1

احد توما في قانا الجليل

في يوم الأحد الموافق 22 نيسان 2012, قامت طائفة الروم الأرثوذكسية في قرية قانا الجليل ,بلد العجيبة الأولى الواقعة شمالي مدينة الناصرة, بالاحتفال بأحد توما, حيث اعتادت الطائفة في هذه القرية المقدسة الاحتفال في هذا العيد كل سنه في كنيسة القديس جوارجيوس التابعة للبطريركية الأرثوذكسية.
الى هذه المناسبة وصل من المدينة المقدسة غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث للمشاركة في هذه المناسبة. قام باستقبال الوفد ألبطريركي في بداية “حارة الكنائس” رئيس الدير في قانا الجليل الارشمندريت ذوثيسيوس, وكلاء الكنيسة وعدد من أبناء القرية, كما وشارك في هذا الاستقبال كما هو معتاد الكشاف الأرثوذكسي.
وبعد هذا الاستقبال ترأس غبطة البطريرك القداس الإلهي وشاركه نيافة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, رئيس أساقفة يافا ذاماسكينوس, نيافة رئيس أساقفة قسطنطيني اريسترخوس وعدد من الرهبان التابعون لأخوية القبر المقدس.
كلمة البطريرك في هذه المناسبة:
“هلموا بنا في يوم القيامة المشهور. نشارك ملكوت المسيح. عصير الكرمة الجديد. الذي للفرح الإلهي. مسبحينة بما انه الإله. إلى الادهار.”
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

تفرح وتبتهج أورشليم الجديدة, أي كنيسة المسيح المقدسة, لأنه قد أشرق عليها مجد قُامة الرب المنير.
وكنيسة قانا الجليل تفرح هي أيضا وتبتهج, لأنه من أحضانها أينعت الكرمة ذات العصير الجديد, الخمرة المفرحة, ومنها تلالا مجد يسوع كما “يشهد الانجلي يوحنا” “وكان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك… وتلاميذه” (يو 2:1-2).

“عصير الكرمة الجديد” :ما هو إلا المشروب الجديد المحي المعد لنا نحن لارتشافه بإيمان. كما يذكي مرنم الكنيسة: “هلموا بنا نشرب مشروبا جديدا, ليس مستخرجا بأية باهرة من صخرة صماء, لكنه ينبوع عدم الفساد. بفيضان المسيح من القبر. الذي به نتشدد”.
قد نتساءل قائلين : “ما هو هذا المشروب الجديد”.
المشروب الجديد أيها الأحباء, هو الدم الطاهر, دم مخلصنا يسوع المسيح الذي “سفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (يو 28-26).
العشاء السري, إلا وهو مأكل جسد المسيح, ومشرب دمه, يؤهلنا, بدءا منذ هذا الدهر الحاضر. التمتع في شركة الحياة الابدية, فهو العربون الأكيد لنعاين نور القيامة البهي, عند مجيى ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح في اليوم الاخير. تماما كما يؤكد ذلك ربنا اذ يقول: “من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية انأ أقيمه في اليوم الأخير” (يو 54:6).
وما هو اليوم الأخير: اليوم الاخير هو الحياة الأبدية يعني ملكوت السموات الذي نتذوقه مسبقا داخل الكنيسة من خلال مشاركتنا في سر الافخارستيا الإلية.
بكلام أخر الافخارستيا الإلهية الذي نذوقها مسبقا, تتضمن الفرح والابتهاج اللذان يمدانا بالغبطة الكاملة عندما سنجلس سويا في عشاء ملكوت الله. “وأقول لكم إني من ألان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت أبي” (متى 29:26). من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وانأ أقيمه في اليوم الأخير, لان جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق” (يو 55-54 ).
القديس كيرللس رئيس أساقفة الإسكندرية يقول موضحا كلام الرب : “اشبع طعام المن حاجة الجسد زمانا يسيرا جدا, ابعد الم الجوع, لكنه صار بعدها بلا قوة, ولم يهب الذين أكلوه حياة أبدية. إذن لم يكن ذلك الطعام الحقيقي والخبز النازل من السماء. أما الجسد المقدس الذي للمسيح الذي يقوت إلى حياة الخلود والحياة الأبدية فهو بالحقيقة الطعام الحقيقي.
لقد شربوا ماء من صخره أيضا… وما المنفعة التي عادت على الذين شربوا لأنهم قد ماتوا, لم يكن ذاك الشراب أيضا شرابا حقيقيا, بل الشراب الحق في الواقع هو دم المسيح الثمين, الذي يستأصل الفساد كله من جذوره ويزيح الموت الذي سكن في جسم الإنسان”.
فعلا هذا الحدث العظيم والمعجز, لقيامة المسيح من بين الأموات أيها الإخوة الأحباء, يصبح ختام سر التدبير الإلهي, أي سر تجسد وتأنس كلمة الله, هذا أيضا يؤكده الحكيم بولس قائلا: “فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام, وان لم يكن المسيح قد قام, وان لم يكن المسيح قد قام فباطله كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم” (1 كو 15-13 :15).
بكلام أخر, كرازتنا المسيحية وإيماننا بالمسيح المصلوب والمقام, مستودع في الكنيسة التي دشنت لنا, فهي المدينة الجديدة داخل العالم, المرتكزة على قيامة المسيح الظافر. لدلك نحن كمواطنين في مدينه المسيح, أي الكنيسة , لم ولن نستعبد للأرضيات, لكن نتمم وبجدارة كل الأمور الخاصة بالله الأب وبربنا يسوع المسيح.
إن حياتنا بالمسيح داخل العالم تأخذ وتستلم معنى جديدا في ظل الرسم ألمنظوري (بروسبيكتيفا) لنهاية العالم (أي الإيمان بالآخرة eschatology) يعني معرفة الهدف للحياة الحقيقية التي ظهرت بالمسيح.
الحدث لحفلة العرس التي تمت في هذا المكان المقدس في قانا الجليل باشتراك المسيح مخلصنا في هذه المراسيم, ووجود أمه الدائمة البتولية مريم, تؤكد طريق الحياة الجديدة والحقيقية التي لها نحن مدعوون, لكي نبشر ونكرز بذلك إلى جميع الإخوة.
نقول هذا لان العرس الطبيعي بين الناس هو ليس هدف بحد ذاته, لكنه وسيلة لبلوغ الكمال في حياة الإنسان. من خلال انتقاله من دائرة الفساد, من الخطيئة إلى التوبة الصادقة, ومن سقوط ادم القديم, إلى قيامة الحياة لأدم الجديد المسيح.
“فعلا لان يسوع هو الخالق للرجل وللمرأة, لم يرفض أن يشترك في العرس الذي تم بعد خلقه لحواء, والتي قدمها إلى ادم؛ لذلك أيضا الإنجيل يقول بالنسبة للزواج, الأشياء التي جمعها الله لا يفرقها الإنسان”.

حسب القديس كيرللس السكندري: “إن العرس يكرم بوجود المسيح فيه من خلال الفرح والغبطة التي يمدنا إياها”.
هذا بالتدقيق أيها الأحباء “الفرح والغبطة” للجميع بقيامة المسيح الختن مع عروسه الكنيسة, لذلك نعيد باحتفال نحن أيضا كأعضاء لهدا الجسد, جسد الكنيسة الحاملة لاسم المسيح.
خاصة في هذا اليوم الأحد الجديد احد توما, الذي يعتبر تذكارا لاعتراف الرسول توما, إذ لا ينكر فيها إن المسيح هو رب واله قبل وبعد القيامة, كما يشهد الاننجيلي يوحنا: “اجاب توما وقال له ربي والهي. قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما أمنت. طوبى للذين امنوا ولم يروا” (يو 29-28:20).
نحن مدعوون أيضا لان نشارك في هذا الفرح الفصحى, فرح عرس قيامة طبيعتنا الإنسانية مع طبيعتي المسيح الالهيه – الإنسانية. ومع المرنم نقول :”سبيلنا إن ننقي حواسنا. فنعاين المسيح ساطعا كالبرق. بنور القيامة الذي لا يدنى منه, ونسمعه قائلا علانية: افرحوا. ونحن ناشدون له نشيد النصر والظفر”.
المسيح قام. حقا قام

بعد القداس الإلهي اشترك جميع الحاضرين بتناول طعام الغذاء ,في قاعة الدير الجديدة, الذي حضر على نفقة راعي الدير الارشمندريت ذوسيثيوس.
مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
ترجم من اللغة اليونانية على يد شادي خشيبون

ngg_shortcode_0_placeholder