1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رقاد والدة الاله العذراء مريم

“ولكن يعطيكم السيد المسيح اية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل” (اش 14:7). الذي تفسيره الله معنا, هكذا يقول ربنا يسوع المسيح بصوت اشعياء النبي, والتي يؤكده ايضا شهادة الانجيلي متى البشير. “لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل” (مت 14:7). ها العذراء التي لم تعرف رجلا, ستحبل وتلد ايضا ابنا – الذين يؤمنون بذلك – وسيدعى اسمه عمانوئيل. (عمانوئيل اسم عبري ومعناه الله معنا).

ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
ايها المسيحيون الحسني العبادة

ان البتول التي ذكرت من النبي اشعياء ما هي الا القديسة والدة الاله الدائمة البتولية مريم, التي نحن معييدون لتذكار رقادها المجيد. كنيستنا المقدسة, تكرم بجدارة ووقار عظيمين شخص الكلية القدسة, وذلك لان العذراء مريم من خلال نقاوة طهارتها وعظيم اتضاعها, اختارها الله واصطقاها من جميع نساء العالم لتكون شريكة معه في سر التدبير الالهي من خلال تجسد كلمة الله, يسوع المسيح وتانسه, لذا اضحت العذراء اس الخلاص للجنس البشري قاطبة.
وكما يذكر مجري الذهب القديس الدمشقي: “ومن ثم فانه لعدل وحق ان نسمي العذراء مريم والدة الاله ثيوتوكوس. لان هذا الاسم يوطد سر التدبير كله”.
رقاد العذراء مريم والدة الاله يؤكد وبشكل قاطع انها شاركت طبيعتنا الانسانية بالتمام, لكن من ناحية اخرى حبلت بابنها والهها المسيح المخلص من خلال فعل وقوة الروح المقدس, ثم حملته في رحمها, وولدته, وارضعته, وتاطت عند صلبه المقدس, الا انها عظمته وقت القيامة المجيدة الظافرة, وبالاضافة لذلك فالعذراء الفائقة القداسة مجدت المسيح الاله عند رقادها, حيث ان ابنها والهها استلم روحها الطاهرة, – اي الكلية القدسة نفسها جسديا-.
وكما يقول القديس يوحنا الدمشقي: “اسرعوا اذا ولنتسلق الجبل السري! فبعد تجاوزنا صور الحياة الحاضرة والمادة, وبعد ولوجنا الظلمة الالهية غير المدركة بمجرد توطدنا في نور الله, فلنعظم القدرة اللامحدودة. اذ باي سي, ذاك الذي من سموه الفائق الجوهر اللاهيولي المتعالي قد نزل دون ان يبرح حضن الاب في البطن البتولي ليحبل به ويتخذ جسدا؟ وذاك الذي عبر الالام سار الى الموت باختياره. والذي بجسده المولود من الارض قد عاد الى الاب بعد ربحه الخلود بموته, باي سر قد جذب نحو ابيه امه بحسب الجسد؟ والتي حصلت في الحقيقة سماء على الارض, كيف رفعها نحو الارض السماوية؟”.
اذا ربنا يسوع المسيع, ومن خلال سي التدبير الالهي, وخاصة بواسطة الدفن الثلاثي الايام والقيامة الممجدة, الغى وابطل سلطان الموت, فالكلية القداسة والدة الاله مريم, وبواسطة موتها الطبيعي, وانتقالها جسديا الى السموات, ختمت الحقيقة التاريخية للكنيسة, الكنيسة التي احبها المسيح حبا جما واسلم نفسه من اجلها. (افسس 5:25).
هكذا المسيح المقام من بين الاموات, بذل نفسه الثمينة لاولئك الذي يدعون اعضاء في جسد الكنيسة, اي جسد المسيح الذي هو راسها ايضا, كما يذكر ذلك الحكيم بولس في رساليه الى كولوسي. (كولوسي 18:1).
فلنهتف مع مرنم الكنيسة ونقول:
“اما في ولادتك فالحبل بلا زرع. واما في رقادك فالموت بلا بلى يا والدة الاله. ان في ذلك لعجبا مضاعفا. عجبا مقارنا بعجب. فكيف ترضع التي لم خبرة الزواج طفلا وتلبث عذراء نقية. وكيف تشيع ام الله ميتة مجهزة بالطيوب. ومن ثم فنحن نهتف اليك مع الملاك قائلين: افرحي يا ممتلغة نعمة”.
فيا ايتها العذراء والدة الاله الكلية القداسة, حنني بتعطف علينا واشفي جراحات نفوسنا, وامدينا بالسلام العلوي من لدن المسيح الاله, ليعم الهدوء في ربوعنا والمنطقة, وفي العالم اجمع. امين
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب ثيوفيلوس الثالت
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون