1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة ترميم كنيسة القديس باتريكيوس – الجديدة 26/11/2011

قدس الأب الفاضل جريس قسيس
الأخوة الأجلاء رئيس وأعضاء مجلس الكنيسة
الحضور الكريم

إن ترميم هيكل الكنيسة التي تحمل اسم القديس باتريكيوس في هذه البلدة العامرة الجديدة. والتي فيه تم الحفاظ على هذا الهيكل المقدس. يعتبر بركة من البركات السماوية, لكن هذه البركة تصبو أيضا إلى هياكل الروح القدس ألا وهم انتم المؤمنين ولكن الذين اتخذوا عربون الروح واستناروا في المعمودية المقدسة في هذه الكنيسة الرسولية.
فالكنيسة: هي مكان الصلاة والعبادة التي تربط الأرض بالسماء, وأيضا هي الرابط الفعال بين الإنسان وأخيه الإنسان لا بل لجميع البشر والبشرية قاطبة. فهي توحد البشرية لما يرضي الله والقريب.
ومن هو القريب: القريب هو كل إنسان خلق على وجه الأرض بدون استثناء. فالقريب يتجاوز حدود الدين والطائفة والقومية والانتماء, فكل إنسان هو قريب لأنه من خليقة الله.
وهذا ما تؤكده وبشكل فعال وملموس بطريركية الروم الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة تعبيرا لمحبتها الباذلة المعطائه السخية لمثل هذه المشاريع الروحية, فمن بين العديد من الأعمال الكثيرة التي أنجزتها البطريركية, هذا العمل الذي يعبر في مضمونه أيضا عن عبيق الأصالة الرومية تنظر في بعدها المسكوني نظرة شاملة وجامعة ضامه للجميع بدون استثناء.
فالكنيسة الرومية الأرثوذكسية هي ليست بكنيسة قاصرة, منطوية, محدودة, تخص فئة معينة. ولا وجد فيها صفات, وسمات العنصرية, فهناك سوء فهم بعض القلائل الذين يزرعون الفتنة ويروجون لها بإضفائهم مفاهيم خاطئة, هادفة لتضليل المؤمنين.
فالروم هي المظلة التي تظل تحتها: حضارات وثقافات ولغات وقوميات مختلفة. فالروم لن ولم ترفض أية قومية أو لغة, أو لون, أو تراث, أو جنس, لكل شخص أو امة. وخاصة لابناء هذه الأرض ارض الميعاد الأرض المقدسة, لذلك بطريركية الروم الأرثوذكس ومنذ ألفي عام لعبت, وتلعب دورا هاما ومركزيا للحفاظ على وديعة الأماكن المقدسة وساكنيها.
كنيسة القديس باتريكيوس لبست حلتها القشيبة, وبهذه المناسبة العطرة تزداد فرحتنا بمعاينة الإخوة والأقارب والأصدقاء ملتئمين بمحبة ووفاء, فلا يسعني إلا أن اعبر بكل صدق والخلاص – اسمحوا لي أن أقول – هذا الحضور الكريم بالمؤمنين فيه من جميع الطوائف والديانات لهو اكبر شاهد على حضور عراقة العهدة العمرية التي تجسدت بين بطريرك الروم القديس صفرونيوس, والخليفة عمر بن الخطاب, هذه العهدة كانت شاملة وجامعة وهادفة بمضمونها الإنساني الأصيل, وما زال تأثير مفعولها يسري حتى يومنا هذا.
فهذه الكنية هي عربون للمحبة والوفاء والعطاء والبذل والسخاء, والتعايش والسلام بين جميع المواطنين, المسلمين والدروز والمسيحيين.
وأخيرا نلتمس شفاعات صاحب هذه الكنيسة القديس بتريكيوس الشهيد في الكهنة أسقف مدينة بروصة في بيثينيا الذي كان حكيما وضليعا من الكتب المقدسة, والذي استشهد بقطع رأسه على يد يوليوس قنصل آسيا الصغرى لإيمانه في السيد المسيح في القرن الثالث الميلادي.
وقدلك شفاعات صاحب هذا اليوم المبارك القديس يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية كاتب الخدمة الإلهية المقدسة, وصلوات وشفاعات والدة الإله الدائمة البتولية مريم. أن تنقي نفوسنا لتكون المغارة التي فيها يولد المسيح الإله مخلص نفوسنا.
وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر على يد شادي خشيبون