1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كريويس ثيوفيلوس الثالث احد حاملات الطيب 2012-4-29

” هلموا يا معشر المؤمنين لنمدح يوسف العجيب مع نيقوديموس الفاضل والنسوة المؤمنات حاملات الطيب هاتفين قد قام الرب حقاً”
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

نعمة مخلصنا يسوع المسيح الناهض من بين الأموات. جمعتنا كلنا في هذا المكان المقدس في مدينتكم العريقة آريماثيا, لنعيّد مع يوسف ونيقوديموس والنسوة الحاملات الطيب , قيامة الإله – الإنسان مخلصنا يسوع المسيح, وبصوت عظيم نصرخ قائلين حقاً قد قام ربنا وإلهنا.
صلب مخلصنا يسوع المسيح وقيامته الظافرة تتوج سر التدبير الإلهي, أي تسجد كلمة الله كما يذكر الرسول بولس: < ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات. فان لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم> (12:15-14 ).

اما الرسول بطرس في كرازته الأولى يقول:< فان داوود وهو النبي... سبق فرأى وتكلم عن قامة المسيح ان لم تترك جسده في الهاوية , ولا رأى جسده فساداً, فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك. (أعمال 30-31 :2) كرازة بولس الرسول وشهادة بطرس الرسول الشخصية أيها الإخوة الأحباء, أنها التقوى في مشاركة القوى النشيطة مثل يوسف ونيقوديموس مثل آريماثيا , وحاملات الطيب , الذين شاركوا في مراسيم دفن المسيح, وفي هذا يشهد النجيلي مرقس <جاء يوسف الذي من الرامة مشير شريف وكان هو ايضاً منتظراً ملكوت الله, فتجاسر ودخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع.... فاشترى كتاناً فانزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر> مرقس ( مرقس 43:15-46)
ان الشاهد والكارز والرسول لهذا الحدث التاريخي والخلاصي لقيامة المسيح, هو كنيستنا كنيسة المسيح المقدسة, وخاصة الكنيسة الاورشلمية مع سائر مؤمنيها حاملي اسم المسيح, نقول هذا لانه الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية هي كنيسة القيامة, التي وبحسب تأكيد ربنا يسوع المسيح ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها> (متى 18:16). وهذا ثابت واكيد من الناحية العملية والنظرية من خلال وجود المسيحيين في الارض التي عليها صلب ودفن وقام الله اله المحبة والسلام والرجاء, وهذا بالتدقيق رجاء قيامة المسيح, وفي رجاء بالله كما يعترف الرسول بولس, عائشين بكل ضمير صالح حتى يومنا هذا.
لذا في هذا المنهج نحن سالكون, لان مخلصنا يسوع المسيح بقيامته المجيدة ادخلنا الى الخليقة الجديدة, أي الى الكنيسة حيث داخلها ومن خلالها نلمس ونتذوق مسبقاً بحواسنا الجسدية والروحية ملكوت السموات. (منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيوراً في اعمال حسنته> (تيطس 13:2-14) .

ان قيامة المسيح الضافر هي الينبوع والضمان الوحيد لتتميم سر الفداء للعالم وخلاصة كونه الله الضابط الكل’ فالى المسيح المقام الله والضابط الكل, انجذب التلاميذ الاطهار المسترين, مع النسوة حاملات الطيب, والذين اصبحوا شركاء في قوة رجاء قيامة المسيح, علماً (وكما يقول المرنم) من ان يوسف المتقي احدر جسدك الطاهر من العود مع نيقوديموس وشاهدك ميتاً عرياناً غير مدفونون, فابدى عويلا قائلاً….. لكني الان اراك قد احتملت من اجلي الموت طوعاً. فكيف اجهزك يا الهي…< ان النسوة حاملات الطيب قد ادركن قبرك.... ولم يصادفن جسدك الطاهر, انتحبن ووافين بحرص قائلات من سرق رجاءنا>.
ايها الاخوة الاحباء, المسيح المقام هو الرجاء الوحيد وهو الحياة داخل القبر, أي انه الرجاء الوحيد والحي الحقيقي,ومن خلاله يقول الرسول بولس: < ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء لان ماينظره احد كيف يرجوه ايضاً ولكن ان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقعه بالصبر>(رومية 23:8-24). وفي مكان اخر يقول:< فرحين بالرجاء صابرين في الضيق, مواظبين على الصلاة>
(رومية 12:12).
وكما يقول مرنم الكنيسة< فلنبتكرن مدّلجين دلجة عميقة. ولنقربن للسيد التسبيح النقي عوض الطيب الذكي. ونعاين المسيح الذي هو شمس العدل. مشرقاً الحياة الكل. مع هذا الكلام الترنيمي تتوجه الينا كنيستنا المقدسة لنعّيد فرح القيامة المجيدة لمخلصنا يسوع المسيح, شمس العدل, الذي اشرق رجاء الحياة للجميع. رجاء الحياة هذا هو رجاء القيامة التي تجسدها كنيستنا. أي اورشليم الجديدة, والتي ينوّه عنها القديس يوحنا الدمشقي ان الفرح يعتريها قائلاً: استنيري استنيري يا اورشليم الجديدة. لان مجد الرب قد اشرق عليك. افرحي الان وتهللي يا صهيون وانت يا والدة الاله النقية. اطربي بقيامة ولدك. المسيح قام, حقاً قام

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون