1

كلمة صاحب الغبطة بمناسبة تخريج طلاب مدرسة سان جورج رام الله لعام 2011

احتفلت مدرسة سانت جورج الثانوية للروم الارثوذكس في مدينة رام الله بتخريج الفوج السابع من طلابها وطالباتها،
وذلك بحفل بهيج اقيم في ساحة المدرسة بحضور جمع كبير من ذوي الطلبة والمدعوين.
وبدأ الحفل بدخول موكب الخريجين والخريجات تلاه السلام الوطني الفلسطيني والسلام الوطني اليوناني وقرأت الطالبة اوليفيا هاني آيات من الإنجيل المقدس، ثم القى نائب مدير المدرسة جلال محيسن كلمة تبعتها كلمة راعي الحفل القاها الناطق الاعلامي الرسمي باسم بطريركية القدس الايكونومس عيسى مصلح، ثم قرأ الطالب سيف الدين ابو سالم كلمة الخريجين باللغة العربية، والقت الطالبة جيانا الحاج ياسين قصيدة باللغة العربية، وقرأ الطالب ربيع عبد الهادي كلمة الخريجين باللغة الانجليزية، تلاها عرض الدبكة الشعبية قدمه طلبة الصفوف الـ 9و10و11 باشراف الفنان فؤاد فينو، ثم قرأ الطالب مروان زايد من الصف الـ7 كلمة باللغة اليونانية، ثم قدم طلبة الصفوف الـ5و6و7 اغنية باللغة اليونانية باشراف المعلمة استيلا مستكلم، ثم تم تكريم الطلبة الاوائل وتسليم الشهادات والجوائز، تلاه كلمة اولياء امور الخريجين قدمها خالد الاشقر.
وانتهى الحفل الذي تولت عرافته المعلمة فاديا الحلتة مسعود بالتقاط الصور الجماعية وخروج موكب الخريجين الذين بلغ الف مبروك
وكانت كلمه غبطه البطريرك كالتالي:
“أولا أود أن أعبر عن بهجتي الزاخرة وسروري العميق لمشاركتي إياكم حفل التخريج هذا ، الذي نكرم فيه جهود الطلبة بإتمام واجباتهم العلمية للحصول على شهادة الثانوية العامة رغم الظروف السياسية والاقتصادية السائدة والسيئة في وطننا الغالي فلسطين، والاغلاقات والحالة الناسجة الصعبة التي يعيشها طلابنا الأحباء. كما نقدر بإجلال واعتزاز عميقين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية للمدرسة على ما بذلوه من جهد كي يتمكن الطلبة الأعزاء من تخطي هذه المرحلة العلمية التي تؤهلهم لدخول عالم مختلف ومتنوع من حيث الخبرات المسؤوليات في سبيل التسلح بمزيد من العلم.

إن الإنسان أيها الإخوة يستحق أن يكون في وطنه وتحفظ له حقوقه في فرس التقدم وتصان له كرامته والسبيل لتحقيق ذلك هو التسلح بالإيمان بالله ومعرفة حقائق العصر واحتياجاته وتوظيف العلم وتقديره لخدمة الإنسان والإنسانية إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم والعلم هو قاطرة التنمية ونبراسها وبه يرتقى الإنسان أعلى المراتب وبه تستقيم حياته.
إن التقدم في مجال التعليم ليس بالأمر المستحيل فقد سبقنا من هم ليس أفضل منا لكنهم اهتموا إلى أهميته قبلنا وأعطوه الأولوية اللازمة، والتزمت الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني معا في دعمه ونتج عن ذلك تقدم وازدهار تلك الأمم. وفلسطين الأرض المقدسة الأرض المعذبة ليست ببعيدة عن ذلك الازدهار والتقدم العلمي فقد كان العرب تاريخياً محور لافت ولهم مساهمات بارزة في اكتساب المعرفة وبالتالي رفد المخزون المعرفي للبشرية جمعاء.
ولهذا فإن الجهود القائمة والتي ينبغي العمل على دعمها وتعزيزها هي أكثر فأكثر عبر تظافر جهود الأفراد والمنظمات والهيئات والجامعات والدول لإقامة مجتمع المعرفة في البلدان العربية ومنها فلسطين سوف تشكل استعادة لأهم المحطات في تاريخ الوطن العربي حيث كانت النهضة العلمية أحد أبرز معالم العالم العربي الحضرية التي لا يمكن فهمها منذ بدايتها دون الوقوف على البعد العلمي فيها حيث كان العلم يشكل عنصراً أساسياً في الثقافة العربية العامة وفي وعي الناس.

إننا نفتخر بالتغيرات والتقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال العام الأكاديمي المنصرم والذي شكل الخطوة العلمية الأولى في طريق تنفيذ خطتنا التطويرية الخاصة بالمدارس الأرثوذكسية حيث أتت التغيرات الإدارية والأكاديمية في وقتها لرفعة المستوى التعليمي والتربوي والأداء الإداري للمدرسة ولسوف نعمل بجد واجتهاد وبإصرار على تحسين الأوضاع الداخلية والمالية لمدارس البطريركية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة في عالمنا اليوم.
أتعهد أمام الله سبحانه وتعالى وأمامكم أن تستمر برامج تطوير المدارس الأرثوذكسية ويستمر تشجيع تعاونها الأكاديمي والديني والرياضي الثقافي والفني مع باقي المدارس الموجودة في وطننا الغالي فلسطين حتى تصبح معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة وتأمين الخريجين القادرين على متابعة تعليمهم في كبرى جامعات العالم حتى يشكوا أن يكونوا أعمدة في عملية تنمية شاملة في الأراضي المقدسة وأن نزرع فيهم المحبة والتسامح والانتماء والتواضع والوحدة. فهذه الصفات علينا جميعاً أن نتحلى بها لأننا بذلك نستطيع أن نصبح أولاداً حقيقيين لأبينا السماوي كما وصفنا سيدنا يسوع المسيح له المجد في الإنجيل المقدس “أنتم نور العالم فليضيء نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات” وقال أيضاً “أنتم ملح الأرض فإن فسد الملح بماذا يملح” .

وهنا لا بد أن نقول كلمة حق أمام لله وأمامكم وأمام مديرية التربية والتعليم والأسرة التعليمية عامة نشد بالدور الرياضي والأكاديمي التعليمي الذي يقومون به بسعادتهم ومساندتهم للمدارس الخاصة في المحافظة من أجل رفع شأن مدرستنا وإزدهرها والذي لمنفعة وطننا الغالي فلسطين.
إننا نتلي جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجياً النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتي لهم بتحقق ذلك وإن شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في أبناء أجيال المستقبل وقد نحقق أمال وأهداف شعبنا الفلسطيني المعذب بالحرية والحق والاستقلال بإقامة الدولة الفلسطينية تحت القيادة الحكيمة لفخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس ” أبو مازن”حفظه الله ورعاه وبذلك يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم.
وفي الختام لسوف نعمل دائماً بجد وإجتهاد وبإصرار من أجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة.
وكل عام وانتم بألف خير