1

كلمة بطريرك المدينة المقدسة في ليلة رأس السنة الجديدة.

المجد لله فى الاعالى، على الأرض السلام، بالناس المسرة.
دولة رئيس الوزراء الدكتور “سلام فياض” الاكرم
ان تذكار عيد الميلاد المجيد او عيد تجسد كلمة الله في مغارة بيت لحم, هو عيد: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة. وهذا في الوقت ذاته هو عيد الاحتفال بالسلام على الارض وبين البشر اجمعين وان الشاهد الصادق والامين لهذا الحدث الكوني, ولهذه الحقيقة العالمية, سوف يظل والى ايامنا هذه, هو ارض فلسطين التي ذكرتها الكتب المقدسة, وخاصة مدينة مسكن الرعاة حيث سمع لحن تمجيد الملائكة, وكذلك مدينة بيت لحم, حيث دخل كلمة اللة, كلمة العدل والسلام الالهيين, وبشكل حيوي وحقيقي الى عالم البشرية الاراضي والمنظور.
ان كلمة الله المتجسد والذي يدعى “شمس العدل” والبر, قد وهب للشعوب نور الحرية وتقرير المصير الالهيين. وان اول من حمل هذا النور, هما القائدان الدينيان, والزعيمان القوميان, “عمر بن الخطاب”, وبطريرك القدس للروم الارثوذكس, “صوفرينيوس”, اللذان ساهما, وبشكل فعال وجهد جبار, في تاسيس وتشكيل تراث فريد للتعددية الدينية, كما اسسا نموذجا حضاريا عملاقا ونادرا, في التعايش بسلام بين الروم المسيحين والعرب المسلمين, ومن هناك امتد الى كافة ارجاء الشرق الاوسط عامة, والاراضي المقدسة خاصة.
لقد اضحت نشاة ونهضة الشعوب والجماعات القومية والدينية, وخاصة نهضة وحقوق الشعب الفلسطيني على ارضه, واقعا تاريخيا يقره ويعترف به المجتمع الدولي باسره, بكل دولة واوطانه واطيافه.
معلي دولة رئيس الوزراء الاكرم, ان وجودكم معنا اليوم ممثلا لفخامة الرئيس “محمود عباس, ابو مازن”, يشكل اثباتا وضمانا واستمرارا للعلاقات التاريخية والدينية والثقافية والحضارية بيننا, ونحن اليوم, الخلف المتوضع “ليعقوب اخ الرب”, اول اسقف على المدينة المقدسة, والبطريرك صوفرينيوس الذي عقد العهدة العمرية بينه وبين الخليفة “عمر بن الخطاب” الذي سار على نفس الدرب,
القائد الرمز المؤسس الطيب الذكر, المرحوم “ياسر عرفات”, ابو عمار الذي رايناه عن كثب, واعترفنا بجهده علانية, وبزعامته المكرسة لرسالة السلام والعدل والتعايش بين الشعوب, وقبول الاخر.
ونحن كبطريركية الروم الارثوذكس, وكنيستنا المقدسة ومن هذا المكان المقدس, ينبوع السلام والمتجسد الالهي, نشيد ونشهد شهادة حق بالعدل وبالسلام عبر العصور, في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع, و
خاصة على رجاء القيامة والحياة والاسقرار والاستقلال والعدل لشعبنا الفلسطيني المعذب.
واننا ننتهز هذه الفرصة والمناسبة الميلادية المجيدة لنقدم لدولتكم هدية مقدسة متواضعة, عملها وصنعها ابناء محافظة بيت لحم, عربون محبة وتقدير واخلاص لشخصكم الكريم الذي يعمل ليل نهار من اجل تاسيس مكونات دولتنا الفلسطينية المستقلة, متنين من الله ان يعطيكم الصحة والعافية في ظل قيادة فخامة رئيس السلطة الوطنية :”محمود عباس, ابو مازن”, من اجل تحقيق امال واهداف شعبنا الفلسطيني في الاستقرار والدولة المستقلة العتيدة.

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون