1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسين قسطنطين وهيلانة ألمعادلي الرسل في البطريركية 03/06/2011

” وقلت إني وضعت عوناً على القوي ورفعت منتخباً من شعبي . وجدت داود عبدي فمسحته بدهن قدسي ” (مزمور 88: 20 )
أعطيه عوني لإنسان ، وعملته قوياً، أظهرته مختاراً من بين شعبي. أي وجدت عبدي داود إنساناً يناسبني. لذلك مسحته بالزيت المقدس ملكاً.

أيها الأخوة الأحباء
أيها المسيحيون الأتقياء

كنيسة المسيح المقدسة تفرح بحالة سرية بهذا اليوم المقدس ، تذكاراً للملكين العظيمين المتوجين ن الله قسطنطين وهيلانة. فتحتفل بالحق والعرفان بالتذكار لداود الجديد للكنيسة، أي لعبده المختار والمنتخب من الله القديس قسطنطين العظم.
فعلاً أيها الأحباء ، القديس قسطنطين رفعه الله، كنه عبدٌ مختار، فإنتخب منه ملكاً لأنه حصل على معرفة الروح القدس، وكبولس آخر حصل على الدعوة لكون رسولاً ، فشاهد رسم الصليب المحيي في كبد السماء.
هذه هي الدعوة التي تثبت قسطنطين كقديس، كملك متوج من الله، مساوياً للرسل الأطهار، فإنها حدث تاريخي يتعلق بتحوله وانتقاله من الكفر أي عبادة الأصنام إلى الإيمان بالمسيح . وبشكل آخر توبته الصادقة ، بالإضافة إلى الدفع والدعم من قبل قسطنطين وأمه القديسة هيلانة للكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية.

هلموا لنرى ما يقوله مرنم الكنيسة:
” لقد جُذبت كشعاع ٍ ساطع النور. ومثل نجم مسائي مُذنب. من الكفر إلى الإيمان باللاهوت. ووافيت لتقدس شعباً ومدينة. وحين أبصرت في السماء رسم الصليب سمعت من هناك صوتاً يقول لك : بهذا إغلب أعداءك. ومن ثم حصلت على معرفة الروح القدس. فمسحت كاهناً وملكاً للروم الأرثوذكس.فثبت بزيت المسحة كنيسة الله. يا أبا الملوك المسيحيين. فيا قسطنطين المعادل الرسل تشفع في نفوسنا ( الذكصا على اللحن الثامن- صلاة الغروب).
بسبب إختيار الرب للملك قسطنطين ، فإن النور ألخلاصي بحقيقة المسيح وحرية المسيح . أشرق كشعاع ساطع النور. أي مثل البرق في أجواء الإمبراطورية الرومية العظمى. فالدليل لهذا هو الدعوة لإقامة المجامع المسكونية والمحلية: مثل مجمع نيقية الأول في مدينة نيقية في أسيا الصغرى، حيث اجتمع فيه 318 أسقفاً حاملي، من كافة أرجاء الإمبراطورية الرومية الشرقية والغربية.
هذه الطاقة الموجهة من الله للقديس قسطنطين توضح بأجلى بيان ومن فم مرنمه القائل:
إننا بحق واجب نقيم تذكارك يا ركن كل الملوك وفخرهم قسطنالإطين المعادل الرسل. فإنك حين استنرت بأشعة الروح القدس أبهجت الكنيسة كلها وجمعت معاشر المؤمنين من كل جدبٍ وصقع ٍ إلى مدينة نيقية. حيث أخمدت عجرفة الكفرة ، وضعفت السنة المبتدعين مسفهة ً . أما رهط ألمستقيمي الرأي فقد سما شأناً بظهور الإيمان القويم . ومن ثم فقد مجدك على استقامة رأيك. ونادى بك أ باً للملوك قاطبة ً، لكونك من أحرز أرجوان المُلك من الله.
أنظروا إذاً ، لماذا قسطنطين اعتبر الأساس والافتخار لجميع الملوك. وكذلك فخر ومجد الروم الأرثوذكس كما يقول هكذا مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة الأحباء:
قسطنطين العظيم يظهر التلميذ الحقيقي، والمتمثل بالقديس بولس الحكيم والقائل : ” كونوا متمثلين بي كما أنا أيضاً بالمسيح” (1 كو 11: 1).
هذا يصبح مكشوفا ً من الناحية السياسية والنظرية حيث تور مذهب الرومية بالفعل والقول للروميوسيني (الرومية).
هذا المذهب الروحي للروميوسيني (الرومية، مصدره وينبوعه المركزي يتمحور في تعاليم بولس الرسول، الذي فيه المسيح كلمة الله ألآب هو مركز بشارته وكرازته إذ يقول: ” لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ، ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر ، ليس ذكر وأنثى ، لأنكم جميعاً واحد ٌ في المسيح يسوع” (غلاطية 3: 27-28).
بكلام آخر الكرازة للقديس بولس التي تتمركز بالمسيح هي المكون الأصلي والرئيسي للهدف وهي السبب لظهور المؤسسة الإنسانية الإلهية لمدينة الله ربنا يسوع المسيح أي الكنيسة في العالم. التي اصطبغت وتحولت إلى نظام رعاية المدنية في الإمبراطورية الرومية من الملك المتوج من الله قسطنطين وأمه هيلانة حينما استلما تقليد الحكم.
في هذا المذهب الروحي ( الروميوسيني) والنظام لرعاية المدينة، كطريق حياة وحكومة مسكونية حسب الرسول بولس في إطار هذا العالم الذي يزول . ” لأن هيئة هذا العالم تزول” (1 كو 7: 31 ). نحن أيضاً شركاء الذين يشكلون جسد الكنيسة من كل جنس ، ومن كل قومية وخاصة جسد الكنيسة الأورشليمية وبشكل عام الكنيسة المدنية الرعوية باسم المسيح.

الكنيسة المقدسة الأورشليمية تعيد احتفاليا للتذكار المقدس بكل امتنان وتقدير وعرفان مع المرنم الذي يقول :
لقد صبت أم الغصن الفائق الحلاوة إلى المسيح مشغوفة بمحبته. فوافت تسعى إلى صهيون المقدسة. إلى المكان المقدس الذي صلب فيه مخلصنا بإرادته لكي يخلصنا. وفيه رفعت الصليب الكريم تهتف بفرح قائلة : المجد للذي منحني ما كنت أرجوه.
وكل عام وانتم بخير