1

البيان الختامي للجمعية العامة العاشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط

“وكان جميع الذين آمنوا قلبًا واحدًا” (أعمال 4/32)
في ظل هذا الشعار التأمت الجمعية العامة العاشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في مدينة بافوس – قبرص، بمشاركة كامل العائلات الكنسية التي يتألف منها المجلس (العائلة الأرثوذكسية الشرقية- العائلة الأرثوذكسية- العائلة الانجيلية والعائلة الكاثوليكية) وذلك يومي الثلاثاء 29 والاربعاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، بضيافة الكنيسة الارثوذكسية في قبرص وبحضور رئيس أساقفتها خريزوستوموس الثاني.

وتداولت الجمعية العامة جدول الاعمال والمتضمن كلمات الترحيب من غبطة رئيس أساقفة قبرص وأصحاب القداسة والغبطة والنيافة والسيادة ورؤساء المجلس والأمين العام والضيوف الذين حضروا من الشرق والغرب ممثلين كنائسهم والمجالس والمؤسسات المسكونية. وقد ناقشت الجمعية العامة تقرير الأمين العام والتقرير المالي وتقرير لجنة إعادة الهيكلية. وانتخبت الجمعية العامة اربعة رؤساء:
* قداسة ارام الأول، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا-رئيسا عن العائلة الارثوذكسية الشرقية،
* غبطة ثيوفيلوس الثالث، بطريرك أورشليم للروم الارثوذكس- رئيسا عن العائلة الأرثوذكسية،
* سيادة المطران منيب يونان، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة- رئيسا عن العائلة الإنجيلية.
* غبطة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك- رئيسا عن العائلة الكاثوليكية
وتم انتخاب سيادة المطران بولس مطر رئيسا فخريا للمجلس.
كما انتخبت الجمعية العامة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة، وختمت أعمالها بانتخاب الأمين العام الجديد لفترة أربع سنوات وهو الأب الدكتور بولس روحانا من الكنيسة المارونية خلفًا للأستاذ جرجس إبراهيم صالح الذي انتخب أمينا عامًا فخرياً.
اكد المجتمعون أن الوحدة المسيحية مطلب أساسي وهدف يسعى إليه مجلس كنائس الشرق الأوسط. وقد استعرض المجتمعون القضايا المتعلقة بأوضاع الكنائس من جميع النواحي الروحية والاجتماعية والوطنية. وهم يشكرون الله الذي وضع أجواء المحبة والمسامحة والتعاون والحوار، في النفوس والضمائر، كما يجمعون على أن المجلس هو مكان التلاقي بين مسيحيي الشرق الأوسط، ولذلك فهو مدعو في المرحلة المقبلة إلى تكثيف نشاطات المجلس وأعماله لتعزيز الحركة المسكونية.
إنّ حضور المسيحيين متأصل في هذا الشرق وقد ساهموا مساهمة فعالة في نهضته والدفاع عن ترابه مع كامل الحقوق الوطنية. وهم مستعدون لبناء مستقبل جديد ويرفضون فكرة الهجرة بالرغم من كل الصعوبات ويدعون إلى التحلي بالرجاء لمتابعة العيش المشترك. ودعم عملية الإصلاح والتغيير والتطوير لما فيه خير الإنسان.
وبالنظر إلى ما يجري في بعض بلداننا الشرق أوسطية يذكّر المجتمعون الجميع، وخصوصا المجتمع الدولي، بالمبادئ الإنسانية التي ينبغي مراعاتها والتي تتمثل خصوصًا بالحرية الإنسانية الفكرية والدينية والسياسية، وبنبذ العنف في حل المشاكل حين تقع من أي طرف كان، وباعتماد مبدأ الحوار والمواطنة في التعامل بين جميع المواطنين- في إطار الدولة المدنية العادلة.
ويجدد المجتمعون دعمهم للقضايا العادلة ولاسيما حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره حسب الشرعية الدولية.
وهنا، يؤكد مجلس كنائس الشرق الأوسط، على ضرورة حماية الأماكن المقدسة وبيوت العبادة، وهو يأسف لأعمال التفجير ويشجب قتل المسيحيين وتشريدهم. إن الحرية الدينية وحرية العبادة شأنان مقدسان، وعلى أصحاب السلطة وصانعي القرار أن يعملوا بشتى
الوسائل والطرق على سنّ القوانين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المسيحيين في كلّ بلدان الشرق الأوسط والعالم.
وفي هذا السياق أيضا، يدعو المجلس إتباع الديانات إلى التلاقي والمودة، ضمن التفكير والتطبيق لمبادئ العيش المشترك والحوار الجاد بين إتباع الديانات. وهو يُثني ويؤكد على وجوب الاستمرار في مبادرات الحوار الإسلامي المسيحي، عبر حوار الحياة والمؤسسات المختصة. فقد سرنا عبر عقود وعقود أخوة وسنبقى كذلك، وكلنا نقف أمام الله تعالى، في خدمة الإنسان في منطقتنا وفي العالم، وكذلك في خدمة مجتمعاتنا التي تعيش حالةً من التغير الجذري والدستوري الذي نحث فيه على أن يكون مبدأ المواطنة منصوصًا عليه ومطبّقا على أرض الواقع وفي كل البلدان.
إنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط وهو يختم الجمعية العامة العاشرة، يرفع الشكر إلى كلٍ من غبطة رئيس أساقفة قبرص خريزوستوموس الثاني، ويتبنى ما جاء في كلمة غبطته الافتتاحية ويدعم وحدة جزيرة قبرص والمطالبة باحترام حقوق الإنسان الأساسية والحريات والدفاع عنها وحماية حق ممارسة الشعائر الدينية والمحافظة على الكنائس والأديرة لاسيما القديمة والأثرية وقد دمّر بعضها أو دنّس. كما يقدّم المجلس الشكر إلى الأمين العام السابق، والى الرؤساء وأعضاء اللجنة التنفيذية الذين عملوا بإخلاص وتفانٍ في الفترة السابقة.
وفيما تستعد كنائسنا للاحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد نستلهم الرجاء لمنطقتنا وللعالم أجمع من أنشودة الملائكة: “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر”.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون