كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والاردن في تخريج طلبة مدرستنا الرومية الارثوذكسية مار متري في القدس 2012/05/28

سلام المسيح لكم

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع ،

أود أولا أن أعبر عن بهجتي الزاخرة وسروري العميق لمشاركتي إياكم وأهلكم ومدرسيكم حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود الطلبة بإتمام واجباتهم العلمية للحصول على شهادة الثانوية العامة ، كما نقدر بإجلال وإعتزاز عميقبن أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية للمدرسة وخاصة الأستاذ الفاضل والمربي الأستاذ زناتيري مدير مدرستنا الذي يقود هذه الصرح الأكاديمي بكل تفان وإخلاص على ما بذله ويبذله من جهود كي يتمكن الطلبة الأعزاء غي هذه المدرسة العريقة التي نعتز بها ونفتخر ألا وهي مدرسة مار متري في قدسنا الشريف من تخطي هذه المرحلة العلمية التي تؤهلهم لدخول عالم مختلف ومتنوع من حيث الخيارات والمسؤوليات في سبيل التسلح بمزيد من العلم.

إن الأنسان أيها الأخوة يستحق دائماً أن يكون في وطنه ، وتحفظ له حقوقه في فرص التقدم وتصان له كرامته خاصة في القدس الشريف حيث نجد فيه التعايش الأخوي المسيحي والإسلامي والاحترام المتبادل بين جميع شرائح المجتمع واكبر مثال على ذلك العهدة العمرية التي عقدت وتمت في سماء قدسنا الشريف وهذا إن دل على شيء بدل على الوحدة الصادقة بيننا منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا الصرح الأكاديمي شمعة مضيئة في سماء قدسنا الشريف والأراضي المقدسة .

إننا نفتخر بالتغيرات الايجابية والتقدم الذي حصل في هذه المدسة خلال هذا العام والذي يشكل الخطوة الأولى في طريق تنفيذ خطتنا التطويرية الخاصة بالمدارس الرومية الأرثوذكسية في القدس الشريف وفي الأراضي المقدسة حيث أتت التغيرات الإدارية والأكاديمية في وقتها لرفع المستوى التعليمي والتربوي والادعاء الإداري المميز للمدرسة .

وهنا لا بد لنا في هذا الحفل الا أن نقول كلمة حق أمامكم وأمام هذا الحشد الكبير من أبناء شعبنا نشيد بالدور الوطني والرياضي والديني والاجتماعي والفني ونشد على أيادي إدارة هذا الصرح الاكاديمي وخاصة الاستاذ الفاضل سمير زنانيري مدير المدرسة لوقوفه وقفة وطنية وتربوية واجتماعية أمام من حاول ويحاول تغيير المناهج المدرسية وهنا لا بد أن نشير بان هذه القصة أخذت أبعاد خطيرة ولولا الجهود الجبارة التي بذلها بالتعاون مع المسؤولين التربويين في المدارس الوطنية الفلسطينية لم يتم تغير مناهجنا المدرسية التي بها نعتز ونفتخر وبهذه المواجهة والمحصلة لم يتم تغير المناهج التربوية وتغير المعالم الدينية والتاريخية والجغرافية والتراثية وإننا نؤمن بان شعبا ً من دون تاريخ لا قيمة له وفي النهاية ليس له وجود . وإننا لسوف نعمل بجد واجتهاد وإصرار على ما لدينا من قدرات وطاقات واتصالات من أجل الحفاظ على تاقدس الشريف التي تقع بطريركيتنا اللرومية الارثوذكسية في قلبها وشريانها بالاضافة الى ذلك لسوف نعمل بكل تفان واخلاص وغيرة من أجل تثبيت أبناء كنيستنا الرومية الارثوذكسية خاصة والمسيحيين في الاراضي المقدسة وجميع أبناء قدسنا الشريف من الحد من الهجرة الفلسطينية التي أخذت تتزايد رويدا رويدا وبسرعة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة في الاراضي المقدسة واني أقول لكم بصراحة بأن الضمان الوحيد للتواجد الفلسطيني المسيحي في قدسنا الشريف وفي الاراضي المقدسة هي بطريركية الروم الارثوذكس أم الكنائس .

وإني أتعهد أمام الله وأمامكم أن تستمر برامج تطوير المدارس الأرثوذكسية ويستمر تشجيع تعاونها الأكاديمي والرياضي والثقافي والفني مع باقي المدارس التابعة لبطريركية الروم الارثوذكس ” أم الكنائس” حتى تصبح معلما من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الانسان المسلح بالعلم والمعرفة وتأمين الخريجين القادرين على متابعة تعليمهم في جامعاتنا في فلسطين وكبرى جامعات العالم حتى يتمكنوا أن يكونوا أعمدة غي عملية تنمية شاملة في الاراضي المقدسة وان نزرع فيهم المحبة والتسامح والتواضع والوحدة فهذه الصفات التي علينا جميعا أن نتحلى بها ولأننا بذلك نستطيع أن نصبح أولادا حقيقيين لأبينا السماوي كما وصفنا في الانجيل المقدس أنتم ملح الارض فإذا فسد الملح فبماذا يملح؟ وقال ايضا أنتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات .

وإن شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت آمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق العدل والاستقلال . وقد عم السلام في قدسنا الشريف وفي الاراضي المقدسة وفي العام أجمع .

وفي الختام إننب اثني على جهود الادارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجيا لهم النجاح والتوفق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتي لهم بتحقيق ذلك . وفي الختام كما قال الرب يسوع المسيح له المجد ” من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما ً في ملكوت السماوات.

وكل عام وانتم بالف خير
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون