1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن في تخريج طلبة مدارسنا الأرثوذكسية في أردننا الغالي الهاشمي تحت قيادة جلالة ملكنا المعظم عبد لله ابن الحسين حفظه الله ورعاه 30/5/2011

قدس ابننا الحبيب الارشمندريت اينوكنديوس رئيس لجنة مدارسنا الأرثوذكسية في وطننا الغالي الأردن الجزيل الاحترام
مديري مدارسنا الأرثوذكسية في عمان والفحيص ومادبا الجزلي الاحترام.
حضرات المعلمات والمعلمين وأولياء أمور الطلبة الجزلي الاحترام
الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع

سلام المسيح لكم

اود أن أعبر عن بهجتي العميقة لمشاركتي اياكم و أهلكم و مدرسيكم في حفل التخريج هذا الذي نكرّم فيه جهود خريجينا الذين أتموا واجباتهم الأكاديمية و استحقوا شهادة الثانوية العامة. كما أود أن أفصح عن تقديري و اعتزازي بأولياء الأمور و المعلمين و المعلمات و الهيئات الإدارية والمشرفين ونخص بالذكر ابننا العزيز قدس الأب الارشمندريت اينوكنديوس على ما بذلوه من جهد و تضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول عالم جديد و متنوع من حيث المعرفة و الخيارات و المسؤوليات.

من الحقوق الطبيعية للإنسان، أيها الأخوات و الإخوة، أن يعيش في وطنه و أن يمارس حقه الذي وهبه إياه الله في الأمان و تطوير الذات و توفير الفرص للتقدم و النهوض بالمجتمع، و نحمدو الله أن الأردن يوفر هذا لأهله في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك عبد لله ابن الحسين المعظم. ولكي يستطيع الإنسان أن ينال مبتغاه المشروع، عليه التسلح بالإيمان بالله و معرفة حقائق العصر و مواكبة التطور و توظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح.

إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، و به يرتقي الإنسان الى مراكز اجتماعية و وطنية ليكون نجماً في سماء وطنه الذي ترعرع و نشأ فيه، و يكون سنداً لمجتمعه و عائلته، و يساهم في تعزيز فرص التقدم للأجيال التي تليه. و هكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم و التطور التي يصنعها الايمان بالله و العلم.

إن التقدم العلمي ليس بالأمر المستحيل، فقد سبقنا اليه من هم ليسوا أفضل منا، لكنهم اهتدوا الى أهميته قبلنا، و أعطو الأولوية اللازمة، و توفر لهم دعم المؤسسات الحكومية و المدنية و الدينية في إطار رؤية استراتيجية واحدة مبنية على الإستثمار في العقول، فكان أفضل استثمار عاد بالفائدة على المجتمع أجمع.

وسيدنا المسيح يأمرنا بأن نشارك العالم أجمع بمعرفتنا فيقول ” انتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة و يمجدوا أباكم الذي في السموات” و النور الذي يتحدث عنه سيدنا يسوع المسيح هو نور الإيمان و نور العلم و نور المحبة و التسامح. و لكي نكون نوراً للعالم، علينا أن نتسلح بالايمان و العلم و نثابر في سبيلهما و نوظفهما لخدمة الوطن بالأساليب التي تناسب مواهبنا و قدراتنا التي منحنا إياها الخالق عز و جل.

ومن هذا المنطلق، فإن دعم التعليم و رفعة المستوى التعليمي و توفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من أبناء اردننا الحبيب في جامعاتنا الأردنية الشامخة التي تعتز ونفتخر بها لانها تخرج طلبة يقودون المجتمع ويعملون بجد اجتهاد وبإصرار على رفع شان مجتمعنا بكافة شرائحه لكي يبقى أردننا شمعة مضيئة في سماء العلم والمعرفة والثقافة في العالم اجمع، ومن جهة ناحية اخرى لهو واجب يمليه علينا ايماننا المسيحي و انتماؤنا لهذه الأرض الطيبة ووفاؤنا للعرش الهاشمي الخالد. و إننا نتهعد أمام الله سبحانه و تعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الأرثوذكسية و تطوير برامجها الأكاديمية و تشجيع تعاونها العلمي و الرياضي و الثقافي و الفني مع كل من يشاركنا هذه الرؤية.

وهنا لا بد أن نشير الى التقدم الذي حصل في هذه المدارس خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية و التعليمية مما أتاح الفرصة لطلبتنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة، مقدراً جهود الطلبة و إخلاص مديري ومديرات مدارسنا ومشرفيها ومعلميها و معلماتها.

هنا لا بدا لنا ان نشير بان هذا الصرح الأكاديمي الثقافي الأردني العربي الرومي خرّج أناساً لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل الذين نعتز بهم ونفتخر ونصلي من أجلهم و نطلب بركات الرب لتحل عليهم وهم يقومون بعمل بالغ القدسية في ظل جلالة الملك عبد الله ابن الحسين المعظم راعي المسيرة و قائدها و مُلهمها الأول. ووهنا يجب علينا ان نقول كلمة حق في هذا التخريج المميز لعام 2011 بان جميع الطلبة الخرجين في مدارسنا الأرثوذكسية في أردننا الغالي احتفلوا معا وهذا إن دل على شيء يدل على المحبة والتعاون والإخلاص والتفاني والوحدة مما يعود بالمنفعة على جميع طلابنا. وإنهم بهذا التخريج الكبير وبهذه الوحدة والاتفاق اتخذوا أقوال وتعاليم سيدنا يسوع المسيح في الإنجيل المقدس قدوة حسنة لحياتهم العلمية والتربوية في هذا الصرح الأكاديمي حيث قال” أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم ” وقال أيضا: هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. وبالإضافة إلى ذلك بالوحدة والتعاون نستطيع تذليل مشاكلنا وهمومنا ونحقق مالنا وأهدافنا التي نصبو إليها وبذلك نرفع شان مدارسنا الأرثوذكسية وبطريركيتنا المقدسية العريقة أم الكناس ووطننا الأردن الشامخ الذي يدعونا جميعاً للالتفاف حوله وحول قيادته الهاشمية الحكيمة ومسيرة التقدم والتطور الاقتصادي والاجتماعي التي يعيشها في ظل جلالة الملك عبد لله ابن الحسين الثاني.

وهنا لا بد لنا أن نقول كلمة حق أمام الله وأمامكم وأمام الأسرة التعليمية التربوية في الأردن بان نشيد بالدور الريادي والأكاديمي والتعليمي والوطني والاجتماعي الذي تقوم به بمساعدة ومساندة المدارس الأهلية الخاصة في أردنا الهاشمي من اجل رفع شأن مدارسنا وازدهارها. إننا نثنى على جهود الهيئات الإدارية والتربوية والمعلمين والمعلمات والمشرفين على مدارسنا والطلاب راجين لهم النجاح التفوق بتحقيق ذلك وفي الختام نستذكر قول السيد المسيح له المجد ” من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات.وقال أيضا أنا الكرمة وانتم الأغصان كالأغصان اثبتوا فيَ تأتوا بثمار جمة

وكل عام وانتم بالف بخير