1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة

“يا كلمة الأب الكائن قبل كل الدهور في صورة الله, يا من أقام الخليقة من العدم إلى الوجود, وجعل الأوقات والأزمنة بسلطانه الخاص. بارك عمل يديك” (الاينوس – 1).
أيها الأخوة الأحباء بالمسيح يسوع
ان بداية السنة الجديدة حسب تفكير كنيستنا تتخذ وتنال معنى احتفاليا وخلاصيا, لان السر الخفي منذ الدهور للتدبير الإلهي, ظهر لنا بكلمة الأب الذي قبل الدهور, بالمسيح إلهنا ومخلصنا الذي أقام الخليقة من العدم إلى الوجود, وجعل الأوقات والأزمنة بسلطانه. “الوقت, حسب القديس باسيليوس الكبير هو: الفترة التي تمتد في تقويم العالم”. هذه الفترة تتميز بالدورة السنوية المتكررة للوقت الجاري. أي الوقت الفاسد, الخاضع لعبودية الفاسد, فهذه الفترة ومعها الخليقة ستحرر من خلال ربنا يسوع المسيح الذي آتى إلى العالم.
إن مصير الخليقة يكشفه لنا بولس الإلهي : “لان الخليقة نفسها أيضا ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أبناء الله ” (رومية 21:8).
هذا الحدث يعني الحرية من عبودية الفساد. الوقت المحدود إلى حرية المجد. أي الملكوت الأبدي لأبناء الله. الذي جمعنا اليوم لنحتفل بإشراق السنة الجديدة, وكذلك بتذكار القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة السنة الجديدة , وكذلك بتذكار القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة كباذوكية احد أباء كنيستنا العظام, وفي هذا الاحتفال التقليدي يتم قطع الكعكة (باسيلوبيتا) التي تحمل اسمه الكريم.
عيد نهاية السنة السابقة والدخول في السنة الجديدة التي ابتدأت من خلال كنيستنا المقدسة المتاسسة على الكلام النبوي. وخاصة في كلام اشعياء النبي ذي البوق الصارخ العظيم, حيث يتعلق الكلام بالكرازة الخلاصية لربنا يسوع المسيح كلمة الله, الذي تأنس لأجلنا, حيث مسح من الله الأب “ورح السيد الرب علي لان الرب مسحتي لأبشر المساكين, أرسلني لاعصب منكسري القلب, لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب” (اشعيا 2-1:61)
بالكرازة : “السنة الجديدة المقبولة للرب, نحن نحض من كنيسة المسيح ليتسنى لنا ان نفكر بجدية نحو الهدف المنشود لدعوة المسيح المرسلة لنا “لأجل جعاله دعوه الله العليا في المسيح يسوع”.
لهذا الهدف أيها الإخوة الأحباء نحن مدعوون لان نصبح من ناحية كارزين ومبشرين بكلمة الله, ومن ناحية اخرى نتبع ونقتدي بإرشادات القديس باسيليوس الكبير, الذي أضحى كارزا لكلمة الله, إذ أصبح متمثلا بالرسول الإلهي بولس. فالرسول بولس بأمرنا. “أيها الإخوة أنا لست احسب نفسي إني قد أدركت (أي أنا لم أفكر بأنني أجبت وبشكل كامل عن فحوى رسالتي هذه). ولكني افعل شيئا واحدا إذ أنا أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الفرض لأجل جعله دعوة الله العليا في المسيح يسوع” (فيليبي 2:12 – 14).
بالإضافة لهذا نطلب نعمة ورحمة ربنا وبارى الخليقة. ومع مرنم الكنيسة نقول : “يا من خلق كل البرايا بحكمة لا تفسر. ووضع الأزمنة بسلطانه الخاص. هب الغالبات لشعبك المحب المسيح, ولأخوية القبر المقدس العريقة بأصالتها ضد قوى الشيطان, وهب السلام للعالم ولمنطقتنا التي تنوء بالتجارب الكثيرة, وبارك مدخل السنة ومخرجها مسددا أعمالنا على ما يوافق مشيئتك الإلهية, آمين”

سنة جديدة ومباركة
وكل عام وانتم بخير