1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة السجود لعود الصليب المقدس 27/3/2011

إن الكنيسة قد ظهرت الآن فردوسا آخر كالأول اذ حولت صليبا عودا حامل الحياة الذي بملامستنا إياه نساهم عدم الفساد” (سحرية الأحد الثالث من الصوم, الاوذية الخامسة – 4)
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح يسوع
إن السر الإلهي لإيماننا في المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات, يدرك في الكنيسة ومن خلالها, هذه الكنيسة جسد المسيح السري تظهر كفردوس ادم الجديد, وفيه صليبه الحامل الحياة.
إذا كان تجسد كلمة الله من العذراء مريم هو سر عظيم, فصلب المسيح وحسب القديس بولس فانه لليهود معثرة ولليونانيين جهالة. أما المؤمنين سواء كانوا يهودا, أم يونانيين الصليب هو قوة الله الذي يجدد ويقدس ثانية, وهو حكمه الله التي تنير كل المؤمنين به: “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. وأما للمدعوين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله” (1 كو 1:23).
لأنه وبتدقيق, الصليب هو الطاقة, والينبوع المعطي القوة الإلهية, لهذا السبب كنيستنا تقدم السجود له في نصف فترة الصيام الأربعيني المقدس, كما يقول المرنم : “ايها المسيح اليوم نستقبل نهار السجود بفرح لصليبك الحامل الحياة صانعين تزييح آلامك الكلية القدس التي صنعتها لخلاص العالم أيها المخلص بما انك قادر على كل شيئ”.
فعلا ان مخلصنا المسيح الإله, صنع الخلاص للعالم من خلال ألامه الطوعية, لأنه وحسب القديس يوحنا الدمشقي:
“إذا فان كل أعمال المسيح ومعجزاته عظيمة جدا والهبة وعجيبة, بيد أن أعجبها كلها صليبه الكريم. فلولاه لما بطل الموت أبدا, لا انحلت خطيئة أبينا الأول, ولا سبيت الجحيم, ولا تمت القيامة… لان كل شيء قد اصطلح بالصليب”.
بكلام أخر بموت مخلصنا يسوع المسيح على الصليب, بطل الموت الناتج عن الخطيئة مثلما يكرز القديس بولس : “عالمين أن المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضا, لا يسود عليه الموت بعد” (رومية 9:6 ).
نحن الذين اعتمدنا بالمسيح, فإننا قد لبسنا المسيح, كما يستفيض مجرى الذهب القديس يوحنا الدمشقي: “ولذا فان الرسول بولس يقول : “إن كل من اصطبغا منا في يسوع المسيح اصطبغ في قوته” و “نحن جمله من اعتمدنا في المسيح قد لبسنا المسيح” و “والمسيح قوة الله وحكمه الله”. فهوذا موت المسيح – أي صليبه – قد ألبسنا حكمة الله وقوته الاقنومية.
لان موت المسيح – الصليب – لبسناه مع حكمة الله وقوته الاقنومية , لهذا نسجد للصليب لنصبح شركاء في حكمته وقوته اللاهية.
في عيدنا الكريم في هذا اليوم يقول المرنم: “تم القول النبوي لأننا ها قد نسجد في الموضع الذي فيه وقفت قدماك يا رب وإذ ذقنا من عود الخلاص نلنا العتق من الأم الخطيئة بشفاعات والدة الإله يا محب البشر وحدك.
بقوة الصليب الكريم الإلهية أيها المسيح المخلص, أهلنا لان نكون مستحقين للاحتفال بعيد الفصح السري, حيث إن ادم الساقط عاد ودخل بواسطتك إلى الفردوس ثانية.