1

الاحتفال بعيد القديس يعقوب أخ الرب في البطريركية

في يوم السبت, 5 تشرين ثاني 2011, احتفلت البطريركية الأرثوذكسية الأورشليمية بذكرى القديس يعقوب أخ الرب الذي هو بمثابة أول أساقفة أورشليم.
إن هذا الاحتفال, واحتفال تتويج أم الكنائس قد أقيم في كنيسة القديس يعقوب, الواقعة بين البطريركية (أخوية القبر المقدس) وبين كنيسة القيامة العظيمة. هذه الكنيسة التي منذ سنوات عديدة تحت رعاية البطريركية وتقام بها القداديس اللاهية من قبل الأرثوذكسيين المقيمين في أورشليم. حيث أقيمت في هذه الكنيسة في ساعة المساء صلاة الغروب برئاسة غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث.
وفي يوم العيد نفسه أقيم القداس الإلهي الذي ترأسه أيضا البطريرك, نيافة المتروبوليت كابيتولياس اسيخيوس, نيافة رئيس أساقفة قسطنطين اريسترخوس, نيافة رئيس أساقفة سيباستياس ثيوذوسيوس, اباء متوحدين التابعين للقبر المقدس و عدد من قيادة العرب والروس ومن الكنيسة الأرثوذكسية البرتغالية, كما وشارك في هذا الاحتفال القنصل اليوناني العام في أورشليم السيد سوتيريوس اثاناسيوس.
وفي هذا القداس قام غبطة البطريرك بمخاطبة المصليين شارحا لهم عن القديس يعقوب أخ الرب, الذي يعتبر أول أساقفة كنيسة أورشليم, وقائد أول مجمع رسولي الذي أقيم في أورشليم عام 49 ميلادي في أورشليم.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم
كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث
بمناسبة عيد القديس يعقوب أخي الرب 2011/11/05

” أنك بصفة تلميذ للرب إقتبلت الإنجيل وبصفة شهيد لا ترد خائيا ً . وبصفة أخ للإله لك الدالة عليه. وبصفة رئيس كهنة لك حق الشفاعة . فتشفع الى المسيح الإله في خلاص نفوسنا “. (طروبارية القديش).

أيها الأخوة الأحباء بالرب
أيها المسيحيون الورعون ، والزوار الحسني العبادة
تفرح اليوم كنيسة المسيح وخاصة الكنيسة الأورشليمية يتذكار القديس الشهيد في الكهنة يعقوب أخي الرب أول رؤساء أساقفة أورشليم .
تفرح الكنيسة الأورشليمية المقدسة لأن أول رعاتها ومعليمها ومدبرها في الأسرار الروحية هو الرسول يعقوب الذي يعتبر شهيد صادق للحقيقة غير الرفوضة، لأن الكنيسة في مبناها الروحي بشرية إلهية ، فهي الكلمة المتجسد لله الآب أي المسيح الذي هو إلى دهر الداهرين، فهذه الكنيسة البشرية الإلهية هي الكنيسة التي حسب كلام الرب يسوع : ” وأبواب اجحيم لن تقوى عليها ” (متى 16: 18).
بكلام آخر أيها الأحباء ، بوابوا الجحيم ، هو الموت ، ويشكل أوضح هم الأعداء المنظورين وكذلك المخربين الذين لم ولن يستطيعوا النيل من الكنيسة وثباتها ، هذا لأن الكنيسة مؤسسة على دم الفادي والمخلص يسوع المسيح الذي سفكه على عود الصليب المحيي، وأيضا ً بدماء الشهداء القديسين الصديقين الأمينين للمسيح . ومن نخبة هؤلاء الصديقين ، القديس الرسول يعقوب أخي الرب الذي نكرمه في هذا اليوم . لأن السيد المسيح رسمه أول أسقف ، ووضعه على كرسي الخلافة الرسولية للكنيسة الأورشليمية .
إن الشخصية الرسولية والكهنوتية المميزة للقديس يعقوب أخي الرب تم التأكيد على سماتها كما سمعنا من الأنجيلي متى البشير ، وأيضا ً من الحكيم الرسول بولس .
وحسب الإنجيلي متى ، عندما كان الرب يسوع المسيح يعلم الجماهير بالمجمع ، إستغرب هذا الشعب قائلا ً : من أين له هذه الحكمة وهذه القوات ؟! ” أليس هذا ابن النجار ، أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي ويهوذا . أوليست أخواته جميعهن عندنا . فمن أين لهذا هذه كلها” (متى 13 :55).
وحسب الرسول بولس : ” ولما سر الله الذي أفرزني … أن يعلن إبنه في لأبشر به بين الأمم … بعد ثلاث سنوات صعدت الى أورشليم لأتعرف ببطرس … ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب
أخي الرب “.
إن المفسر زيجابينوس الذي يناقش ويحاور شهادة بولس الرسول هذه ينظر ويقول : ” هذا الرسول يعقوب كان أسقف المؤمنين الذين في أورشليم ، وأيضا ً كان يعتبر أخ الرب لأنه إبن يوسف خطيب مريم” .
إن تفسير زيجابينوس يحتم علينا المزيد من الإنتباه ، لأن القديس يعقوب يظهر كأسقف لا تربطه أية صلة أو علاقة دموية أو قومية مع أعداء المؤمنين في الكنيسة ، لكن بحسب رحمة الله بغسا العماد ومن خلاله نولد ثانية بفعل الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا يسوع المسيح مخلصنا كما يكرز الرسول الحكيم بولس : ” لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسا الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا ” (تيطس 3: 5-6).

بكلام آخر أيها الأحباء

الذي يولد ثانية ومن خلال عماد المسيح، هو الذي يختم بختم موهبة الروح القدس ، هكذا يأهل لينضم ويكون من الجيل الإلهي . إذا ً يعترف به كمواطن لمدينة الله يعني مواطن لكنيسة المسيح ، لذلك قديسنا الرسول يعقوب يحثنا على أن نبعد من كل محاباة قائلا ً : ” يت إخوتي لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة “. نقول بشكل أوضح : يا أخوتي يجب عليكم التمسك بالصراحة ، وكذلك في محبة الله الكاملة من خلال الحياة المعاشة يوميا ً والتي تشمل كل أطر الحياة . من خلال العبادة الحسنة والقيام بها على أكمل وجه .
لأن هذه الأمور لا تتماشى وأعمال المحاباة، تلك التصرفات التي تفضل أشخاصا ً وتخصصهم كنتيجة لرداءه التفكير والتي تقتصر على غير المؤمنين الذين لا يتبعون إيمان ربنا يسوع المسيح .
هذا الكلام للقديس يعقوب أخي الرب يستبان منه التسوية الكاملة للمسيحيين الي ينبع إيمانهم من معين الأيمان في ربنا يسوع المسيح رب المجد .
نحن نسأل أنفسنا أيها الأحباء : ما هو معين الإيمان في المسيح رب المجد؟
هي الرحمة والشفقة للأخوة ” لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة . والرحمة تفتخر على الحكم ”
(يعقوب 2: 1) .

الشفقة والرحمة لا تخاف من حكم الدينونة لكنها تفتخر عليها فهي ضد الدينونة لأنها تغلبها وبجدارة ، كونها أقوى منها بما لا يقاس ، فالدينونة هنا هي دينونة الله العادل .

بكلام آخر الإيمان الحقيقي بالمسيح يتماشى بأعمال المحبة والصدقة ( يعقوب 2: 14) . ” ما المنفغة يا إخوتي يقول الرسول يعقوب من الإيمان بدون أعمال” . هل يستطيع الإيمان أن يخلص بدون أعمال “.

إن القديس يعقوب أخي الرب لكي يبرهن وبنجاعة عن الرباط الكامل ما بين الإيمان والأعمال ، يتخذ من رباط الروح والجسد في الإنسان مثالاً جليا ً وواضحا ً فيقول :” لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضا ً بدون أعمال ميت” . ( يعقوب 2: 26).
هذا بالتدقيق إيمان أعمال المحية لمخلصنا يسوع المسيح الذي له نحن مدعوون لكي تستقر فينا ، وأيضا ً يا أخوتي بدون المحاباة . فعلا ً بالحقيقة نريد أن نعتبر نفوسنا تلاميذ وشهداء التعاليم الروحية للشهيد في الكهنة والرسول ، ومدبر الأسرار الروحية يعقوب أخي الرب أول رؤساء أساقفة أورشليم .

نتضرع إلى الشهيد الذي سفك دمه من أجل المسيح مشاركا ً إياه بالشهادة ، والعظيم في إيماننا ، ومع المرنم نقول:
هلموا يا حسني العبادة نمتدح كلنا أخا الرب بالأناشيد فرحين . ونغبطه عن صدق إيمان ، فإنه قام أول متبوىء في المسيح لسدة صهيون الأسقفية الألهية . فأبهجها ببهاء كل الأعمال الفاضلة والأقوال الإلهية والمواهب وصنع العجائب . فلنهتفن نحوه قائلين يا كاروز المسيح يعقوب تشفع إلى المسيح الإله . طالبا ً أن يهب الزلات للمعيدين بلحفة لتذكارك المقدس .

 

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
ترجم من اللغة اليونانية على يد شادي خشيبون