1

كلمة رؤساء الكنائس الارثوذكسية في الشرق الاوسط الى رئيس المفوضية الاوروبية السيد خوسيه مانيويل باروسو

فخامة الرئيس,
أولا, نود شكر حضرتكم وحضرة زملائكم لاستقبالنا في مكتبكم اليوم, لقد وصلنا الى هنا بصفتنا القادة الروحيين للمسيحيين في الشرق الأوسط بما في ذلك قبرص.
إن السبب الرئيسي من هذه الزيارة هو لرفع مستوى الوعي ومناقشة الوضع الغير متوقع للمسيحيين في الشرق الأوسط الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من السكان الأصليين المحليين والإقليميين. نحن نشعر بقلق عميق إزاء مأزق العديد من اللاجئين السوريين بينهم عدد كبير من المسيحيين الذين لجئوا إلى دول مثل لبنان والأردن وهما دولتان خاضعتان لقيادتنا الروحية. غني عن القول أننا منخرطين جدا, كقادة كنيسة, في مساعدة اللاجئين والتخفيف من معاناتهم الرهيبة دون أي تمييز.

ونحن كأعضاء في مجلس كنائس الشرق الأوسط قد جمعنا كامل قوانا من اجل مساعدة اللاجئين السوريين ماليا وماديا, على سبيل المثال, حاوية من الإمدادات الطبية والملابس والمواد الغذائية في طريقها من كنيسة قبرص إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن, ومكتبنا في عمان يعمل بشكل تام في هذا الصدد.

سيدي الرئيس,
نحن هنا لنطلعكم على تجربتنا الخاصة وتوجيه نداءنا إلى كل شخص أو منظمة ذات نوايا حسنة لحماية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وخاصة في لبنان والأردن وسوريا والعراق وفلسطين ودعونا لا ننسى مصر وأفريقيا, فمن الواضح أن منطقة الشرق الأوسط وحدودها أصبحت كبركان في طور التقدم. إن مسؤوليتنا هي مسؤولية أخلاقية ودينية لتهدئة هذه الأوضاع المتفجرة وان أمكن إيقافها سياسيا ودينيا, ونحن نشدد على هذا الموضوع كونه جزء لا يتجزأ من المبادرات المختلفة التي تعهدنا بها بالفعل.
نحن نؤمن إيمانا راسخا بان الاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية الأخرى لديها القدرة على التدخل ووضع حد لإراقة دماء الأبرياء ولاء شكل من أشكال العنف التي تحدث تحت اسم “الله”.
في هذا الصدد, اسمحوا لنا أن نقترح الإجراءات التالية التي ينبغي النظر بها:
أولا: تعزيز الدراسات الاكادمية في الأديان المختلفة عن طريق تعزيز التعليم في المدارس والجامعات والمراكز الثقافية.
ثانيا : مكافحة التعصب والتفرد الثقافي والديني الذين هما أعراض التمييز ومكافحة الاستقطاب والكراهية ضد الأخر.
مهمة بطريركيات الروم الأرثوذكس / كنائس الشرق الأوسط وأفريقيا هو أمر بالغ الأهمية لان المسيحية الشرقية لا تحمل أثار الثقافة المستوردة والغربية وهذا يعني الحروب العليبية والاستعمار. على العكس تمام فقد كنا جميع الديانات الواحد للأخر, وبهذه الطريقة ترعرعنا معا ثقافيا وتاريخيا. هذا هو السبب في أننا نرفض فكرة صدام الحضارات.
مرة أخرى, نود أن نؤكد لكم سيدي أننا على استعداد كامل للتعاون معكم في العمل من اجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجه.

غبطة بطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك القدس وسائر فلسطين

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون