

“ولنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرئاسة على كتفه”
(اسقيا 6:9)
تعيد كنيسة المسيح الأرثوذكسية اليوم في أنحاء المعمورة سرا شهيرا وعجيبا تحتفي بحدث يفوق العقل البشري وكل قوة. وتعلن بحدث ارتضاء الله نحو الإنسان, وتعايش أيضا الحقيقة بان الله من محبته جبل الإنسان ولم يدعه مارقا وسائرا في طرق الضلال والخداع والفساد الذي لا مخرج منه.
إن الله الأب إذ عمل بمحبته القصوى للبشر, أرسل في أخر الأزمان, وفي عهد الإمبراطور القيصر اوكتافيانوس اوغسطوس, ابنه الوحيد إلى العالم, “كي يخلص العالم” (يوحنا 47:12) ان ابن الله الكلمة ” صار جسدا وحل فينا” (يوحنا 14:1), “صار شبه إنسان إذ وجد في الهيئة كانسان” (فيليبي 7:2). بشر بهذا السر في الناصرة من قبل رئيس الملائكة جبرائيل إلى الابنة العذراء, طبقا لأقوال النبي اشعيا “هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا”(متى 14:2).
إن هذه البشرى التي حصلت سرا في الناصرة, ظهرت علنا للناس بوضوح في مدينة بيت لحم في هذه المغارة القابلة الإله. وضع المسيح من قبل العذراء في مذود البهائم وقمطته (لوقا 2 7:6) , واليها جاء مجوس المشرق يرشدهم نجم وقدموا هداياهم للملك المولود (متى 12:2) واليها جاء الرعاة والساهرون من بلدة الرعاة المجاورة وراوا طفلا مقمطا في مذود (لوقا 1 13:12). وفي سموات هذه المدينة أعلن الملائكة ميلاد رئيس السلام قائلين: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة,” (لوقا 2:14).
كرم حدث تأنس المسيح ومكان ظهورة هذا بطاركة كنيسة القدس الدائمو الذكر والأباطرة الروم الورعون, كقسطنطين الكبير والقديسة هيلانه وعمانوئيل كومنينوس , وبواسطة هذه الباسيليكا العظيمة فخر الأرض المقدسة ومدينة بيت لحم.
لقد أقامت كنيسة القدس في هذه الكنيسة وجميع أماكن صلاحياتها الكنيسة على مر العصور عمل مؤسسها التقديسي والفدائي والسلامي والتسامحي, أتمت ذلك كارزة بالتانس, “اعني عابده للمسيح, ” ليس كانسان متوشح بالله بل الها متجسدا” بحسب اقوال كيرللس بطريرك الإسكندرية وغريغوريوس بالاماس رئيس أساقفة تسلونيكي.
نكرز نحن اليوم بالقول ألخلاصي بان “الله تأنس كي نتأله” بحسب اثناسيوس الكبير وإباءنا اللاحقين وإذ نتبع أباء الكنيسة نكرز بارتضاء الله وقبوله للإنسان وبنوته. نكرز بفقر الله وإخلائه لذاته وغنى الإنسان وملئه. وبالسلام الذي يفوق كل عقل بشري بعيدا أو قريبا. وتعلم العدل للقاطنين على الأرض. واحترام حرية كل شخص بشري بصفته صورة الله والحدود الجغرافية لكل شعب. “كما عين الله حدود مسكنهم” (أعمال الرسل 26:17).
ومن أحضان أم الكنائس ومن هذه المغارة قابلة الإله نبارك بطريركيا وأبويا أعضاء رعيتنا الأرثوذكسية , وخاصة الذين يقطنون في أردننا الحبيب بسلام وحرية دينية ورغد عيش في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك عبد الله ابن الحسين المعظم, وحكومته الديمقراطية متمنين له سنين عديدة سلامية ومباركة. أمين
عن المدينة المقدسة بيت لحم
أعياد الميلاد سنة 2010

الداعي لكم بالرب الفادي يسوع المسيح
ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة