1

مقابلة صحفية مع غبطة البطريرك في جريدة “يلفثيروس تيبوس” اليونانية أي “الصحافة الحرة”

مقتطفات من مقابلة غبطة بطريرك أورشليم ثيوفيلوس الثالث مع لفاليا نيكولاس لصالح جريدة اليفثيروس تيبوس اليونانية في وديسمبر 2010.

– سيادة البطريرك، لقد مضى 5 أعوام منذ تسلمك عرش البطريرك. ما هو حسب رأيك أفضل عمل أنجزته ؟
“في هذه السنوات تم إعادة المسار الطبيعي التي كانت ويجب أن تسير به بطريركية القدس. كما أن البطريركُية قد استعادت اسمها وشهرتها الكبيرة بالإضافة إلى أن بطريركية الروم الأرثوذكسية تلعب اليوم دورا حاسما ومهما ليس فقط في الشؤون الدينية، ولكن أيضا على المستوى السياسي، وذلك لأنها مرتبطة بشكل متين في الوضع السياسي والعام في القدس.
انها تلعب دورا هاما في نزع التعصب الديني من خلال مساهمتها وسعيها في الحوارات المختلفة التي تقام بين الأديان المختلفة.
والدليل على ذلك مشاركة بطريركية أورشليم في مجلس المؤسسات الدينية في الأراضي المقدسة ، الذي كان بمبادرة State department والذي تالف من الحاخامات ،أي القيادة الدينية اليهودية في إسرائيل والذين يمثلون الحكومة، القيادة الدينية للسلطة الفلسطينية ورؤساء الكنائس “.

– في هذه الفترة قد واجهتم مشاكل عديدة، ما هي؟
“بالتأكيد كانت الصعوبات التي واجهناها في أخطاء الماضي، ولكن بعون الله تمكنا من التغلب عليها ومعالجتها بالأسلوب والطريقة المناسبة…”

لقد واجهت البطريركية في الماضي مشاكل اقتصادية كبيرة جدا، هل تغلبتم على هذه المشاكل؟
“كان هناك الكثير من النواقص ، والديون الكبيرة ، التي لأسباب مختلفة وكثيرة ، لم تستجب البطريركية لالتزاماتها. الآن، بمساعدة الله، تم شغل العديد من الثغرات.المشكلة الاقتصادية هي مشكلة التي أشغلتنا في الماضي وما تزال تشغلنا، ولكن أريد أن اعتقد أننا في تصاعد دائم من اجل حل هذه المشكلة.اليوم، كل شيء يعمل بشفافية وبالجدية اللازمة. أيضا، من الجدير بالذكر بان البطريركية تملك العديد من الأراضي الواقعة في مواقع إستراتيجية مهمة من الناحية السياسية. أي أن البطريركية موجودة بين قوتين متناقضتين”.

اخبرنا عن علاقتكم مع حكومة إسرائيل، حكومة الأردن وحكومة فلسطين؟
“إن وعلاقاتنا ممتازة مع جميع الحكومات، وبالأخص مع إسرائيل والأردن، وأنا أعني ذلك.مع السلطة الفلسطينية، أيضا، علاقاتنا جيدة جدا، وتتحسن باستمرار ، على الرغم من أن أحيانا بسبب عدم التفهم وسوء في فهم الأمور من جهات وشخصيات معروفة والتي لها مصالح شخصية، مالية وإيديولوجية تتولد بعض المشاكل “.

– علاقتكم مع البطريرك المسكوني؟
“نحن لا نتحدث عن العلاقة مع البطريرك المسكوني، هنا نتكلم عن تطابق في جميع القضايا.”

– لقد مرت البطريركية في فترة سيئة للغاية بسبب الأحداث التي واجهتها مع ايرينيوس البطريرك المخلوع. ماذا يحدث مع
قضيته؟

“في قضية ايرينيوس لم نعد ننشغل…”

– الى أي حد تستطيع الديانات أن تشترك تحقيق السلام في المجتمعات العالمية؟
“إن الأديان تلعب دورا حيويا وهاما، إن المشكلة الدبلوماسية الدولية ومشاكل المواطنين تنبع من الحقيقة بأنهم لا يملكون بعمق أمور الديانة، يحاولون أن يتجاهلوا الدور الأساسي التي تلعبه الديانة على نطاق عالمي. أقول هذا من تجربة شخصية. هنا في منطقتنا، تبين أخيرا أن جذور المشاكل السياسية والصراع هو ديني بحت، لهذا السبب جميع الحكومات الأوروبية وغيرها تدعم اقتصاديا كل نوع مبادرة تتعلق في الحوار بين الأديان المختلفة. كل يوم،استقبل بعثات سياسية، دبلوماسية وكنسية من أوروبا وأمريكا. والذي هدفهم الاستماع إلى وجهات نظرنا حول قضية الشرق الأوسط وفلسطين والقدس. إنهم يدركون الآن أن الجهود الدبلوماسية والسياسية لم تستطيع ان تثمر دون مساعدة من القيادة الدينية، أو مساعدة الدين”.

كرئيس لكنيسة صهيون، والتي تحت رعايتك كنيسة ميلاد السيد المسيح. ما هي رسالتك التي تريد أن تبعثها من هذه الكنيسة المقدسة إلى المسيحيون؟
” ان يفتح الناس قلوبهم وان يقبلوا رسالة السلام والتفاؤل الذي هو المسيح.”

ما هو دور الكنيسة اليوم؟
“إن دور الكنيسة لا بديل له وهذا يتضح في الحقيقة أن الناس، في الدول التي فيها فقدت الكنيسة رسالتها الروحية، موجدون في حالة من الارتباك والإحباط مما يجعلهم يلجئون لديانات مختلفة التي تسبب لهم مشاكل إضافية بدلا من ان تجددهم وتقويهم روحيا.فيما يتعلق بالكنيسة الأرثوذكسية، فقد أثبتت أنها مازالت الملجئ الداعم بدون علاقة إلى نقاط ضعف الكوادر ورجال الدين في بعض الأحيان في الكنيسة الأرثوذكسية.”

– هل الأزمة العالمية هي أيضا أزمة قيم؟
“أزمة الأخلاق، لأن المسألة الاقتصادية ليست بداية كل شيء. بداية كل شيء هو ان يتخطى الانسان غروره…”

– نظرا للأزمة الاقتصادية، معظم الناس يشعرون بالإحباط والغضب. وهكذا هو ايضا الحال في عواطف ومشاعر الشباب الذين يصرحون خوفهم وخشيتهم على مستقبلهم. ما هي الرسالة التي سوف ترسلها إلى هؤلاء الناس؟
“الناس يشعرون بالإحباط. أرى هذا الشى لأننا نستقبل كل يوم الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم. هذا الشعور مرسوم بشكل واضح على وجوههم. وهو مبرر للخوف واليأس لأنهم يشعرون بالخيانة في كل مكان. رسالة التفاؤل هو بالضبط رسالة تدخل الله في التاريخ، أي عيد ميلاد. السيد المسيح الذي لم يخيب أمل ولا يمكن إن يخيب. المسيح هو ضوء المعرفة. شمس العدل. لكن تقبل هذه الرسالة تتعلق باستعداد الإنسان شاب أو مسن بان يبدأ وان يتعدى نفسه.”