1

مؤتمر “الوفاق الاسلامي المسيحي في فلسطين” في مدينة غزة

نظمت هيئة الوفاق الفلسطيني في غزة 27-8-2012, مؤتمر “الوفاق الاسلامي المسيحي في فلسطين” في مدينة غزة, الذي اهتم بالتقارب والتعاون المتبادل بين المسيحيين والمسلميين في فلسطين الارض المقدسة التي باركها الله وبارك الارض التي حولها, هذه الارض التي كانت ولا تزال مهد الديانت السماوية (الاسلامية والمسيحية واليهودية) والتي منها انطلقت دعوات رسل الله وانبياءه الى العالمين في شتى الاصقاع تنشر رسالة التوحيد بالله وتخرج الناس من الظلمات الى النور وتعمم فضائل الخير والصلاح للناس كل الناس, في اكنافها نشات المسيحية ومنها انتقلت الى الغرب وانحاء العالم وفي قدسها الشريف كان معراج رسول الاسلام محمد ومعراجه الى السماء فشكلت القبل النابض والمركز الروحي لاطراف الدنيا وارجائها.

هدف هذا المؤتمر كان توثيق العلاقات بين المسيحيين والمسلمين وتوعية الشعب واطلاعة على الصعوبات المشتركة التي تواجه هذا الشعب العريق. في هذا المؤتمر لم يستطع نيافة المطران اليكسيوس, مطران غزة التواجد بسبب اسباب شخصية ونيابة عنه تم قراءة الكلمة التالية:

سلام الله مع جميعكم
اسمحوا لي نيابة عن نيافة المطران اليكسيوس مطران غزة احييكم واقرا لكم ما قاله شخصيا خصوصا لهذا اللقاء العظيم.احييكم تحية المحبة وناسف جدا لعدم حضوري واياكم في هذا الاجتماع العظيم وذلك لاسباب شخصية كان يجب علي ان اكون خارج مدينة غزة.
كل عام وانتم جميعا بالف خير بمناسبة الشهر المبارك رمضان. نحن واياكم في هذا الاجتماع نناقش معا بعض المشاكل التي واجهناها حديثا في المجتمع المسيحي عامة. كلنا معا مسيحيين ومسلمين على استعداد الان لكي نناقش تلك المشاكل نحن اعضاء العائلة الكبيرة عائلة الاخوة المسلمين والمسيحيين معا.
بصفتي قائدا روحيا للكنيسة المحلية (كنيسة الروم الارثوذكس) في المجمتع المسيحي, منذ 12 سنة ماضية وانا اسكن في مدينة غزة اريد ان اقول بان التماسك والوحدة في عائلتنا الكبيرة هي علاقة قوية جدا اكثر مما علية في اي مكان اخر من العالم, واوكد لكم اننا سنبقى على هذا التماسك الى الابد وبقوة.
نحن دائما نشعر بالحماية والمساعدة من الحكومة الموقرة في مدينة غزة ومساعدة اخونا الحبيب معالي الحبيب رئيس الوزراء السيد الاستاذ اسماعيل هنية ادامة الله. ليس لدينا اية نية وقصد ان نسمح لاي من الخارج لكي يحطم هذا الانسجام الموجود في وحدة الشعب الواحد الفلسطيني. انه غير مسموح لاي شخص كان ان يستعمل الدين لكي يدمر ويقسم هذه العائلة الكبيرة للشعب الفلسطيني من مسيحيين ومسلمين. كثيرون من الغرباء الخارجون عن الصف الفلسطيني ومن الخارج يريدون ان يحصل هذا الانفصال وتقسيم الشعب الفلسطيني لكي يستخدمونه لمصالحهم الشخصية والخاصة.
الديانات السماوية الثلاثة الموحدة الذين يعبدون الاله الواحد الحقيقي, والتي ترعرعت في الشرق الاوسط ولديهم مقدساتهم في المدينة المقدسة والارض المقدسة هي ليست ديانات تزرع الكراهية والانقسامات بين الشعب, لكنها ديانات تدعو الى المحبة والمسامحة والغفران. الاتحاد والعلاقات الاخوية بين الشعب التي تعيش في هذه المنطقة من العالم لا تفرق بين الديانات. واجب حرية ممارسة العبادة للاله الواحد معروفة لدى الديانات الموحدة بالله جل جلاله.
هنالك براهين عظيمة تدل على ذلك واهمها العهدة العمرية للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي منحها للبطريرك صوفرونيوس على جبل الزيتون في المدينة المقدسة (القدس). من خلال هذه العهدة العمرية المباركة ترتكز وتبنى العلاقات بين الاخوة المسلمين والمسيحين ولا يوجد ايا كان يقدر ان يسمح او ينهي او يكسر امر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
نحن كرئاسة روحية وقادة مسيحيين في مدينة غزة نعبر عن خالص احترامنا وتقديرنا الخالص للديانة الاسلامية, لان الحرية وحرية الاختيار للايمان بما يريد الانسان من حق البشر.
اننا نؤمن بالتوافق التاريخي في العلاقات بين الاخوة المسلمين والمسيحيين كما ذكرت سابقا ابناء العائلة الواحدة الكبيرة للشعب الفلسطيني لذلك نحن ضد اي تعصب من اي مكان ياتيه وخصوصا من الحركات الدينية لان ذلك ضد الوحدة للشعب الفلسطيني, وتجلب الدمار والانفصال والاختلاف والكراهية بين البشر. وبهذه الطريقة حتى وبدون ارادتهم يصبحون الة بيد المجموعات الغربية عن الصف الفلسطيني, الذين يحقدون على المحبة والتسامح والعلاقات الطيبة التي توجد بين الديانات, لانهم يريدون ان يكونوا اعداء السلام ويختارون ان يكونوا انصار الكراهية وفوضويين.
نؤكد على المحبة والمغفرة من ناحيتنا كمسيحيين من ناحية كل الظروف الصعبة التي حصلت لان ذلك ما يدعونا اليه ايماننا.
انني اعيش في هذه المطقة من الشرق الاوسط اكثر من 45 سنة في فلسطين وتعلمت ان اعيش مع اخواننا المسلميين بالمحبة كاخوة واخوة ولهذا السبب دائما اقول واعلم واعظ من قلبي حتى نهاية عمري وايامي.
اقدم شكري الجزيل لكم الموجدين في هذا اللقاء وللذين كان لهم النية الطيبة والنوايا الحسنة لتنظيم هذا اللقاء العظيم الذي يجمع العائلة الحميمة من اعضاء العائلة الواحدة العظيمة من المسلمين والمسيحيين.
الشكر الجزيل لمعالي رئيس الوزراء الاستاذ اسماعيل هنية الذي حمل المسؤولية على كاهله شخصيا لكي يجد حلا مناسبا والحل الاكيد كي لا تنفصل العائلة الواحدة وان لا يتكرر ما حصل في الاونة الاخيرة مرة اخرى.
ونطلب من سيادته ان يوقف اي حركة تعمل ضد وحدة الشعب الفلسطيني, نتمنى لكم جميعا محبة الله ان تكون معكم وفيكم وعليكم,
شكرا جزيلا لكم جميعا
وكل عام وانتم بخير
المطران اليكسيوس
مطران غزة
.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون