1

كلمة صاحب الغبطة بمناسبة تخريج طلاب مدرسة الطيبة لعام 2011

ترحيب بالحضور السيادة إلى الطيبة رام لله وبيت ساحور

أود أولاً أن أعبر عن بهجتي الزاخرة وسروري العميق لمشاركتي إياكم حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود الطلبة بإتمام واجباتهم العلمية للحصول على شهادة الثانوية العامة رغم الظروف السياسية والإقتصادية السائدة والسيئة في وطننا الغالي فلسطين، والإغلاقات والحالة النفسية الصعبة التي يعيشها طلابنا الأحباء، كما نقدر بإجلال وإعتزاز عميقيين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية للمدرسة على ما بذلوه من جهد كي يتمكن الطلبة الأعزاء من تخطي هذه المرحلة العلمية التي تؤهلهم لدخول عالم مختلف ومتنوع من حيث الخيارات والمسؤوليات في سبيل التسلح بمزيد من العلم .

إن الإنسان أيها الإخوة يستحق دائماً أن يكون في وطنه وتحفظ له حقوقه في فرص التقدم وتصان له كرامته والسبيل لتحقيق ذلك كله هو التسلح بالإيمان بالله ومعرفة حقائق العصر واحتياجاته وتوظيف العلم وتقديره لخدمة الإنسان والإنسانية وإن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم والعلم هو قاطرة التنمية ونبراسها وبه يرتقي الإنسان أعلى المراتب وبه تستقيم حياته.

إن التقدم في مجال التعليم ليس بالأمر المستحيل فقد سبقنا فيه من هم ليسوا أفضل منا لكنهم اهتدوا الى أهميته قبلنا، وأعطوه الأولوية اللازمة، وإلتزمت الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني معاً في دعمه ونتج عن ذلك تقدم وإزدهار تلك الأمم. وفلسطين وفلسطين الأرض المقدسة الأرض المعذبة ليست ببعيدة عن ذلك الإزدهار والتقدم العلمي فقد كان العرب تاريخياً محور لافت ولهم مساهمات بارزة في مضمار إكتساب المعرفة وبالتالي رفد المخزون المعرفي للبشرية جمعاء.
ولهذا فإن الجهود القائمة والتي ينبغي العمل على دعمها وتعزيزها أكثر فأكثر عبر تظافر جهود الأفراد والمنظمات والهيئات والجامعات والدول لإقامة مجتمع المعرفة في البلدان العربية ومها فلسطين سوف تشكل نتائجها إستعادة لأهم المحطات في تاريخ الوطن العربي حيث كانت النهضة العلمية احد أبرز معالم العالم العربي الحضارية التي لا يمكن فهمها منذ بدايتها دون الوقوف على البعد العلمي فيها حيث كان العلم يشكل عنصراً أساسياً في الثقافة العربية العامة وفي وعي الناس.

إننا نفتخر بالتغيرات الإيجابية والتقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال العام الأكاديمي المنصرم والذي شكل الخطوة العلمية الأولى في طريق تنفيذ خطتنا التطويرية الخاصة بالمدارس الأرثوذكسية حيث أتت التغيرات الإدارية والأكاديمية

في وقتها لرفعة المستوى التعليمي والتربوي والأداء الإداري للمدرسة ولسوف نعمل بجد واجتهاد وبإصرار على تحسين الأوضاع الداخلية والمالية لمدارس البطريركية رغم الظروف الإقتصادية الصعبة السائدة في عالمنا اليوم.

أتعهد أمام الله سبحانه وتعالى وأمامكم أن تستمر برامج تطوير المدارس الأرثوذكسية ويستمر تشجيع تعاونها الأكاديمي والديني والرياضي والثقافي والفني مع باقي المدارس الموجودة في وطننا الغالي فلسطين حتى تُصبحُ معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة وتأمين الخريجين القادرين على متابعة تعليمهم
في كبرى جامعات العالم حتى يتمكنوا أن يكونوا أعمدة في عملية تنمية شاملة في الأراضي المقدسة وان نزرع فيهم المحبة والتسامح و الانتماء و التواضع و الوحدة. فهذه الصفات علينا جميعاً أن نتحلى بها لاننا بذلك نسطيع أن تصبح اولادأً حقيقين لابينا السماوي كما وصفنا سيدنا يسوخ المسيح له المجد في الانجيل المقدس ” انتم نور العالم فلضئ نوركم هكذا قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات” و قال ايضا ” انتم ملح الارض فان فسد الملح بماذا يملح” .

وهنا لابد لنا ان نقول كلمة حق امام الله و امامكم و امام مدير التربية والتعليم الحاضر بيننا اليوم الاستاذ الفاضل و المربي عبد الله شكارنة و الاسرة التعليمة عامة نشد بالدورالريادي و الاكاديمي التعليمي الذي يقومون به بمساعدتهم و مساندهم للمادراس الخاصة في هذه المحافظة من اجل رفع شان مدرسنا و ازدهارها و الذي يعود لمنفعة وطننا الغالي فلسطين.

إنني اثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجياً النجاح والتفوق في إمتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتي لهم بتحقق ذلك وإن شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد نحقق آمال وأهداف شعبنا الفلسطيني المعذب بالحرية والحق والإستقلال بإقامة الدولة الفلسطينية وبذلك يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم.
وفي الختام وإنه ليسعدني أن أزف لكم خبراً سعيداً حيث أننا في وقت مناسب لسوف نضع حجر الأساس لمدرسة أرثوذكسية جديدة في مدينة بيرزيت وتعمير مدرسة بيت جالا ووضعنا حجر الأساس لمدرسة جديدة في مدينة البشارة الناصرة ولسوف نعمل دائماً من أجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة.

وكل عام وانتم بألف خير