1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جاورجيوس الظافر 6-5-2011

“وأيها المسيح إن سر تدبيرك لعظيم هو لان حبقوق سبق منذ البدء بالوحي الإلهي فهتف نحوك صارخا: لقد خرجت لخلاص شعبك يا محب البشر” (الأوذية 4 الأحد الجديد).
أيها اللأخوه الأحباء بالمسيح يسوع
تحتفل كنيستنا المقدسة وتعيد بابتهاج, لهدا السر العظيم, سر التدبير الإلهي, الذي فيه يخلص المسيح شعبه. كما صرح وأعلنه لنا المرنم انفا.
إن الرسول توما احد ألاثني عشر لم يستطع إدراك هذا السر العظيم, لذلك نراه يطلب برهانا ملموسا, يمس من خلاله جنب المسيح الإلهي. ولكن بعد أن تجاوز هذه الخبرة, نراه يصرخ قائلا “ربي والهي”. (يوحنا 20:28).
بهذه الصرخة المدوية ينسب كلمة ربي للناسوت, وكلمة الهي للاهوت. أما السيد المسيح فيجيبه قائلا: “لأنك رأيتني يا توما أمنت. طوبى للدين امنوا ولم يروا” (يوحنا 20:29).
قيامة ربنا يسوع المسيح أيها الاخوه الأحباء: تعتبر السر العظيم والمتميز والمتناقض للتاريخ الإنساني, فانه هو الأساس الإيماني لإدراك وفهم أقوال الأنبياء. (حبقوق 13:3).
إن مضمون وفحوى سر التدبير الإلهي للمسيح يسوع, يتمحور حول: “محبة البشر, الخلاص والقيامة”, فان ربنا وإلهنا قد تجسد وتأنس متخطيا الآلام الطوعية, متكبدا موت الصليب, ظافرا بالقيامة المجيدة, بعد ألامه الخلاصية, هكذا يجدد المسيح الاله طبيعة البشر الفاسدة. حيث ضم تجسده من العذراء لبهائه غير الفاسد. “الرب قد ملك … هكذا يقول النبي دارد في مزموره : ملكوت الله الذي دشنه بقيامته المجيدة … ويضيف: والجمال لبس”
(مزمور 1:92).
إن المواهب غير المحدودة التي ضمنت جسده المتانس وحده الطبيعي, لم يقتصر به المسيح لنفسه فقط, لكنه ولأجل عظيم محبته ألصالحه غير المستقصاه أغدقه لجميع البشر بدون أي تفرقه أو تمييز. كما يفسر ذلك باجلى بيان القديس غريغوريوس اللاهوتي فيقول:
(ذلك الذي يمنح الغني يصير فقيرا, فقد اخذ علا نفسه فقر جسدي, لكي اخذ غنى الوهتيه. ذاك الذي هو ملئ يخلي نفسه, لأنه أخلى نفسه من مجده لفترة قصيرة. ليكون لي نصيب في ملئه. أي صلاح هذا؟! وأي سر يحيط بي ؟! اشتركت في الصورة ولكي يجعل الجسد عديم الموت).
بالنسبة لهذه الخبرة : يعني سر العبادة, او لنقل بشكل أوضح: سر موت وقيامة المسيح. هذا السر تجلى بشهادة القديس جاورجيوس الصادقة حيث اقتدى بالأم المسيح وقيامته. تماما كما يذكر مرنم الكنيسة:
لقد حرثت بذار الوصايا الألهيه معتنيا به. يا جاورجيوس الشهيد المجيد. وبددت غناك كله على الفقراء عن حسن عبادة. واقتنيت عوضا عنه مجد المسيح. فانك أقدمت على الجهادات والمشاق الطويلة عن ثقة. وشاركت المنزه عن التألم في آلامه وقيامته. فمساهمته في ملكه. لذا تبتهل من اجلنا.
الغيرة النقية الإلهية للقديس جوارجيوس أوصلته إلى تفهم سر التدبير الإلهي العظيم للمسيح, بكلام أخر: القديس جاورجيوس العظيم في الشهداء الذي ولد من أبوين كباذوكيين وفلسطينيين. علم من خلال إنجيل المسيح “بالنور العظيم” الذي “أشرق على الجالسون في ارض ظلال الموت” (اش 2:9). “النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان أتيا إلى العالم” (يو 9:1).
هذا بالتدقُيق ليس إلا نور “مجد الرب” الذي أشرق من قبر مخلصنا يسوع المسيح الثلاثي الأيام. هذا النور الذي يتخلله صليب المسيح القائم, لذا فالسيد المسيح يدعونا قائلا: “إن أراد احد إن يأتي ورائي فليحمل صليبه ويتبعني” (متى 24:16).
صليب مخلصنا يسوع المسيح هذا. حمله أيضا الشهيد العظيم جاورجيوس , الذي أصبح مشاركا حقيقيا لنور المسيح الإلهي غير المخلوق الذي ينير الكنيسة, ويضيء لجميع مؤمنيها.
أيها الأخوة الأحباء
نحن الذين في هذا اليوم نسجد لصليب المسيح, ونسبح ونمجد قيامته المقدسة. أيضا نكرم الشهيد العظيم جاورجيوس اجل إكرام ومع المرنم نقول:
لقد سلكت على ما يستلزمه اسمك يا جاورجيوس الجندي الباسل. فانك حملت صليب المسيح على منكبيك. وحرثت الأرض التي بارت بالضلالة الشيطانية, اوستاصلت منها أشواك عبادة الأوثان. وغرست فيها كرمة الإيمان الأرثوذكسي. فأصبحت فلاحا للثالوث القدوس بارا. تفيض الاشفيه لجميع المؤمنين المنبثين في منطقتنا هذه وفي سائر أرجاء المسكونة. فنطلب أليك ان تتشفع في خلاص نفوسنا مرسلا السلام العادل والشامل لإقليمنا وللعالم اجمع. امين.

المسيح قام