1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الرسل الاثني عشر الاطهار 13.07.2012

” إن النور المشرق قبلاً من النور خلوا ً من زمان قد ظهر متجسدا ً في زمان للذين على الأرض . وأنار العالم بكم يا كليي الغبطة ، لذلك نحتفل نحن كلنا المستنرين بتعاليمكم الالهية مكرمين تذكاركم أيها الرسل “.


أيها الأخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون والزوار الحسني العبادة

تفرح بحيرة طبريا وتبتهج ، لان نعمة الرسل الأطهار أشرقت وأضاءت ، في هذا اليوم ، لأن صيادي البحيرة قديما ً ، أصبحوا صيادي الخلاص للبشرية ، أولئك هم الرسل القديسين الاثني عشر الأطهار ، الذين نحتفل بعيدهم الجامع غي هذا اليوم المبارك وعي هذا المكان المقدس ، حيث تم اللقاء الخلاصي بين الرب يسوع المسيح بعد قيامته المجيدة مع الرسل القديسين ، كما يؤكد ذلك إنجيل القديس يوحنا ” … فقد أظهر الرب نفسه لتلاميذه بعد قيامته من بين الأموات ” . ( يوحنا 21: 1- 14 ).

الاحتفال بهذا اليوم الكريم للرسل الاثني عشر ما هو إلا استمرارية لعيد هامتي الرسل بطرس وبولس ، الذي احتفلنا به أمس في كفر ناحوم قرب البحيرة . ( متى 4: 13 ).
تذكار العيد الجامع للرسل القديسين الأطهار هو عيد مميز لكنيستنا المقدسة ، وذلك للاتحاد والشركة ما بين الرب يسوع المسيح وتلاميذه ، الذي ينم عن خالص المحبة والطاعة ، والبذل والعطاء في تتميم مشورته الالهية وهذا ما يؤكده الرسول بولس : ” فإننا نحن عاملان مع الله ” (1 كو 3: 9).

كذلك فإن الرسل الأطهار هم الدعامة وحجر الأساس والرباط الوثيق ما بين الامم عبدة الأوثان وبين اليهود ، لكمال وتتميم الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية ، كما يظهر ذلك الحكيم بولس: ” مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية ” ( أفسس 2: 20 ).

بالإضافة إلى ذلك فإن الرسل القديسين استلموا وبجدارة النعمة الإلهية المعطاة لهم من السماء لتتميم بشارة الخلاص ، فالسيد المسيح خاطبهم قائلاً : ” دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به . وها أنا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر”.

الأمر الذي حذا بقديسنا يوحنا الدمشقي ليرنم ويصدح قائلا ً : ” هلموا نغبط الرسل الأشراف أبراج الكنيسة المشيدة بحسن عبادة على أساس الأيمان والموطدة كل المؤمنين . لعلنا نخلص بطلباتهم ”

ايها الأخوة الأحباء ، ان الرسل الأطهار أناروا العالم من خلال اقتبالهم للنور الذي أشرق في زمان متجسداً ، أي نور الروح القدس ، روح المسيح ، روح التبني كما يكرز بولس الالهي : ” إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب” (رومية 8: 15).

لنرى ما يقوله مرنم الكنيسة :

” فيما أنت ابن الله بالطبع .أيها الاله السيد الفائق الصلاح ، تبنيت تلاميذك أولا ً ، ثم جعلتهم ورثة بالوضع للميراث الأبوي وارتضيت بأن يجالسوك ” . بأية طريقة أعلن السيد المسيح لرسله الأطهار بانهم سيحصلون على الميراث الأبوي بالوضع؟؟
ان هذا الإعلان الصادق تحقق بالفعل من خلال حلول الروح القدس المعزي الذي ارسله كلمة الله يسوع المسيح إلى رسله الاطهار . لأن هذا الروح هو الروح الالهي بالحق والحقيقة ، والذي يميز ويكشف ما بين الأصدقاء الأصليين والاصليين للمسيح ، من سائر الرسل المزيفين والمراوغين .
نقول هذا لان الكرازة الرسولية المتدفقة كينبوع من معين الصيادين من أجل البلوغ للخلاص بالمسيح ، تعتبر القاعدة والأساس (الكريتاريون) للتفكير اللاهوتي لجميع خلفاء الرسل ، كالآباء ومعلمي المسكونة العظام الذين أناروا العالم بتعاليمهم اللاهوتية .
لنرى ما يقوله لنا القديس غريغوريوس الناطق بالالهيات : ” جميع ما كلمناكم به أيها الاخوة ، كان بطريقة عقائدية ، ولكن ليست بغير منطقية ، صياديا – أي ببساطة الأيمان – وليس أرسطوطاليا ” .
بكلام آخر : الرسل الذين استناروا بسر المسيح الالهي في علية صهيون يوم العنصرة ، تقلدوا القوى الاستنارية للروح القدس، التي بدورها أثرت وتفاعلت مع معلمي المسكونة ، حيث حل التعاضد بينهم .
فالشيء المميز لحادثة العنصرة الفريدة ، هي أن الرسل الأطهار استوعبوا القوى الإستنارية والطاقة المنيرة للروح القدس جوهريا ً ΟΥΣΙΩΔΩΣ ( أوسي أوذوس) وليس بالطريقة الخيالية كما يحدث الآن مع المتجددين في وقتنا الحالي هذا .

وكما يذكر مرنم الكنيسة :

لقد اقتبلتم جميعا ً أيها الحكماء نور الروح القدس كله . ظاهرا ً فيكم ظهورا ً جوهريا ً في العلية . فتلقنتم أسرار التعليم السامي . فتغبطون الآن عن استحقاق .

نعم أيها الأخوة ،

الرسل القديسون ، يستحقون وبجدارة التطويب والتكريم ، هذا لأنهم أصبحوا مقتدين بالقول والفعل برئيس إيماننا ربنا يسوع المسيح . الذي يظهر جليا ً من تعاليم الرسل الذين قدموا أعضاءهم ذبيحة حية من أجل بناء جسد المسيح أي الكنيسة ” لأنكم لهذا دعيتم . فإن المسيح أيضا ً تألم لأجلنا تاركا ً لنا مثالا ً لكي تتبعوا خطواته ” ( 1 بط 2 : 21 ).

إن هذه الدعوة تخصنا جميعا ً ونحن مطالبون بتتميمها .

وأخيرا ً نقول وبصوت مرنم الكنيسة :

يا بطرس وبولس محارثي لحكمة الله ، واندراوس ويعقوب ويوحنا الحكيم ، وبرثلماوس وفيلبس وتوما ومتى وسيمن ويهوذا ويعقوب الالهي ، يا زمرة التلاميذ الاثني عشر الكليي الاكرام الذين انبثوا في كل العالم فكرزوا فيه بالثالوث القدوس أنه إله ازلي بالطيع يا ابراج الكنيسة الراسخة وأعمدتها التي حقا ً لا تتزعزع ابتهلوا الى سيد الكل م اجل نفوسنا .

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون