1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جوارجيوس 16.11.2011 في اللد.

نحتفل اليوم بعيد القديس جوارجيوس اللابس حلة الظفر ، احتفالا ً تملأه السعادة والغبطة والابتهاج ، لأن هذا العيد ليس عيد طائفة الروم الأرثوذكس فقط ، إنما عيد حافل ، وجامع لجميع سكان مدينة اللد . نقول جميع مواطني هذه المدينة من المسيحيين ومسلمين ويهود الذين يلتئمون سوية تغمرهم بهجة الاحتفال بمشاركتهم مراسيم وشعائر هذا العيد .

لذلك فإن هذه المناسبة تعتبر نموذجا ً يحتذى به في جميع الأطر والمرافق التي تهتم بحرية الأديان، واحترام العبادة الشخصية ، واحترام الطرف الآخر ، فهي صورة حقيقية ، لحالة الرشد والإدراك ، في التعايش السليم بين فئات المجتمع . هذا التعايش مبني على فضيلة المحبة والتسامح والعطاء، لذا يعتبر أرقى وأسمى من لقاء الأطر الأكاديمية والفلسفية والنظرية، التي تجتهد في البحث والنظريات . إنما الحياة المعاشة بالتفاهم والمساواة والسلام في هذه المدينة هي حقيقة دامغة ، ثابتة وأكيدة.

في هذه الفرصة الفريدة والمميزة ما يسعنا إلا أن نعلن ونقول جهارا ً : أن بطريركية الروم الأرثوذكس هي منارة مشعة لبشارة الخلاص ، كما يقول السيد المسيح على لسان الإنجيلي يوحنا البشير : ” أحبوا أعدائكم ، باركوا لعينكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم “. فهذه هي قمة المحبة والبذل والعطاء .

إن القديس جوارجيوس ، وفي ذروة جهاداته وأتعابه وآلامه التي تكبدها بسبب إيمانه القويم ، كان يطلب من صميم قلبه ، إلى الرب يسوع المسيح الغفران والصفح عن جلاديه ومبغضيه ومضطهديه . وهذا إشارة دامغة على صحة وثبات الإيمان المسيحي الراسخ في نفوس المؤمنين الحسني العبادة .

هذا الاحتفال لا يقتصر على سكان مدينة اللد فقط ، إنما يضم بين جناحية جميع البلدان والدول في العالم الأرثوذكسي ، والذين يشاركوننا اليوم في هذا الاحتفال البهيج ومنهم :

سفير دولة جورجيا في اسرائيل المحترم

سفير دولة روسيا في اسرائيل المحترم

سفير دولة اوكرانيا في اسرائيل المحترم

وفد من السفارة اليونانية

مدينة اللد هي إشارة لامعة لكونها مدينة مقدسة على المستوى العالمي، ليس للمسيحيين بل للمسلمين واليهود ولجميع المؤمنين أبناء إبراهيم أب لآباء .

نشكر رئيس بلدية اللد السيد يئير نيتسان
قائد الشرطة ، معلمة وأعضاء سرية الكشاف الأرثوذكسي باللد .

وأخيرا ً ، وليس أخر ا ً نشكر رئيس مجلس الطائفة الدكتور يوسف حنحن وأعضاء المجلس الكرام ، ونشكر قدس الأرشمندريت صفرونيوس راعي كنيسة الروم الأرثوذكس في اللد ، وجميع الذين شاركونا هذا الاحتفال المهيب .

نطلب شفاعات القديس جوارجيوس لأن يحل السلام الحقيقي سلام المسيح في نفوسنا ، لكي نرتقي في معارج الفضيلة والكمال لنحظى بالملكوت السماوي . آمين

وكل عام وانتم بخير .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر على يد شادي خشيبون