كلمة ترحيب في القاعة لصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسين قسطنطين وهيلانه ألمعادلي الرسل في مدينة شفاعمرو بتاريخ 4/6/2011

الإخوة الإجلاء, الحضور الكريم.
“فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب” (مز 1:127).
هذا هو الفرح الروحي الذي يملئ قلوبنا, ويثبت إيماننا, ويقوي رجائنا. فمنذ ثلاثة أيام احتفلت الكنيسة المقدسة بصعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء بجسده الممجد, معيدا الطبيعة البشرية الساقطة, إلى أعلى مرتبة يمكن ترتقي إليها, فهي ألان تجلس عن يمين مجد الأب. هذه الدعوة الخلاصة الموجهة إلينا تدعونا لان تبقى عيوننا شاخصة إلا السماء حيث يكمن مسكننا الأبدي.
وبعد أسبوع من ألان تقريبا ستحتفل الكنيسة بعيد العنصرة أي حلول الروح القدس على التلاميذ الأطهار.فهذا العيد هو عيد ولادة الكنيسة وبدء عملها ألخلاصي لتكون شاهدة لعمل المسيح ألخلاصي للبشرية جمعاء.
وبين هذين العيدين, تغمرنا فرحة خاصة ونحن في هذا المكان المقدس, وفي هذه المدينة الأبية مدينة شفاعمرو, حيث نحتفل بعيد القدسيين والملكين العظيمين قسطنطين وأمه هيلانه.
القديس قسطنطين اخذ الدعوة من لدن المسيح الإله, فبقوه الصليب حقق انتصاراته الباهرة, موحدا شطري الإمبراطورية, ناشرا الإيمان المسيحي, متمما ما قاله القديس بولس : “لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح, ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى, لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع” (غلاطية 3:27-28). تحت هذا الشعار حصن مذهب الرومية التي ضمت تحت كنفها جميع القوميات, من خلال الإيمان القويم المستقيم الرأي. فحصل على لقب المعادل الرسل عن حق وجدارة.
وأمه القديسة هيلانة وهي في الثمانين من العمر, قامت برحلتها التاريخية, وبين دعوته للقديس قسطنطين ليأخذ الدور التاريخي الهام لدعم وتنشيط عمل الكرازة والبشارة ضمن أقاليم الإمبراطورية كافة.
ترتكز بشارة الخلاص في الكنيسة على عمل المحبة فهي الأساس وهي الجذر التي منه تنمو جميع الفضائل. ومن ثمار المحبة فرح, سلام, طول أناة, لطف, صلاح, إيمان, وداعة, تعفف (غلاطية 5:22). هذه الفضائل إذا ما اقترنت بالصلاة والصوم, ترفعنا عاليا نحو السماء بفعل وقوة الروح القدس.
يقول صاحب المزامير:”هامنذ ألان باركوا الرب يا عبيد الرب كافة”(مز 1:133).
بكل حق علينا أن نقدم الشكر من صميم القلب للثالوث القدوس المحيي لان كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة هي من العلاء منحدرة من لدنك يا أبا الأنوار, فنحن نشكر جميع الذين ساهموا وقاموا بهذا العمل الكبير ببناء هذه المكان, وبذلوا كل جهد لإنجاحه “فحيث اجتمع اثنين او ثلاثة باسمي فانا أكون في وسطهم” (متى 20:18). املين أن تستمر روح الخدمة في هذا المكان المقدس, ليس من داخل الكنيسة فحسب, إنما أيضا خارج الكنيسة “فبهذا يعرفون أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض” (يو 35:13).
نتمنى لجميع الحاضرين مع حفظ الألقاب, دوام الصحة والعافية, مستمرين لكم البركات الروحية, املين ان تبقى هذه المدينة نبراسا يضيء لجميع الناظرين أليها, فهي قوية بروح المحبة الباذلة في ابنائها, المقدامة في عطائها, النبيلة في سبلها, المتميزة بأريحية رجالها. فمنهم أهل المعروف, ونخص فيهم بني معروف.
وكل عام وانتم بألف خير.